الثلاثاء 13/مايو/2025

الدولة اليهودية الخالصة المخلصة لليهود مستحيلة

الدولة اليهودية الخالصة المخلصة لليهود مستحيلة

إذا كانت القيادة الفلسطينية قد قيدت نفسها بـ«أوسلو» و«خطة الطريق»، فإن هذه القيود، ينبغي ألاّ تطال الفلسطينيين داخل “إسرائيل”، وفي الشتات. فهل نشهد، في الأعوام المقبلة أطراً شعبية تتجاوز الأطر البيروقراطية لمنظمة التحرير، تعيد الربط بين «مناطق 48» و«الشتات»، وتوفر للقضية الفلسطينية صيغة جديدة، يمكن في ظلالها القول، إن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية وانه بدون حلها، ستبقى معلقة حتى إشعار آخر؟.
وذا كان حل الدولتين قد أصبح مستحيلاً في ظل استمرار الاستيطان في الضفة الغربية وتمسك “إسرائيل” بها كجزء لا يتجزأ من كيانها وأمنها إيديولوجياً وعسكرياً وجغرافياً، فلماذا تتمسك القيادة الفلسطينية بسلطة حكم ذاتي عجزت عن تحويله إلى دولة بعد 20 عاماً من توقيعها على اتفاق أوسلو؟
تضاعف عدد الفلسطينيين بعد 64 عاماً على النكبة، وفق معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ثماني مرات، فقد أظهرت المعطيات الإحصائية أن عدد الفلسطينيين في العالم بلغ حوالي 11.2 مليون نسمة، منهم 4.2 مليون نسمة في الأرض الفلسطينية، 1.37 مليون نسمة في أراضي عام 1948، في نهاية العام 2011.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2011 حوالي 5.6 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون بحلول نهاية عام 2020، فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.
بالمقابل بينت معطيات نشرتها ما تسمى بـ«الدائرة المركزية للإحصاء» الإسرائيلية، أن عدد الإسرائيليين وصل إلى 7.881 مليون نسمة، وأشارت المعطيات إلى أن عدد اليهود وصل إلى 5.931 مليون، يشكلون ما نسبته 75.3 % من عدد السكان، بيتنا وصل عدد العرب إلى 1.623 مليون ( من بينهم سكان القدس والجولان)، يشكلون ما نسبته 20.6% من عدد السكان.
وفق هذه اللوحة الديمغرافية المتشابكة صارت «الدولة الفلسطينية المستقلة» في الضفة والقطاع ليست وحدها مستحيلة وإنما الدولة اليهودية الخالصة المخلصة لليهود في فلسطين صارت مستحيلة أيضاً، وشاء من شاء وأبى من أبى، أصبح المشهد دولة عنصرية يهودية قائمة في فلسطين التاريخية، ولن يتحقق فيها أمن أو استقرار أو سلام، إلا بالقضاء عليها مثلما تم القضاء على الكيان العنصري للبيض في جنوب أفريقيا، وإقامة دولة ديمقراطية لكل مواطنيها بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات