السبت 10/مايو/2025

أضخم سرقة لأضخم وأعرق أرشيف تراثي في العالم…!

أضخم سرقة لأضخم وأعرق أرشيف تراثي في العالم…!

– العقل العراقي مستهدف…!
– الثروة العلمية العراقية مستهدفة…!
– التراث العلمي /التعليمي العراقي مستهدف…!
– القدرات العلمية والتكنولوجية العراقية مستهدفة…!
– الأرشيف العراقي المتعلق بالحضارات والتراثات العريقة مستهدف…!
– مقومات البقاء والتواصل الحضاري العصري العراقي مستهدفة…!
كل هذه وغيرها الكثير من العناوين تكثف لنا حقيقة ما يجري على ارض العراق العربي من حرب إبادة منهجية شاملة ضد العقل والعلم والثقافة والحضارة وقدرات البقاء العراقية، فهناك تجري على مدار الساعة عمليات القتل الممنهج للمتميزين من علماء العراق: أساتذة جامعات، أطباء، طيارين، مهندسين.. وقد باتت هذه حالة معروفة وموثقة ولم تعد تثير أحداً من العرب رغم أهميتها وخطورتها ورعبها..!
وهناك جرت وتجري أضخم وأخطر عمليات سرقة لأضخم وأعرق أرشيف تراثي في العالم.
فقد كشفت وزارة الثقافة العراقية مؤخراً النقاب عن أن الولايات المتحدة لا تزال تماطل في تسليمها النسخ الأصلية لعدة وثائق عراقية قديمة، خصوصاً الأرشيف الذي عثر عليه في أقبية مبنى المخابرات العراقية والخاص باليهود في العراق، وقد استلمت القوات الأمريكية هذا الأرشيف بموجب محضر رسمي بينها وبين “هيئة الآثار والتراث” ثمّ نقلته إلى الولايات المتحدة بحجة “إجراء الصيانة” له على أن يسلم إلى الجانب العراقي في منتصف عام 2006. ورغم مرور 6 سنوات على موعد التسليم فلا تزال الوثائق العراقية “مسجونة” في ما يشبه “غوانتانامو ثقافية” يحرسها الأمريكان، وذكرت تسريبات صحافية أن “إسرائيل” تقف وراء “سرقة” هذا الأرشيف باعتبارها المستفيد الأول من سرقته، وقد أشار إلى ذلك صراحة نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الذي قال: “إن العراق تعرض لأكبر عملية نهب وسرقة لوثائقه وكنوزه التاريخية وإن إسرائيل ضالعة بالجريمة”. وكشف خبراء آثار أن الأرشيف اليهودي العراقي يحتوي على قرابة 3 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود في العراق وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة إلى آثار يهود العراق الموجودين أصلاً في هذه الأراضي آنذاك، كما يحتوي الأرشيف أيضاً على آثار تعود إلى أزمان أبعد من العهد البابلي، أهمها أقدم نسخة لـ”التلمود” وأقدم نسخة لـ”التوراة” ومخطوطات أخرى، ولهذا السبب احتفظت الحكومة العراقية السابقة بهذه الآثار في مبنى المخابرات العامة، على حد قول الخبراء.
وأكد خبراء أن سعي “إسرائيل” للحصول على أرشيف اليهود في العراق هو لتأكيد فرضيتها التي تدّعي أن اليهود هم بناة برج بابل مثلما هم بناة الأهرامات في مصر، كما يقول البعض إن “إسرائيل” تسعى إلى تزوير التاريخ بما يخدم مصالحها في المنطقة – تقرير عن الوكالات-4/6/2012″.
فحينما تسطو الولايات المتحدة سطوا مسلحاً على أرشيف العراق التراثي ومن ضمنه أرشيف اليهود في العراق، على هذا النحو السافر، وحينما يكون هذا الأرشيف في خدمة “إسرائيل”، فان هذه واقعة خطيرة تنطوي على أبعاد استراتيجية مرعبة تشير بمنتهى الوضوح إلى أن كل ما جرى ويجري من تدمير وتخريب وإلغاء في العراق إنما هو في خدمة الأجندة الصهيونية.
وحينما تكتب صحيفة “ذي غارديان” تقريراً تحت عنوان “استنزاف العقول العراقية” تقول فيه “إن مئات العراقيين من الأطباء وأساتذة الجامعات والمدرسين يستهدفون بالقتل والخطف ضمن حملة يعتقد أنها مقصودة”، فإن هذه تعد وثيقة بالغة الأهمية تبين لنا تلك الأجندة الخبيثة وراء الاغتيالات المنهجية للعلماء…!
وحينما يعزز هاشم الجزائري عميد كلية القانون السابق في جامعة البصرة ذلك بتأكيده: “إن يد الاغتيال طالت – حتى تاريخه – ما يزيد على سبعمئة أستاذ وعالم عراقي من أصحاب الكفاءات العليا والتخصصات المميزة” مشيرا إلى “أن عام 2003 فقط شهد وحده تصفية منظمة لأكثر من مئة أستاذ جامعي معظمهم من رتبة أستاذ مشارك فاعلي”، فإن لهذه الشهادة العراقية مصداقية لا مجال للتشكيك فيها…!
وحينما يلحق به العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي- الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية، ورئيس أكاديمية البحث، وأحد ابرز العلماء العراقيين في مجال التكنولوجيا النووية مؤكداً بدوره: “أن الغزو الأمريكي للعراق هدف إلى تدمير مستقبل العراق باغتيال وتصفية العلماء وحرق المجلدات العلمية في مراكز الأبحاث التي تشكل خلاصة الأبحاث العلمية”، فان لشهادة الدكتور الربيعي كذلك من المصداقية الموثقة التي ربما تكون من أدمغ الشهادات التي تتحدث عن حرب التصحير المنهجية التي شنت على العراق…!
ويردف الربيعي: “حينما جاءت جيوش أمريكا وبريطانيا كان أول شيء قامت به هو ضرب المؤسسات العلمية والبحثية والمدارس والجامعات وإحراق المكتبات والتراث العراقي الذي أصابه النهب والسلب”.
ويختتم الربيعي مؤكداً حقيقة أخرى: “لقد تحقق فعلاً ذلك التهديد والوعيد الذي أطلقه جيمس بيكر بـ «إعادة العراق إلى عصور ما قبل الثورة الصناعية، أي العصور الوسطى!! » .. وكان المقصود قطعا الوعيد بتدميره وتقويض شتى سبل الممانعة والمقاومة كما فعل «هولاكو» في غزوه الهمجي لبغداد حين تحول لون مياه نهر دجلة إلى الأحمر والأسود، لون دم القتلى المرمية جثثهم في النهر، ولون مداد الكتب التي ألقيت في النهر من قبل الغزاة..!! ليتبين لنا هنا في هذا السياق أننا أمام عملية اختطاف استراتيجي للعراق ولثروته العلمية والحضارية والأرشيفية التراثية، يقف وراءها قرار استراتيجي أمريكي – صهيوني مشترك، والهدف الكبير من ورائها: تدمير العراق وتصحيره وتقسيمه وتفتيته وتحويله إلى دويلات طائفية تسهل عملية السيطرة عليها، لصالح الحفاظ على التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي على المنطقة كلها في نهاية الأمر.
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات