الأحد 11/مايو/2025

اقرأوا البروفيسور شيفتن…!

اقرأوا البروفيسور شيفتن…!

إذا كانت المحارق والمجازر الدموية الجماعية والفردية وجرائم تدمير المجتمع المدني والبنى التحتية الفلسطينية قد وصلت إلى مستوى إجرامي سافر ينتهك كافة المواثيق والقوانين الأممية والبشرية على نحو لا يحصل إلا في دولة مثل دولة “إسرائيل” فإن العنصرية الصهيونية المؤدلجة حتى النخاع والصميم أخذت هي الأخرى تتصاعد لتبلغ أوجاً جديداً لم يحصل قبل ذلك بمثل هذا الوضوح وبوقاحة بلا حدود كما يكتب جدعون ليفي في هآرتس-25 أيار 2012، في محاضرة له تحت عنوان “علوم العنصرية” أطلق البروفيسور المتطرف دان شيفتن المحاضر في جامعة تل أبيب تصريحات عنصرية مؤدلجة في دورة خاصة أمام “طلاب” هم عبارة عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والسياسية ومن جملة التصريحات التي نقلت عنه قوله “إن العرب هم الفشل الأكبر في تاريخ الجنس البشري” و”لا يوجد شيء مختل أكثر من الفلسطينيين” و”العالم العربي الفشل الأعمق ومن لا يقول ذلك يكون قد خضع للياقة السياسية البائسة/ صحيفة معاريف”.
كما نقلت عنه قوله “عندما تطلق “إسرائيل” قمراً اصطناعياً متطوراً إلى الفضاء فإن العرب يخرجون بنوع جديد من الحمص” وجاء قوله هذا في إطار حديثه عن نظرية الأمن في إسرائيل في برنامج للدبلوماسية والأمن لكبار المديرين وتابع أنه “في العالم العربي يطلقون النار في الأعراس لإثبات أنه يوجد سلاح واحد على الأقل سوي وقادر على إطلاق النار” وبذلك يفتح البروفيسور شيفتن ملف العنصرية الصهيونية البشعة على أوسع نطاق وفي هذه العنصرية هناك كم هائل من الأدبيات والوثائق والممارسات فالحاخام ياكوف سافير الذي يدير مدرسة دينية في مستوطنة حافات جلعاد يقول: “إن الانتقادات الدولية للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية” سخيفة لأن الله هو الذي وعد اليهود بهذه الأرض وعلى العرب أن يرحلوا إلى مكان آخر” ويضيف “إن هذه الأرض هي أرض يهودية” زاعماً: “أنها ديارنا” وهو يدل بحركة من يده إلى المستوطنات الأخرى التي أقيمت على التلال المجاورة ويعني بذلك القول بأن الضفة الغربية التي احتلتها الدولة العبرية إبان حرب حزيران1967 تنتمي إلى اليهود-داعياً إلى “تهجير العرب منها”.
ووزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش (من حزب يسرائيل بيتينو) كان أدلى بدوره بتصريحات عنصرية مستخدما فيها ابشع مصطلح عنصري يمكن أن يستخدمه الصهاينة ضد عرب 48، إذ استخدم مصطلح “عربوشيم” في وصفه للعرب واستخدمها للتدليل على القذارة وينطوي هذا المصطلح على توجه تحقيري ومضمون عنصري فاشي ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أقوال أهرنوفيتش بأنها “زلة لسان”.
حصل ذلك خلال جولة تفقدية للوزير في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب والتي تعتبر وكراً للمخدرات والدعارة حيث عرض قادة الشرطة عليه أحد العملاء السريين من أفراد الشرطة في المنطقة وقال العميل السري الذي كان يلبس ثياباً غير نظيفة للوزير معتذراً: “أبدو قذراً بعض الشيء” فرد عليه الوزير: أي قذارة هذه.. تبدو كـ “عربوش”حقيقي” وحسب القاموس العنصري الصهيوني فان الوزير قصد بالكلمة تشبيه العرب بالجرذان فكلمة “عربوشيم” ومفردها “عربوش” وهي على وزن “عخبروش” وتعني الجرذ وتضاف إلى عشرات الاصطلاحات المشابهة التي أطلقتها العنصرية الصهيونية على العرب.
النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي ردت على هذه التصريحات العنصرية بالقول إن “القذارة الوحيدة الموجودة هي قذارة العنصرية التي تجلت في ردة الفعل التلقائية والصادقة لوزير الأمن الداخلي”.
ويأتي هذا السلوك العنصري من قبل وزير الأمن الداخلي في ظل ما أطلق عليه اسم”موسم القوانين العنصرية” الذي يتحدث عن هستيريا التصعيد العنصري الصهيوني على مستوى الإجراءات والقرارات المتلاحقة التي تتخذها دولة الاحتلال ضد عرب 48، بهدف تضييق الخناق عليهم و تهميشهم وتجريدهم من مقومات المواطنة والإنسانية…!.
فلنقرأ ونستحضر دائما علوم العنصرية كما يدرسها البروفيسور شيفتن فربما تكون جبهة العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة الإسرائيلية ليس فقط ضد عرب 48 بل أيضاً ضد كل الشعب العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين من أهم واخطر الجبهات والملفات غير المستثمرة عربياً إعلامياً وسياسياً كما يجب ذلك أن العالم قد ينتبه إلى هذه الجبهة أكثر من غيرها نظراً لسطوة مفاهيم وقيم الحريات العامة وحقوق الإنسان فإلى جانب الاحتلال الإسرائيلي بكافة أعبائه وأثقاله وتداعياته على كافة مجالات الحياة الفلسطينية وما لذلك من مكانة في القرارات الأممية إلا أن قصة “الابرتهايد-التمييز” تنطوي على أهمية مختلفة كما تابعنا ما جرى في جنوب إفريقيا وفي أماكن أخرى في العالم مثلاً و”إسرائيل” تحتل بامتياز قمة هرم الدول التي تمارس التمييز العنصري.
ولذلك نحث كافة المؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على أن تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية /الحقوقية / الإنسانية /الإعلامية وان تتحرك من اجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية الإسرائيلية ضد ملايين العرب في فلسطين وان تعمل على تعميمها على أوسع مساحات أممية ممكنة وهذه مسؤولية تاريخية منوطة بالمؤسسات القانونية الحقوقية / الإنسانية العربية على امتداداتها الجغرافية عليها أن تقوم بها بلا تأخير أو تقاعس لأن التاريخ لن يغفر لها في نهاية الأمر…!
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....