الإثنين 12/مايو/2025

السلطة والائتلاف الإسرائيلي

السلطة والائتلاف الإسرائيلي

خلال الأيام القليلة الماضية، عاش المهتمون بالشؤون “الإسرائيلية” النقاشات المتصاعدة حول الانتخابات التي كان من المقرر أن يخوضها رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، في أعقاب السجال الذي أثاره مشروع قانون “طال”، الذي يعفي طلاب الدين اليهود من الخدمة العسكرية، وهو ما رفضه رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان. النقاشات وصلت إلى درجة صدق معها الجمهور “الإسرائيلي”، ووسائل الإعلام، أن الانتخابات باتت على الأبواب وأن الخلاف الوحيد هو على الموعد المقرر لها.
غير أن “الإسرائيليين”، من سياسيين وإعلاميين، ناموا ليل الاثنين على انتخابات، ليصحوا على مفاجأة انضمام “كديما” إلى حكومة نتنياهو ونسف الانتخابات المبكرة. إعلان الانضمام، الذي طبخه نتنياهو وشاؤول موفاز على نار هادئة جداً، أنقذ الحكومة الائتلافية من الانهيار وجنّب نتنياهو كأس الانتخابات، فاتحاً الأبواب على رسائل سياسية داخلية وخارجية من الممكن أن تخفف الضغط عن رئيس حزب الليكود، وهو الذي كان عرضة طوال عمر الحكومة الحالية إلى ابتزاز اليمين الديني واليمين المتطرف بزعامة “إسرائيل بيتنا”.
وبغض النظر عن رسائل الداخل الكثيرة، والتي يأتي في مقدمتها إمكان نتنياهو الاستغناء عن أي من أطراف ائتلافه السابق عند أي منعطف، فإن ما يهمنا هو الرسائل الخارجية، ولا سيما في الشأن الفلسطيني، وخصوصاً بعد ما يشبه التهليل الذي أطلقته السلطة الفلسطينية في ما يخص تلقفها لإعلان الائتلاف الحكومي الجديد. “تهليل” يوحي بأن السلطة باتت تترقب تحركاً على مسار المفاوضات السلمية مع “إسرائيل” بعد مسار الجمود الطويل، وخصوصاً أن ضمن بنود الاتفاق تحريك المسار التفاوضي مع الفلسطينيين.
السلطة يبدو أنها تحدّث نفسها حالياً بأن نتنياهو أصبح في حلّ من التزاماته مع اليمين الديني واليمين العلماني في “إسرائيل”، على اعتبار أن ما كانت توحي به الرسائل الآتية من الخارج أن “بيبي” يخشى على ائتلافه في حال اتخاذ أي خطوة تجاه الفلسطينيين.
من الواضح أن السلطة مقدمة على فترة جديدة من شراء الوهم بالنسبة إلى المفاوضات والنظر إلى “الشريك” “الإسرائيلي”. لكن لا بد لها أن تتذكر أموراً أساسية في هذا المجال، وهي أنها جربت التفاوض في عهد الحكومة التي ترأسها حزب “كديما” وفشلت، وان نتنياهو لا يقل يمينية عن حلفائه القدماء والجدد، وأن ائتلافه الجديد ليس موجهاً إلى الفلسطينيين بقدر ما هو موجه إلى الداخل “الإسرائيلي”.
معطيات لا بد أن تأخذها القيادات الفلسطينية في الحسبان وهي توازن خياراتها في المرحلة المقبلة، والتي لا شك ستؤجل أي قرار فيها بانتظار خطوة “إسرائيلية” لن تأتي.
صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات