غنما: الاحتلال رضخ لمطالب الأسرى بعدما خسر معركته داخليا وخارجيا

قال رئيس لجنة الحريات في نقابة المهندسين الأردنيين المهندس ذيب غنما إن الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني صنعوا نقلة نوعية في مستوى طرح قضيتهم وتحقيق مطالبهم، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني رضخ لمطالب الأسرى بعدما حشر بزاوية وخسر معركته إعلاميًا داخليًا وخارجيًا.
وأشار غنما الذي يشغل عضوية اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في المعتقلات الصهيونية في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى “أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انتصارات للأسرى الأبطال على جلاديهم لأن انتصار الأسرى في معركتهم شكل نقطة تحول رئيسة في قضية الأسرى”.
وحول سبب خوض الأسرى لتصعيدهم من خلال الإضراب قال غنما “إن الأسرى يدركون تمامًا ما معنى الدخول في إضراب ويتفهمون تمامًا المخاطر والصعوبات إلا أن شعورهم أنهم وصلوا إلى مرحلة أصبح فيها العزل الانفرادي شيئًا لا يحتمل، وظروف الاعتقال ومنع زيارات الأهل والصمت العربي والعالمي والانتهاكات كل ذلك جعل من غير الممكن السكوت عليها”.
ودعا غنما الحكومة الأردنية للانتصار لمواطنيها قائلا: “إن هذا واجب عليها يمليه الدستور والواجب الوطني والاخلاقي والآن نتحدث عن حياة مواطنين أسرى معرضين لخطر الموت وتتحمل الحكومة جزءًا كبيرًا من المسؤولية تجاه أسرانا الأردنيين”.
ودعا غنما الجماعات الحقوقية في العالم العربي والإسلامي إلى دور بارز يحمي الأسرى من العدوان الصهيوني وهمجيته قائلا: “إن الدور الحقوقي للمنظمات الحقوقية ما زال بعيدًا جدًا عن المطلوب وجميعنا لم نقدم بعد ما هو مطلوب وما يرتقي لحجم الحدث”.
وأكد أنه “كلما كان هناك تنازلات مجانية من قبل السلطة التي لا تملك فعليا أية سلطة زاد تجاهل الاحتلال لقضية الأسرى خاصة مع استمرار الفرقة الفلسطينية وعدم الجدية في تحقيق المصالحة والتضييق على أي نشاط على الأرض الفلسطينية ضد الاحتلال”.
وعبر عن أمله لأن يكون للإعلام العربي الدور الأكبر في إبراز قضية الأسرى على محتلف الصعد، مشددًا على المسؤولية الكبيرة على الجميع حكومات وأنظمة لنصرة قضية الأسرى.
نص الحوار:
ما تقييمكم للانتصار الكبير الذي حققه الأسرى في سجون الاحتلال؟
إن انتصار الأسرى في معركتهم التي خاضوها ضد الاحتلال شكّل نقطة تحوّل رئيسة في قضية الأسرى؛ فالكيان الصهيوني رضخ لمطالب الأسرى بعدما حُشر بزاوية وخسر معركته داخليًا وخارجيًا.
وأعتقد أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انتصارات للأسرى الأبطال على جلاديهم.
وهذا الانتصار سيعطيهم دعمًا معنويًا كبيرًا وينهي معاناة السجن الانفرادي إضافة إلى بعض المكتسبات التي حققها الأسرى الأبطال.
في نظركم لماذا اختار الأسرى هذه النوع من التصعيد على الرغم من خطره على الحياة؟
من المعروف أن الأسرى يدركون تمامًا ما معنى الدخول في إضراب ويتفهمون تمامًا المخاطر والصعوبات إلا أن جميع ما ذكرناه سابقًا، وشعورهم أنهم وصلوا إلى مرحلة أصبح فيها العزل الانفرادي شيئًا لا يحتمل، وظروف الاعتقال ومنع زيارات الأهل والصمت العربي والعالمي والانتهاكات كل ذلك جعل من غير الممكن السكوت وكان لا بد من الدخول في هذه المعركة لينتصروا على العدو وإجرامه وبأي ثمن من التضحية كان.
بذلت جهود من قبل الفعاليات الشعبية الأردنية لتفعيل قضية الأسرى… ما رأيكم بها؟
لقد شهد هذا العام 2012 اهتماما واسعا وتجاوبا ملحوظا مع قضية الأسرى على المستوى الشعبي وقد كان للإضراب عن الطعام للأسرى في معتقلات الكيان الصهيوني وإعلانهم البدء بمعركة الأمعاء الخاوية احتجاجا على العزل الانفرادي ومنع زيارات أهالي الأسرى بشكل عام وأهالي الأسرى من قطاع غزة إو ما عرف بقانون شاليط والذي بقي ساري المفعول حتى بعد إتمام صفقة وفاء الأحرار، وبالإضافة إلى ذلك كله الانتهاكات الصهيونية والاعتداءات المستمرة على الأسرى كما حدث موخرًا في محاولة قتل واغتيال الأسير مرعي أبو سعيدة والمهندس عباس السيد والاعتداء على الأسير حمزة عثمان الدبابسة الموظف في نقابة المهندسين الأردنيين.
وعليه تم إقامة خيمة للتضامن مع الأسرى في مجمع النقابات المهنية استجابةً لرسالة وجهها من معتقله الأسير البطل عبدالله البرغوثي وانضمام مجموعة كبيرة من الشباب الأردني بإضرابهم عن الطعام تضامنًا مع الأسرى في خيمة التضامن، وكذلك إقامة مهرجانات أمام بيت أكثر من أسير وأمام الصليب الأحمر والأمم المتحدة وأمام سفارة الكيان الصهيوني وإرسال المخاطبات من النقابات والهيئات المختلفة دعمًا للأسرى وغيرها من النشاطات حتى أن آخر المسيرات للحراك الشعبي الأردني حملت جميعها شعار حرية الأسرى، كذلك حملت قافلة أنصار 2 التي توجهت لغزة اسم حرية الأسرى وغيرها الكثير من النشاطات القادمة.
هناك 24 أسيرًا أردنيًا في سجون الاحتلال إلا أن الاهتمام الحكومي تجاههم يبدو باهتا. لماذا برأيكم؟
لقد تم توجيه هذا السؤال مرارًا من قبل أهالي الأسرى، وكذلك من قبل اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في معتقلات الكيان الصهيوني للحكومة الأردنية ولوزارة الخارجية بالتحديد، ولا نستطيع في هذا الجانب إلا أن ندعو الحكومة الأردنية للانتصار لمواطنيها، وهذا واجب عليها يمليه الدستور والواجب الوطني والأخلاقي خاصة ونحن نتحدث عن حياة مواطنين أسرى معرضين لخطر الموت بسبب ظروف الحجز الصعبة، وتتحمل الحكومة جزءًا كبيرًا من المسؤولية تجاه أسرانا الأردنيين.
ما أفق حل قضية الأسرى بشكل كامل خاصة مع نجاح فكرة الإضراب؟
الأمل كلّه مرتبط باستمرار صمود هؤلاء الأسرى الأبطال في سجونهم ومدى تصعيدهم في مرات قادمة حيث دخل إضرابهم أرقام غينيس في تجاوزهم لعشرات الأيام، خاصة وأن مطالبهم بسيطة جدًا ولا تتعدى منحهم حقوقهم الإنسانية وحقوقهم كأسرى.
ولا شك أنهم صنعوا نقلة نوعية في مستوى طرح قضيتهم وتحقيق مطالبهم وبالدعم المتواصل من الجميع عربًا ومسلمين وأحرار العالم في كل مكان يكون الأمل أكبر وأكبر.
حقوقيًا، لماذا استنكفت الجماعات الحقوقية العربية عن تصعيد الموضوع على مستوى دولي؟
ليس بالضرورة أن يكون هذا هو الواقع، خاصة وأن في بلاد الربيع العربي انتصارًا واضحًا من جميع الهيئات لنصرة الأسرى كما شاهدنا في تونس ومصر على سبيل المثال، وكذلك تنشط حاليا نقابات المحامين في لعب أدوار أكثر ايجابية وهناك بعض التحركات لنقابة المحاميين الأردنيين واتحاد المحامين العرب وبعض منظمات حقوق الإنسان وناشطين حقوقين، إلا أنني أوافقك الرأي تمامًا أن الدور ما زال بعيدًا جدًا عن المطلوب وجميعنا لم نقدم بعد ما هو مطلوب وما يرتقي لحجم الحدث.
هل من الممكن إدانة الاحتلال دوليًا فيما يتعلق بالأسرى؟
بالتأكيد، وقد كان هناك بعض التصريحات للأمين العام للامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، كما ستحمل الجامعة العربية رسميًا هذا الملف للأمم المتحدة، وهذا البعد الدولي لقضية الأسرى هام جدًا ولكن ينقصه الإخلاص والصدق من الأنظمة العربية المتقاعسة فعليًا، وكذلك على منظمات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة وأمانة في أعناقهم جميعا.
هل من مسؤوليات لرئيس السلطة عباس وسلطته في رام الله حول الوضع المرير للأسرى؟
طبعا، وكلما كان هناك تنازلات مجانية من قبل السلطة التي لا تملك فعليا أية سلطة زاد التجاهل الكامل من قبل الاحتلال خاصة مع استمرار الفرقة الفلسطينية، وعدم الجدية في تحقيق المصالحة، والتضييق على أي نشاط على الأرض الفلسطينية ضد الاحتلال، وهذا أضعف من أي دور قد يمارسه “الرئيس” عباس كما أننا لم نشهد له دور يذكر في محاولة تحسين ظروف الأسرى أو الإفراج عنهم.
هل تعتقد أن صورة الكيان الصهيوني قد اهتزت عالميًا بسبب هذا الإضراب؟
الإعلام سلاح كبير ونرجو أن يتعامل إعلامنا بجدية وأن يكون بحجم الحدث.
وبلا شك فإن إعلام الاحتلال الصهيوني قوي وله قدرته للوصول للعالم الغربي وخداعه بأكاذيبه وتلفيقاته، ومع ذلك كان لمعركة الأمعاء الخاوية صداها الكبير، وهذا يدعونا أن نتساءل أين هو دور الإعلامي العربي المسموع والمقروء والمكتوب والالكتروني .
ما واجب الأمة تجاه هذه الفئة المظلومة من أبناء الشعب الفلسطيني؟
المسؤولية كبيرة علينا جميعا أفرادًا ومؤسسات، حكومات وأنظمة بأن نعمل كل ما في وس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....