الثلاثاء 13/مايو/2025

الائتلاف بين كاديما والليكود.. درس للفلسطينيين؟!

الائتلاف بين كاديما والليكود.. درس للفلسطينيين؟!

الإسرائيليون دائماً يفاجئون العالم عموماً والعرب والمسلمين على وجه الخصوص، بمدى وفائهم وإخلاصهم لـ «قضيتهم» وإن كانت من إلفها إلى يائها عبارة عن تشكيلة واسعة من التزوير للحقائق التاريخية والجغرافية والإنسانية، ومن التضليل والخداع، إلا أنهم يؤكدون كل يوم تماسكهم وتعاضدهم، في وقت الأزمات وعندما يحتاج الأمر إلى التكاتف فيما بينهم، متجاوزين كل خلاف مهما عمق فكرياً أو عقائدياً أو حزبياً أو ما إلى ذلك من أبواب الخلاف، وإن كان الأمر لا يخلو أحياناً من انتهازية حزبية لكنهم في نهاية المطاف لا يتعدون الخطوط الحمراء التي يمكن أن يكون فيها أي شبهة تمس أمن الكيان الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال.
وآخر هذه المفاجآت التي هي برسم القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وبخاصة قادة السلطة في رام الله، اتفاق من غير «وساطات» أو «اتفاقيات» مكتوبة وغير مكتوبة، انضمام حزب «كاديما» بزعامة شاؤول موفاز إلى حكومة بنيامين نتانياهو، وهما على طرفي نقيض سياسيا ولكنهما عند المصلحة الإسرائيلية كل منهما يسابق الآخر ليحظى بشرف «الإنقاذ» أو تقديم الخدمات التي يعتبرونها واجباً «وطنياً وقومياً»، لتتربع الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو بأربعة وتسعين عضوا في الكنيست الإسرائيلي من أصل مائة وعشرين نائبا، بعد أن نام الإسرائيليون وكل المراقبين العرب والأجانب على أن انتخابات إسرائيلية مبكرة أصبحت حتمية في سبتمبر المقبل واستيقظوا على نضوج «وفاق» على نار هادئة بين نتانياهو وموفاز.
هذا التماسك والحرص والإيثار بين القيادات الإسرائيلية، ووضع مصلحة كيانهم ذي المنبت الشيطاني، نفتقدها نحن العرب في دول الأمة العربية التي غابت مصالحها العليا، وزالت كل الخطوط التي كانت ذات يوم حمراء ومحل احترام، ولم يعد هناك أي لون يمنع أي تجاوز أو تطاول أو نهب وتدمير مصالح الأمة والوطن العربي من محيطه إلى خليجه.
وهذا الائتلاف الإسرائيلي وهذا «التوافق» و«الإيثار» بين القيادات الإسرائيلية، الذي نسف الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، بالرغم من ضمان الليكود بالحصول على الأغلبية في تلك الانتخابات، واثر «الوحدة الوطنية» على الانفراد بالقرار والسلطة، وبخاصة وسط إشارات عن ترتيبات لعدوان إسرائيلي على إيران وهو العدوان الذي سيفجر المنطقة، ويلقي بها إلى المجهول، حري أن يكون موضع عبرة، ودرس، للقيادات الفلسطينية التي لم تغادر المربع الأول نحو المصالحة الفعلية، والإسراع إلى ترجمة الاتفاقات إلى واقع وحقائق لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني الذي بدونه لا يمكن لا لمفاوضات ولا لغيرها أن تقنع الآخر للوقوف الفعلي مع الحق الفلسطيني، فكيف إذن باستعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة من عدو يستمد الكثير من قوته وجبروته بالتمزق العربي، والانقسام الفلسطيني، سياسياً وجغرافياً.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات