عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

تقدير صهيوني بحدوث مشاكل مستقبلية مع مصر حال انتخاب مرسي

تقدير صهيوني بحدوث مشاكل مستقبلية مع مصر حال انتخاب مرسي

ما زالت الدولة العبرية عبر إعلامها ومراكز أبحاثها ومخابراتها تُراقب عن كثب المعركة الانتخابية الرئاسية في مصر، بعد اعتراف المؤسسة الإسرائيلية بأنها أصيبت بهلع شديد بسبب المتغيرات المتسارعة على الأرض في العالم العربي؛ بفعل استمرار الثورات العربية، فمن جهة برز عامل جديد في الواقع العربي، يتمثل في الشعب العربي الذي يتطلع إلى مستقبل واعد ينسجم مع حجم تضحياته، خلال فترة العقود الماضية من الاحتلال الإسرائيلي.

وتبعاً لذلك فإن انتقال القرار من الدكتاتوريات العربية إلى الشعب العربي، يشكل تهديداً إستراتيجياً لإسرائيل، ولكن بالمقاب، يقول الخبراء في الشأن المصري، ان صعود القوى الإسلامية إلى سدة الحكم في أكثر من دولة عربية وبشكل خاص مصر، يزيد من قلق صناع القرار في الدولة العبرية، حيث يُشدد الباحثون الإسرائيليون على إن تلك القوى ترفض من حيث المبدأ فكرة الدولة اليهودية، وكذلك الاتفاقات المعقودة معها.

وفي هذا السياق، اعتبر الموقع الإسرائيلي (israel defence) أن انتخابات الرئاسة المصرية والتي ستجري في منتصف الشهر الجاري قد تكون مصيرية والأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل، مشيراً إلى أنها ربما ستؤثر سلبًا على مستقبل اتفاق السلام مع مصر، الدكتور عوديد عيران، السفير الإسرائيلي الأسبق في عمان، وباحث كبير في مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب.

فقد قال في محاضرة ألقاها بمناسبة مرور سنة على الانتفاضات في العالم العربي إن اتفاقيات السلام المبرمة مع الدول العربية تواجه تحديات جمة في ظل المتغيرات العربية وصعود القوى الإسلامية إلى السلطة في أكثر من دولة عربية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه بدون وجود حل للصراع العربي الإسرائيلي بكونه الأساس لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع في الشرق الأوسط، وفي دراسة جديدة أعدها عيران حول الانتخابات المصرية تساءل: هل الجولة الثانية من الانتخابات ستُنهي حكم العسكر في مصر؟

وقال أيضًا إن حصول مرشح الإخوان، محمد مرسي، على ربع الأصوات فقط في الجولة الأولى يُثير العديد من التساؤلات، خصوصا وأن الإسلاميين حصلوا في انتخابات مجلس الشورى على نسبة سبعين بالمائة، مشيرًا إلى أن السلفيين لم يخرجوا إلى صناديق الاقتراع، ولا يمكن معرفة موقفهم في الجولة الثانية بين مرسي وأحمد شفيق، الذي قال عنه إنه يُمثل النظام البائد في مصر، كما أنه يُمثل المجلس العسكري الأعلى الذي يسعى إلى كبح جماح الإخوان ومنع سيطرتهم على مؤسسات الدولة.

لكن السؤال الأهم هل سيتجند المجلس العسكري الأعلى لصالح شفيق في الجولة الحاسمة، أمْ أن دعمه لشفيق كان بمثابة رسالة إلى الإخوان بأنه، أيْ المجلس، لا نية لديه بالتنازل بسهولة عن مصادر القوة.

ورأى الباحث أن دعم شفيق من قبل المجلس العسكري لا تضمن واقعا بسيطا، حتى ولو تم انتخابه رئيسا، مشيرا إلى أن فوزه بالمنصب سيؤدي إلى نزاع حول صلاحيات الرئيس بينه وبين المجلس العسكري، خصوصا وأن العديد من الأحزاب المصرية تطالب بتقليص صلاحيات الرئيس، فكم بالحري إذا انتخب شفيق، قال عييران، الذي أضاف أن محاولة المجلس الأعلى للقوات المسلحة تقليص صلاحيات الرئيس سيؤدي إلى نزاع مع محمد مرسي والإخوان، حيث ستُوجه إليه سهام النقد اللاذعة بأنه لا يحترم الحسم الديمقراطي.

وتطرقت الدراسة إلى المرشح الناصري، حمدين صباحي، الذي سيضطر والملايين من مؤيديه إلى اتخاذ قرار حاسم حول هوية أيا من الاثنين سيدعمون، لافتًا إلى أن القرار صعب جدًا، مشيرا إلى أن الإخوان باشروا بعرض منصب نائب الرئيس، الأمر الذي رفضه صباحين.

كما أن الإخوان عرضوا تبني العديد من البنود التي وردت في برنامج صباحين السياسي بهدف دفعه إلى التصويت لهم في السابع عشر من الشهر الجاري.

من وجهة النظر الإسرائيلية، قالت الدراسة، إن السباق للرئاسة في مصر، إذا لم تحدث تغييرات كبيرة حتى يوم الانتخابات، يُنذر بالخطر، ولكن ليس بالضرورة حدوث خلافات ونزاعات بين الدواتين، ذلك أن شفيق في حال انتخابه، مع صلاحيات محدودة، لن يُطالب بأكثر من إدخال تغييرات معينة على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

أما بالنسبة لمرسي، فقال الباحث الإسرائيلي إنه يختلف، ذلك لأنه صرح في مقابلة لشبكة (CNN) الأمريكية بأن مصر لن تبقى ذخرا إستراتيجيا للدولة العبرية، وأنه لن يلتقي بمسؤولين إسرائيليين، ولكنه سيسمح لوزير الخارجية بعقد لقاءات مع صناع القرار في تل أبيب، كما أن أكد في المقابلة عينها على أن مصر ستحترم اتفاقية السلام الموقعة مع الدولة العبرية.

ولفت عيران إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي شارك في عملية مراقبة الانتخابات صرح بأنه من خلال أحاديثه مع قادة الإخوان المسلمين تبين له أن مصر بقيادتهم لن تُقدم على إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بصورة أحادية الجانب، ولكنهم سيُطالبون بإدخال تغييرات عليها.

وخلص عيران إلى القول إنه في حال نجاح مرسي فإن ذلك يعني إنهاء حقبة هامة في تاريخ مصر، حيث سيضع نهاية لحكم العسكر، أما في حال فوز شفيق فإنه سيؤجل الانقلاب، ولكنه لن يمنعه، مشيرا إلى أن السياسة المصرية يجب أنْ تبدأ بالتعامل مع مصطلح جديد اسمه الائتلاف.

كما أن إسرائيل التي درجت على التوجه إلى مركز القوة الرئيسي، أي مبارك، لحل المشاكل يتحتم عليها أنْ تُغير موقفها وتبدأ بالانسجام مع التجديد المصري، القائل إن صنع القرار يُتخذ في بلاد النيل من قبل عدة جهات وفئات وشخصيات، على حد تعبيره.

معهد أبحاث الأمن القومي، 4/6/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات