الشيخ رائد صلاح: العالم بات ينفضّ عن المشروع الصهيوني

أكد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، الشيخ رائد صلاح، أنّ المبشرات بزوال الاحتلال باتت قريبة، وأنّ انفضاض العالم عن دعم المشروع الصهيوني التوسعي بات واضحًا.

وقال الشيخ صلاح، خلال مقابلة خاصة مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في اسطنبول، على هامش مشاركته في برنامج نظمته جمعية ميراثنا الوقفية، والتي تعمل على حماية الوقف التركي في القدس والمسجد الأقصى، “لقد صار الاعتداء على المسجد الأقصى أمرًا يحسب له ألف حساب، لأنه إذا ما تم تنفيذ مخطط هدمه فالأمة ستقف لذلك بالمرصاد، ولن يحول بينها وبين الدفاع عن أقصاها حائل كما كان في السابق”.

وثمَّن صلاح موقف الحكومة التركية الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الأمة تعقد آمالًا كبيرةً على الدور التركي الذي بات واضحًا في الوقوف إلى جانب الحق العربي والإسلامي.

وجاء نص اللقاء الكامل على الشكل التالي:

– شاركتم الشعب التركي إحياء ذكرى شهداء سفينة مرمرة الثانية، والتي كنتم على متنها آنذاك، كيف تقرأون الموقف التركي من خلال هذا الحدث الكبير؟

– لا شك أن تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية خطت خطوات مهمة ورائدة لكشف الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر مليون ونصف المليون مسلم في قطاع غزة في ظل صمت وتواطؤ دولي غير مسبوق.

إنّ دماء شهداء أسطول الحرية إنّما تؤكد اختلاط الدماء الفلسطينية بالدماء التركية، ووجهت رسالة للعالم أجمع تؤكد أنّ أنقرة هي غزة، واسطنبول هي القدس، ومسجد محمد الفاتح في تركيا هو المسجد الأقصى في فلسطين.

– وكيف تقرأون الموقف التركي من القدس وفلسطين؟

– يُسجل للحكومة التركية الحالية أنّها تقف مع الفلسطينيين على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وهو موقف لا نجده عند كثير من الدول، هذا أولًا، وثانيًا فإنّ تركيا تمثل صمام الأمان وقلب الأمة النابض بكل أحلامها وطموحاتها في الرفعة والتحرر والسؤدد، وثالثًا لدينا أمل كبير بأن يسخر الله تركيا لإعانتنا على زوال الاحتلال عن المسجد الأقصى الذي للأتراك فيه سهم بدأه عماد الدين زنكي، وسار على خطاه السلاطين العثمانيين، ونرى اليوم القيادة التركية تسير على نفس النهج، ويحدونا الأمل بعد الله أن يكون لتركيا شرف إزالة الاحتلال عن قلب أمتنا المتمثل في المسجد الأقصى.

وفي تركيا اليوم أيضا أمل توحيد الأمة الإسلامية على الثوابت المتعلقة بالأقصى وفلسطين.

– وماذا تطلبون من الشعب التركي نصرةً للأقصى الذي يتعرض لحملة من التهويد المنظم وأعمالًا تقود إلى تدميره لإقامة هيكل اليهود عليه؟

– لا أشك أن الشعب التركي يعشق المسجد الأقصى، ومن هذا المنطلق أطلب منهم أن يسارعوا إلى تعزيز حبهم للأقصى بدعم وقف حمايته بكل استطاعتهم والمساهمة في تخصيص قطعة من الأراضي التركية تزرع فيها أشجار الزيتون المباركة وتسمى “وقف الأقصى التركي” ليصار إلى استخراج زيته دعمًا للمسجد الأقصى وحراسه وعمّاره الذي يحمونه من التدنيس والتهويد.

وأطالبهم بتسيير زيارات ورحلات لهذا الوقف المقدسي لإبقاء قضية المسجد الأقصى حيَّة في نفوسهم.

وإنني إذ أذكر الشعب التركي بأنّه إذا كانت إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، فما بالكم بإزالة الأذى عن المسجد الأقصى الأسير، وكيف بكم إن ساهمتم بإزالة أوساخ الاحتلال عن هذا المسجد المبارك؟!

– تعلمون أنّ ثورات الربيع العربي شهدت انتصارًا للأقصى وفلسطين، وأعادة القضية إلى المربع الأول، بعد أن قزمت من كونها قضية إسلامية، إلى قضية فصيل فلسطيني، كيف تنظرون إلى هذا الربيع العربي؟

– أعتقد أن ثورات الربيع العربي عملت على إيقاف المشروع الصهيوني عن الاستمرار في غطرسته التي حماها النظام العربي السابق، وأوقفت مظاهر التضييق على أهلنا في الداخل الفلسطيني الذي كانت الإدارة الاحتلالية تمارس ضده برنامجًا من الترحيل المرحلي، وقد سمعت عن خطة التفريغ للمدن الساحلية مثل حيفا يافا وعكا وغيرها، فجاء الربيع العربي ليقول لقادة تل أبيب توقفوا عن هذه الممارسات لأن بإمكان العرب أن يحموا أهلهم في الداخل من تغول سلطتكم عليهم، بل جاء هذا الربيع ليعيد حق العودة بقوة إلى الأضواء بعدما أزيح عنوة من الطريق.

– هل ترى أن ثورات الربيع العربي ستعيد فكرة حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؟

– نعم هذا ما قصدته بالضبط، إنّ الربيع العربي جاء ليؤكد أنّه لا يضيع حق وراءه مطالب، وأنّ الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق لهم كل الحق في العودة إليها.

– وكيف كان تأثير هذه الثورات عليكم أنتم فلسطينيو الداخل؟؟

– لعب الربيع العربي دورًا مهمًا في رفع معنويات شعبنا في الداخل، وعزز ثقتهم بأنفسهم بعد حالات الركود واليأس التي انتابت الناس في ظل النظام العربي السابق، الذي ساهم في ضياع الحقوق وتغييبها عن مسرح الأحداث العالمي، لكننا الآن بتنا نسمع عن مناصرة أمتنا لنا من خلال قيادات شابة وواعية باتت تدرك الخطر الحقيقي الذي يعيشه أهلنا في الداخل الفلسطيني، والذي أصبح شأنه يسمع في نشرات الأخبار بعد عقود من التهميش والتغييب القسري.

لقد تمكنت ثورات الربيع العربي من نقلنا من خانة النسيان إلى وضع بتنا نشعر معه بأهميتنا على خارطة الأحداث.

– وهل استشعرتم أهمية الربيع العربي في نصرة القدس والمسجد الاقصى؟؟

– بكل تأكيد فإن المسجد الأقصى كان في أولويات الثائرين في ميادين التحرير العربية، وساهمت الثورات في الحد من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لمخططاته في المسجد الأقصى، واستطاع موقف الشباب العربي معززًا بموقف الأزهر من تراجع الاحتلال عن هدم جسر المغاربة الذي اتخذوا قرارًا بهدمه في وقت سابق.

– وكيف تنظرون للمستقبل؟

– رغم أن المسجد الأقصى في خطر دائم، إلا أنّ المبشرات بزوال الاحتلال باتت قريبة، وانفضاض العالم عن دعم المشروع الصهيوني التوسعي بات واضحًا، وصار الاعتداء على المسجد الأقصى أمرًا يحسب له ألف حساب، لأنه إذا ما تم تنفيذ مخطط هدمه فالأمة ستقف لذلك بالمرصاد، ولن يحول بينها وبين الدفاع عن أقصاها حائل كما كان في السابق.