إضراب الأسرى وثقافة الصمود

هل تنتصر الكف على المخرز؟ وهل تنتصر الأمعاء الخاوية على قيود السجانين؟ وهل ينتصر شعب أعزل إلا من إرادة الحياة الكريمة والإيمان بحقه في الحرية على كيان مدجج بأحدث أسلحة القتل والدمار وبأسنان نووية؟
تساؤلات عديدة تقتحم الأذهان دون استئذان ونحن نتابع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والذي يتسع ليشمل في مرحلته الجديدة جميع الأسرى والمتضامنين معهم وليغدو أطول إضراب يشهده التاريخ بسبب سياسة المماطلة والتسويف العنصرية الصهيونية في الاستجابة للمطالب المشروعة للأسرى بوقف العزل الانفرادي وتحسين الظروف المعيشية للأسرى والرعاية الصحية وفقا لاتفاقيات جنيف الخاصة بشؤونهم والسماح للأسرى من قطاع غزة بالزيارة.
والإجابة عن تلك التساؤلات تكمن في ثقافة الصمود التي نمت في تحد واضح للإرهاب الصهيوني الذي يهدف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتمزيق هويته الوطنية والقومية والعقائدية، تلك الثقافة التي تجسدت خصوصيتها في الأدب الفلسطيني ونمت على جدران الزنازين حقول حرية خضراء يانعة تكسر عنجهية السجان، ومروج سنابل لخبز الكرامة والإباء الذي يقتات عليه الأبطال في إضرابهم البطولي،.. حين استمد الشعراء كلماتهم من مداد ثقافة الصمود التي رسخها الأسرى وجعلوا نبض قلوب أولئك الأبطال مدادا لأشعارهم عانقوا الإبداع، وحلقوا في فضاءات الحرية التي تدق أبوابها بكل يد مضرجة، تلك الخصوصية التي غدت من مزايا هويتنا الوطنية والتي تكرست بصمود أولئك الأسرى الذين لم يستطع الاحتلال رغم كل وسائل القهر والإذلال أن يرى سوى توهج جباههم بالشموخ الوطني والإباء، الذين أعلنوا للعالم، ما مضمونه في قول الأسير الفلسطيني إنهم يفضلون الموت جوعا على القبول بالذل والخنوع لممارسات إدارة السجون التي تنتهك كل القوانين الدولية الإنسانية.
أولئك الأسرى الذين يدونون في هذه اللحظات سطورا جديدة في سفر النضال الفلسطيني لانتزاع الحقوق الوطنية التاريخية، والذين يؤكدون للعالم بهذا الصمود شرعية مقاومتهم للإرهاب الصهيوني، ولا شرعية الاحتلال، ويعرون وحشيته وعنصريته وتجرده من كل القيم الإنسانية والحضارية يستحقون من العرب والمسلمين وأحرار العالم الأمميين حراكاً متواصلاً لاستعادة حقهم في الحرية ولجم ممارسات إدارة السجون الصهيونية العنصرية ضدهم، كما أن وحدة أولئك الأبطال وصمودهم خلف القضبان تحمل رسالة لجميع الفصائل الفلسطينية بضرورة المصالحة الوطنية على أساس برنامج وطني يضمن في مقدمة أولوياته توحيد الجهود للكفاح المشترك وبمختلف السبل لتحرير أولئك الأبطال من قيود الأسر وذل القيود، فمن نبضهم تتدفق دماء الحرية لأجيال فلسطينية قادمة، ومن هنا من دوحة الخير والسلام التي تواصل دعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته أبعث إليكم بدفتر أشعار وبطاقة حب نوار، يا من تصنعون شمس الأحرار.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...