الأحد 11/مايو/2025

تقدير صهيوني يرسم ملامح مواجهة مع لبنان في الزمن القريب

تقدير صهيوني يرسم ملامح مواجهة مع لبنان في الزمن القريب

استبعد رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق، غيورا آيلاند، أن يشهد الزمن القريب مواجهة عسكرية مع “حزب الله”، لأن الوضع القائم اليوم فعال بما يكفي عند الطرفين، ولهذا فإنهما غير معنيين بها، كما أن العوامل الكابحة اليوم أمام الجانبين أقوى من العوامل الأخرى، ومن المفهوم أن ذلك قد يتغير، لكنه لا يقبل التقدير الذي يقول “إن مواجهة حتمية متوقعة قريباً”.

وأضاف: المشكلة المتعلقة بنظام القوات العسكرية بيننا وبين الحزب، أن “إسرائيل” غير قادرة على أن تهزمه، أو بالمعنى الواسع للقضية لا تستطيع دولة أن تهزم منظمة عصابات ناجعة ما لم يوجد 3 شروط:

• أن تكون أنت من جهة للحدود، وهي من الجهة الأخرى، وألا تكون سيطرة على الأرض؛

• تتمتع المنظمة بمساعدة ورعاية الدولة كاملة، كالحزب في لبنان، بل إنه بات جزءً أصلياً من نظام الحكم،

• عندما تكون الدولة الراعية لبنان منيعة تماماً في وجه رد الدولة المهاجمة “إسرائيل”.

ولذلك، ففي هذا الوضع لا إمكانية لتحقيق انتصار عسكري ميداني، حتى لو كان الجيش قد تحسن جداً في المستوى التكتيكي، وتحدث قائد المنطقة الشمالية في هيئة أركان الجيش عن استخلاص الاستنتاجات وتحسن التدريبات، والاستعدادات وجميع الأمور الأخرى، لكن الحزب تحسن أيضاً، وطرأ ذلك في عدد صواريخه، ومداها، ودخول القرى التي بات العمل فيها أصعب قياساً بدخول “المحميات الطبيعية”.

وأوضح “آيلاند”، القائد السابق لوحدة التخطيط في الجيش، وخدم في صفوفه 33 عاما، أن مزايا “إسرائيل” في المستوى العسكري التكتيكي تتضاءل إزاء مزايا الحزب، ولن تتكرر الجوانب الناجعة جداً في حرب لبنان الثانية، بذات النجاعة في الحرب الثالثة إن وقعت، ضارباً على ذلك المثال الثتالي: لو أن الجيش نفذ في الحرب السابقة عملية عسكرية برية سريعة على خط الليطاني، لكان بإمكانه أن يبعد 80% من الصواريخ خارج مدى إصابة “إسرائيل”، وكان يحرز بذلك إنجازاً عسكرياً حقيقياً. 

ويكاد الأمر يكون غير ذي صلة في الحرب القادمة، لأن أكثر الصواريخ التي مداها أطول موجودة وراء الليطاني، ولهذا ستقرب كل عملية برية من حرب لبنان الأولى في مدى القوة وعمق الأرض التي ينبغي الوصول إليها، وليس الانجاز مضمونا آنذاك أيضا، وعلى ذلك، فان “إسرائيل” من جهة تكتيكية، ستجد نفسها في مشكلة يصعب مواجهتها، لأن الأمر متعلق بسؤال أي حرب ينبغي إدارتها:

• هل هي حرب منظمة، وآنذاك ستكون إحدى يديها مكبلة، 

• أم ينبغي تفضيل الحرب مع دولة إلى الأبد، بحيث تعطي دولة لبنان العالم كله أسباباً كافية لفهم أنها تتحمل المسؤولية عما يقع على الأرض. 

وخلص “آيلاند” إلى أن الطريقة الوحيدة حقاً للردع عن الحرب، أن تبين لجميع اللبنانيين أن الحرب القادمة إذا وقعت، فستوقعها “إسرائيل” على لبنان بأسره، ولن تستطيع في هذه الحالة التهرب من المسؤولية.

في سياق متصل، قررت قيادة الجيش الإسرائيلي، وقف أعمال البناء في مقر القيادة العسكرية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية، خشية ألا يصمد جراء تساقط الصواريخ عليه، خلال مواجهة واسعة مع حزب الله، تتخللها هجمات صاروخية على المقر، الواقع في تل أبيب. وأشارت  عسكرية صهيونية إلى أن جيش الاحتلال قرر قبل بضع سنوات، بناء مقر قيادة جديد ومتطور، تحت الأرض، وسماه “بئر القيادة”. ونتيجة لذلك، تقدمت أعمال البناء سريعاً، مع أعمال تحسين وتطوير للمساحات، والتزود بمنظومات اتصال متطورة.

القناة الثانية العبرية، 14/5/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات