عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

إسرائيل عدو وليس خصماً!

إسرائيل عدو وليس خصماً!

في المناظرة التليفزيونية للمرة الأولى في التاريخ العربي التي جرت بين اثنين من مرشحي الرئاسة المصرية: عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وعبد المنعم أبو الفتوح الذي تم فصله من جماعة الإخوان المسلمين بعد ترشحه لرئاسة الجمهورية، وصف عمرو موسى “إسرائيل” بأنها خصم يمكن التعايش معه وليس عدواً، وأنه وفي حالة تسلمه للرئاسة لن يقوم بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد. المناظرة جرت على مدار أربع ساعات وأثارت ضجة كبيرة في العالم العربي، كونها الأولى في الانتخابات الرئاسية العربية.
ليسمح لنا الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بالقول أنه أخطأ تماماً في وصف “إسرائيل” باعتبارها خصماً وليس عدواً، فهي العدو المتربص بالفلسطينيين وبالعرب جميعاً (وأولهم مصر) ذلك يتمثل في حروبها وسياساتها العدوانية تجاه الطرفين، فماذا اقترفت مصر لتشارك إسرائيل في العدوان الثلاثي عليها عام 1956؟ الرئيس عبد الناصر قام بتأميم شركة قناة السويس، التي بقيت محتلة ومسيطرا عليها من قبل الاحتلال البريطاني، باعتبارها من مخلفات هذا الاستعمار. ما قام به الرئيس عبد الناصر هو قرار سيادي وطني مصري بامتياز، وجاء من أجل تأميم شركة مصرية وليس شركة بريطانية أو فرنسية أو إسرائيلية!.
نود توجيه سؤال لوزير خارجية مصر الأسبق: ماذا اقترفت مصر لتشن “إسرائيل” حرباً عدوانية عليها في عام 1967 وبضوء أخضر أميركي وتقوم باحتلال سيناء؟.
كل الذي فعله عبد الناصر هو إخراج قوات الأمم المتحدة من مهمة الإشراف على مضائق تيران وإعادتها إلى السيادة المصرية، ومنع السفن الإسرائيلية من المرور فيها. ما مارسه الرئيس عبد الناصر هو قرار سيادي مصري لا حق لمطلق دولة غربية أو أي دولة على صعيد العالم من التدخل فيه.
ولعلم عمرو موسى، الذي لا يذكر(على ما يبدو) المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت في بحر البقر في مصر ضد مدرسة أطفال ابان حرب الاستنزاف، وذهب فيها قتلى وجرحى منهم بالمئات ولا يذكر قتل “إسرائيل” للجنود المصريين أحياء في صحراء سيناء أثناء حرب عام 1967. قائد سلاح الجو الإسرائيلي الفريق أمير ايشيل الذي جرى تعيينه حديثاً صرّح منذ يومين”بأن مهمته الأولى هي تدريب سلاح الجو على حرب قادمة مع مصر”. من جهته فإن وزير خارجية العدو الصهيوني الفاشي ليبرمان قد هّدد بقصف السد العالي وإغراق مصر. أينسى عمرو موسى التآمر الإسرائيلي على مصر من حيث تصدير آفة القطن إليها، والترويج للدعارة وإغراق أسواقها بالمخدرات لتخريب النسيج الاجتماعي المصري وجواسيس “إسرائيل” في مصر وغيرها من الموبقات؟.
أينسى موسى الشعار الذي لا يزال مكتوباً على أحد جدران الكنيست “ملكك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”؟.هذا غيض من فيض تآمر دولة الكيان الصهيوني على مصر، مع العلم أن من المفترض في الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية أن يحس بالمجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والدول العربية الأخرى مثل لبنان وسوريا وقيامها بأعمال تخريبية في أكثر من بلد عربي، فهو عربي وترأس جامعة الدول العربية لسنوات طويلة! ومع كل ذلك يسمي عمرو موسى “إسرائيل” “بالخصم”وليس بالعدو”. بالطبع الخصم يمكن التعايش معه، والقضايا العالقة معه هي مجرد خلافات بسيطة وليس صراعاً تناحرياً على الوجود. إن مسخ الصراع الفلسطيني العربي- الصهيوني إلى خصومة بسيطة هو قضية تقع خارج إطار التاريخ والزمن وهو بعيد عن الواقعية بعد السماء عن الأرض.
تصريحات موسى في المناظرة هي رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية و”إسرائيل” وعموم الدول الغربية لترضى عنه في حالة فوزه في انتخابات الرئاسة ومن أجل تأييده في هذه الانتخابات أيضا، وهو السياسي المطلع على الدهاليز السياسية العالمية. لا نستغرب من موسى هذه التصريحات فهو الذي أدار الخارجية المصرية لسنوات طويلة في مرحلة من أخطر المراحل: انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج الأولى، ومؤتمر مدريد، وتوقيع اتفاقية أوسلو حيث كانت السياسة المصرية في واحدة من أسوأ أحوالها، تبعية مطلقة للولايات المتحدة اتصالات مصرية ـ إسرائيلية بلغت الأوج، خروج مصر من دورها العربي حيث بدت كمجرد ” شاهد عيان ” في الأحداث العربية ليس إلاّ.
أما بعد تسلم عمرو موسى للأمانة العامة لجامعة الدول العربية فقد تميز عهده بسياسة المحاور العربية، وهو الذي لعب دوراً في تأليب هذه المحاور بعضها على بعض، ولعل من آخر إنجازاته تدويل القضية الليبية، فمن خلال قرار من جامعة الدول العربية اعتمد مجلس الأمن عليه كان القرار الدولي بالتدخل في الشأن الليبي الأمر الذي أدى إلى هذه الفوضى العارمة في ليبيا وإلى النزاعات الحالية بين كل أطرافها وإلى السيطرة على نفطها وإمكانية تقسيمها. وأخيراً علينا ألا ننسى أن عمرو موسى هو أحد أهم رجالات مبارك والعهد البائد بامتياز.
يبقى القول: إن ما يقل عن أربعة أيام بقيت على الانتخابات المصرية وتحديداً على جولتها الأولى، ووفقاً لاستطلاعات الرأي فإن على الأغلب أن تقتصر جولة الإعادة على اثنين : عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح… مسكينة ثورة 25 يناير.
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...