الأحد 11/مايو/2025

أبطال «الأمعاء الخاوية»!

أبطال «الأمعاء الخاوية»!

هل تعرفون ماذا يحدث للإنسان عندما يضرب عن الطعام مدة تصل إلى «75» يوماً؟ أبطال المعتقلات الإسرائيلية القمعية دخلوا هذه التجربة الوطنية الجريئة، ومنهم «شاهر حلاحلة» البالغ من العمر «34» عاماً.
وهل تعرفون لماذا نقلته السلطات الإسرائيلية إلى المستشفى؟ طبعاً ليس تعاطفاً معه وإنما خوفاً من تداعيات وفاته وإثارة الرأي العام المحلي والإقليمي وكذلك الرأي العام الدولي الذي بدأ بالتشكل ضد قسوة الدولة العبرية في تعاملها مع الفلسطينيين.
نقلت “إسرائيل” شاهر حلاحلة إلى المستشفى بعد أن نقص وزنه «30» كيلوغراماً فيما أخذ يعاني من نزيف داخلي كما بدأت أسنانه في التساقط وأصبح سمعه ضعيفاً للغاية. وكانت “إسرائيل” قد اعتقلت حلاحلة إدارياً قبل سنتين ولم تحاكمه منذ ذلك الحين أو تقدم لائحة اتهام ضده كما حرمته من الاطلاع على ملفه.
وفيما تتدهور بسرعة حالته الصحية وحالة سبعة من زملائه، تتزايد احتمالات تصاعد قضية «الأمعاء الخاوية» خصوصاً إذا لفظ بعض المضربين أنفاسهم الأخيرة ما يضغط على “إسرائيل” التي ما زالت ترفض الإفراج عن أي من الأسرى المضربين والذين يتراوح عددهم بين «1500» و«2000».
وإذا كانت قضية المضربين ستؤدي حسب الكثيرين إلى ربيع فلسطيني عنيف، خرجت الأمم المتحدة عن صمتها ودعا أمينها العام “إسرائيل” إلى الإفراج دون تأخير عن المعتقلين المضربين وتدافع الدولة العبرية عن نفسها بالقول إنها لا تستطيع الكشف عن الأدلة التي بحوزتها ضد المعتقلين الإداريين خشية التعرف على هويات مخبريها السريين.
وكان الإضراب قد بدأ وسط إبريل حيث يطالب المعتقلون بتحسين ظروف السجون وإنهاء الحبس الانفرادي والسماح لذويهم بزيارتهم وكذلك السماح لهم بالدراسة ومشاهدة القنوات التليفزيونية.
وتقول منظرة «أطباء بلا حدود» إنه إذا كانت القضية تتعلق بمن يرمش أولاً، فإن “إسرائيل” تدفع بالقضية نحو الهاوية، فيما يشبه الأوروبيون إضراب الفلسطينيين بإضراب الأسرى الإيرلنديين عن الطعام عام «1981» حين توفي عشرة منهم خلال تحديهم لحكومة مارغريت تاتشر. وجاءت وفاة آخر معتقل إيرلندي بعد «73» يوماً عن الإضراب عن الطعام.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات