السلطة والائتلاف الإسرائيلي

خلال الأيام القليلة الماضية، عاش المهتمون بالشؤون “الإسرائيلية” النقاشات المتصاعدة حول الانتخابات التي كان من المقرر أن يخوضها رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، في أعقاب السجال الذي أثاره مشروع قانون “طال”، الذي يعفي طلاب الدين اليهود من الخدمة العسكرية، وهو ما رفضه رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان. النقاشات وصلت إلى درجة صدق معها الجمهور “الإسرائيلي”، ووسائل الإعلام، أن الانتخابات باتت على الأبواب وأن الخلاف الوحيد هو على الموعد المقرر لها.
غير أن “الإسرائيليين”، من سياسيين وإعلاميين، ناموا ليل الاثنين على انتخابات، ليصحوا على مفاجأة انضمام “كديما” إلى حكومة نتنياهو ونسف الانتخابات المبكرة. إعلان الانضمام، الذي طبخه نتنياهو وشاؤول موفاز على نار هادئة جداً، أنقذ الحكومة الائتلافية من الانهيار وجنّب نتنياهو كأس الانتخابات، فاتحاً الأبواب على رسائل سياسية داخلية وخارجية من الممكن أن تخفف الضغط عن رئيس حزب الليكود، وهو الذي كان عرضة طوال عمر الحكومة الحالية إلى ابتزاز اليمين الديني واليمين المتطرف بزعامة “إسرائيل بيتنا”.
وبغض النظر عن رسائل الداخل الكثيرة، والتي يأتي في مقدمتها إمكان نتنياهو الاستغناء عن أي من أطراف ائتلافه السابق عند أي منعطف، فإن ما يهمنا هو الرسائل الخارجية، ولا سيما في الشأن الفلسطيني، وخصوصاً بعد ما يشبه التهليل الذي أطلقته السلطة الفلسطينية في ما يخص تلقفها لإعلان الائتلاف الحكومي الجديد. “تهليل” يوحي بأن السلطة باتت تترقب تحركاً على مسار المفاوضات السلمية مع “إسرائيل” بعد مسار الجمود الطويل، وخصوصاً أن ضمن بنود الاتفاق تحريك المسار التفاوضي مع الفلسطينيين.
السلطة يبدو أنها تحدّث نفسها حالياً بأن نتنياهو أصبح في حلّ من التزاماته مع اليمين الديني واليمين العلماني في “إسرائيل”، على اعتبار أن ما كانت توحي به الرسائل الآتية من الخارج أن “بيبي” يخشى على ائتلافه في حال اتخاذ أي خطوة تجاه الفلسطينيين.
من الواضح أن السلطة مقدمة على فترة جديدة من شراء الوهم بالنسبة إلى المفاوضات والنظر إلى “الشريك” “الإسرائيلي”. لكن لا بد لها أن تتذكر أموراً أساسية في هذا المجال، وهي أنها جربت التفاوض في عهد الحكومة التي ترأسها حزب “كديما” وفشلت، وان نتنياهو لا يقل يمينية عن حلفائه القدماء والجدد، وأن ائتلافه الجديد ليس موجهاً إلى الفلسطينيين بقدر ما هو موجه إلى الداخل “الإسرائيلي”.
معطيات لا بد أن تأخذها القيادات الفلسطينية في الحسبان وهي توازن خياراتها في المرحلة المقبلة، والتي لا شك ستؤجل أي قرار فيها بانتظار خطوة “إسرائيلية” لن تأتي.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...