حملة لطرد سفير السلطة في باكستان إثر اتهامه بالتجسس

رفع طاقم السفارة الفلسطينية في باكستان، مؤخراً، شكوى رسمية ضد السفير حازم أبو شنب (القيادي في حركة “فتح”) تضمنّت المطالبة بإقالته من منصبه لارتكابه جملة تجاوزات “غير مقبولة” وقيامه بتعطيل العمل الدبلوماسي للممثلية الفلسطينية في البلاد، إضافة إلى قيامه بمهام تجسسية على طاقم السفارة.

وأوضح كادر السفارة الذي دشّن مؤخراً حملة كبيرة لطرد أبو شنب من منصبه، أن السفارة في إسلام أباد تشهد أزمة عصيبة جرّاء تصرّفات أبو شنب “اللامسؤولة” والتي من ضمنها قيامه متعمداً بإعاقة عمل السفارة وإهمال شؤونها بصورة تضرّ بالمصلحة الفلسطينية وحماية الثوابت.

وأورد العاملون في السفارة الفلسطينية في صفحة الحملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والتي حملت عنوان “نعم لطرد حازم أبو شنب من سفارة فلسطين لدى باكستان”، أنهم قاموا بتوجيه شكوى رسمية لوزير الخارجية السلطة رياض المالكي، مرفقة بعدّة وثائق سريّة ومستندات تكشف عن قيام أبو شنب بمحاولة التجسّس على طاقم الدبلوماسيين العاملين في السفارة، في “سابقة خطيرة وعمل دنيء ينمّ عن تطور الأحداث والخروج عن الأخلاق والآداب وكل الأعراف”، فضلاً عن قيامه بجملة من التجاوزات الدبلوماسية والسياسية والمالية والأخلاقية.

وكشفت الوثائق عن تغيّب أبو شنب عن السفارة لفترات طويلة واحتفاظه بالأختام الرسمية، الأمر الذي أدى إلى تعطيل إتمام المعاملات، واحتجازه للدعوات والرسائل الخاصّة من قبل الحكومة الباكستانية أو السفارات الأخرى في دول الخارج بشكل مخالف لقواعد العمل المعمول بها في الممثليات الدبلوماسية، دون إطلاع أفراد طاقم السفارة المعنيين بهذه الدعوة.

وجاء في نص إحدى الوثائق أن “أبو شنب أصبح يدعى سفير النت لكثرة كتاباته غير المسبوقة عن نفسه وبطولاته الوهمية، حيث أنه وفي جميع كتاباته يمحي تاريخ سفراء ودبلوماسيين خدموا في هذا البلد وأقاموا العلاقات الجيدة والمبنية على الأخوة المتينة مع باكستان، مقللاً من شأنهم وأعمالهم طوال هذه السنوات في سبيل إبراز نفسه على أنه هو من قام بكل شيء”.

ونوّهت الوثيقة إلى أن ممارسات أبو شنب، والذي كان ناطقًا باسم حركة “فتح” في قطاع غزة إبان الحسم العسكري في القطاع، تعدّ “غير لائقة بسفير يمثل قضية عريقة لشعب فلسطيني عريق”، فيما أبرزت بضعة أمثلة تدلّل على ما سبق من بينها أنه (أبو شنب) إذا اختلف مع أي شخص سواء داخل السفارة أو خارجها اتهمه بالجاسوسية والعمالة لجهات مشبوهة، محاولاً تشويهه أو حتى أحياناً يطعن بشرفه، بحسب الوثيقة.

وجدّدت السفارة في إسلام أباد، ممثلة بالدبلوماسيين والعاملين فيها، مطالبة الحكومة في رام الله بإقالة أبو شنب من العمل الدبلوماسي، مشيرةً إلى أن “شرعيته سقطت ولا نعترف به كسفير ممثل لدولة فلسطين مجدداً، ذلك ان ممارساته هي ممارسات احتلال وليست ممارسات فلسطيني تجاه شعبه”، على حد تعبيرهم.