الأحد 07/يوليو/2024

الكيان يواصل محاولة فض الاشتباك الدبلوماسي مع أنقرة (تحليل)

الكيان يواصل محاولة فض الاشتباك الدبلوماسي مع أنقرة (تحليل)

أخذت تطورات الأحداث بين تركيا والكيان الصهيوني تتسارع وتيرتها في الأسابيع الماضية في محاولة لكسب الوقت الذي بات في غير صالح الأخير لناحية تحسين العلاقات المتوترة بين الطرفين إثر الهجوم الصهيوني على سفينة مرمرة، والذي أدى إلى استشهاد تسعة أتراك كانوا متوجهين على متنها بهدف كسر الحصار الفروض على قطاع غزة.

وانتهجت قيادة الكيان طريقين بهدف فض الاشتباك مع أنقرة، في محاولة لإعادة مياه القنوات الدبلوماسية إلى مجاريها، فتزامن الطريق الأول المتمثل في الأسلوب الضاغط مع الطريق الثاني الذي جاء على شكل إشارات إيجابية لثني انقرة عن الاستمرار في قطيعتها السياسية مع الاحتلال.

وقد انتهجت القيادة الصهيونية محاولات تتسم بالعنجهية وروح الاستعلاء تجاه حكومة حزب العدالة والتنمية، بدأتها في دعم حكومة باريس السابقة بقيادة ساركوزي في استصدار قانون يجرم عدم الاعتراف بالإبادة التركية العثمانية للأرمن، مرورا بدفع حكومة قبرص اليونانية باستفزاز أنقرة بقرار التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية بين تركيا وقبرص بحماية قوات كوماندوز صهيونية، وانتهاءً بإرسال الدعم العسكري الصهيوني لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض معارك استنزافية مع القوات النظامية التركية، وكان آخرها اغتيال إمام مسجد له مواقف واضحة من الانفصاليين الأكراد.

فقد أشارت صحفية “اليوم” التركية الثلاثاء الماضي إلى تسجيلٍ صوتي لإثنين من الضباط رفيعي المستوى في سلاح الجو، يكشف عن انتهاك طائرة حربية صهيونية من نوع (أف- 15) الأجواء التركية في ولاية هاتاي الحدودية مع سوريا لأكثر من ساعة، وذلك في 19 من يناير/كانون الثاني لهذا العام.

وبيّنت الصحيفة أن طائرة تركية من نوع (أف- 16) انطلقت عقب الكشف عن الطائرة الصهيونية المذكورة لملاحقتها وفعل ما يجب عند الاقتضاء، ولم تصدر الموافقة على القصف من قبل القائد التركي المعني. ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الإرهابية مدحت إشيق قوله “من المحتمل أن تكون الطائرات الإسرائيلية تزوّد العناصر المسلّحة التابعة لحزب العمال الكردستاني المنتشرة في جبال (آمانوس) في هاتاي، بالمعلومات المتعلّقة بإحداثيات الطائرات التركية بدون طيار”، مذكّراً بأن الأخيرة “العمال الكردستاني” سبق وأن تلقّت دعماً من الجوّ في جبال جودي.

ولتخفيف حدة التوتر الجديد لجأ الكيان إلى استخدام الدبلوماسية الناعمة تجاه انقرة عن طريق العرض الصهيوني بتعويض أهالي ضحايا سفينة مرمرة بستة ملايين دولار، والذي جاء متزامنًا مع إصدار أحكام مشددة بحق أربعة من القيادات العسكرية الصهيونية من بينهم جابي اشكينازي الرئيس السابق لهيئة الأركان الصهيونية.

وأعدت لائحة الاتهام التي وقعت في 144 صفحة بعد الاستماع إلى شهادة نحو 611 شخص من بينهم 491 راكبا كانوا في قافلة مساعدات بحرية ضمت ست سفن وأقارب الضحايا. وذكرت الصحيفة أن المدعي استعان في وضع لائحة الاتهام بمراسلات من مكتب رئيس الوزراء التركي ووزارتي الخارجية والعدل والمخابرات.

من جهة ثانية أكّد الصحفي جدعون ليفي في هآرتس أنه يتوجب على الكيان تقديم اعتذار لتركيا بسبب ما أقدمت عليه من اعتداء على سفينة مرمرة في المياه الدولية. ولفت ليفي إلى أن “اعتذار إسرائيل هو شرط حتميّ لتحسن العلاقات مع تركيا”، مشدداً على ضرورة بذل الجهود لعودة الحوار بين البلدين. وأضاف الكاتب “أن أسطول الحرية لم يقم بأي عمل مستفز، خلافًا لما تدعيه إسرائيل، لذا أرى أن تركيا لا تتحمل مسؤولية ما جرى، بل إسرائيل هي المسؤولة عما حدث، وعليها أن تعتذر”، ثم أشار إلى أن الكيان ارتكب أخطاء جسيمة فيما مضى، ويواصل أخطاءه اليوم برفض الاعتذار.

وفي محاولة ثانية للضغط على انقرة نشرت الصحف العبرية خبرا مفاده ان مفوضا من جانب الحكومة التركية وصل الكيان للتباحث في كيفية الخروج من الازمة بيد ان انقرة لم تعلق على صحة الخبر لغاية هذه اللحظة.

واشار محللون في تركيا الى ان الظروف الحالية غير مواتية لعودة العلاقات الى سابق عهدها لا سيما في ظل التطورات الجارية على الساحة السورية علاوة على نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر والتي خلطت الاوراق في ظل جولة اعادة ثانية لن يحسم مصير الرئيس القادم لمصر قبلها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات