الثلاثاء 13/مايو/2025

مؤامرة أميركية لتصفية قضية اللاجئين

مؤامرة أميركية لتصفية قضية اللاجئين

تصريحات أعضاء في الكونجرس الأميركي بحصر قضية اللاجئين الفلسطينيين، في الأشخاص الذين هجروا من وطنهم عام 1948، وإسقاطها عن نسلهم وذراريهم، يعني بصريح العبارة تصفية قضية اللاجئين، وشطب حق العودة، ومن ثم تصفية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”.
بداية لا بد من التأكيد على أن هذه التصريحات تتساوق، وتتماهى تماماً، مع الاستراتيجية الأميركية القائمة على دعم العدو الصهيوني، حتى أصبح أكبر قوة إقليمية في المنطقة، مسلحة بالأسلحة النووية، وتشجيعه على انتهاك القانون الدولي ” بالفيتو” الأميركي؛ الذي وفر له الحماية من تبعات وتداعيات هذا القانون.
إن مراجعة سريعة لسبر أغوار هذه التصريحات المعادية، تؤكد أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم التعريف الأميركي المقترح، لا يتجاوز الآلاف، بعد أن مات أغلبهم في بلاد الغربة والشتات، وقد مضى على طردهم من وطنهم “64” عاماً ونيفاً، فما تبقى من “750” ألفاً، هجروا من وطنهم في ذلك الحين، هي أعداد قليلة، لا تتجاوز “20” ألفاً، في أحسن الأحوال، وأغلبهم تجاوزوا السبعين عاماً.
التفكير الأميركي الشيطاني هذا، يدفعنا إلى التذكير بدور واشنطن الرئيس في إقامة الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية، والضغط الذي مارسته إدارة ترومان؛ لإجبار عدد من الدول على تغيير مواقفها، والتصويت على قرار التقسيم، ثم الاعتراف بعد دقائق “بدولة إسرائيل” بعد إعلانها، وهو ما دفع وزير خارجيته الأشهر “مارشال” إلى الاستقالة، لخطورة هذا الاعتراف، على مصالح أميركا الاستراتجية في المنطقة.
استراتجية أميركا في المنطقة منذ الرئيس ترومان وإلى اليوم وحتى تقوم الساعة، تقوم على حماية “إسرائيل”، وتمكينها لتصبح أقوى من الدول العربية مجتمعة، والحفاظ على تدفق النفط العربي إليها، وإلى حلفائها الغربيين واليابان.. إلخ.
هذه الاستراتجية، لن تتغير ولن تتبدل، إلا إذا شعرت واشنطن أن مصالحها تتعرض للخطر، فحينها، وحينها فقط، تقوم بتغيير هذه الاستراتجحية، وهذا الأمر لن يحدث في المدى المنظور، بعد أن ربطت قيادات الدول العربية، وجودها بواشنطن، وأصبحت أميركا بالنسبة لها مسألة حياة، ولا تستطيع البقاء على رأس السلطة، إلا بدعمها، كما لا يستطيع السمك الحياة خارج الماء..!! وهذا من نشاهد تجلياته بأوضح صورة في زمن الربيع العربي، ومن خلال تحالف العض مع واشنطن، وخاصة دول البترودولار، على أمل ألا تصلها رياح الربيع العربي.
باختصار… لا تكتفي واشنطن بدعم العدو الصهيوني، بكل ما تستطيع من قوة من الصاروخ والطائرة، حتى رغيف الخبز، حتى أصبح دولة نووية، ولا تكتفي بحمايته من القانون الدولي من خلال مظلة ” الفيتو”، وإنما تعمل سياسياً، مستغلة نفوذها الهائل لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، كونها القضية الأخطر، التي تهدد وجود العدو، نظراً لأعداد اللاجئين والذي يتجاوز الخمسة ملايين، يحق لهم العودة إلى وطنهم بموجب القرار الدولي رقم 194، وحصرها في أعداد قليلة لا تتجاوز الآلاف.
إنها مؤامرة أميركية جديدة، تذكرنا حتى لا ننسى، بأن أميركا لم ولن تتغير.
 “أميركا هي.. هي. أميركا.. رأس الحية”.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات