الإثنين 12/مايو/2025

إضراب الأسرى وثقافة الصمود

إضراب الأسرى وثقافة الصمود

هل تنتصر الكف على المخرز؟ وهل تنتصر الأمعاء الخاوية على قيود السجانين؟ وهل ينتصر شعب أعزل إلا من إرادة الحياة الكريمة والإيمان بحقه في الحرية على كيان مدجج بأحدث أسلحة القتل والدمار وبأسنان نووية؟
تساؤلات عديدة تقتحم الأذهان دون استئذان ونحن نتابع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والذي يتسع ليشمل في مرحلته الجديدة جميع الأسرى والمتضامنين معهم وليغدو أطول إضراب يشهده التاريخ بسبب سياسة المماطلة والتسويف العنصرية الصهيونية في الاستجابة للمطالب المشروعة للأسرى بوقف العزل الانفرادي وتحسين الظروف المعيشية للأسرى والرعاية الصحية وفقا لاتفاقيات جنيف الخاصة بشؤونهم والسماح للأسرى من قطاع غزة بالزيارة.
والإجابة عن تلك التساؤلات تكمن في ثقافة الصمود التي نمت في تحد واضح للإرهاب الصهيوني الذي يهدف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتمزيق هويته الوطنية والقومية والعقائدية، تلك الثقافة التي تجسدت خصوصيتها في الأدب الفلسطيني ونمت على جدران الزنازين حقول حرية خضراء يانعة تكسر عنجهية السجان، ومروج سنابل لخبز الكرامة والإباء الذي يقتات عليه الأبطال في إضرابهم البطولي،.. حين استمد الشعراء كلماتهم من مداد ثقافة الصمود التي رسخها الأسرى وجعلوا نبض قلوب أولئك الأبطال مدادا لأشعارهم عانقوا الإبداع، وحلقوا في فضاءات الحرية التي تدق أبوابها بكل يد مضرجة، تلك الخصوصية التي غدت من مزايا هويتنا الوطنية والتي تكرست بصمود أولئك الأسرى الذين لم يستطع الاحتلال رغم كل وسائل القهر والإذلال أن يرى سوى توهج جباههم بالشموخ الوطني والإباء، الذين أعلنوا للعالم، ما مضمونه في قول الأسير الفلسطيني إنهم يفضلون الموت جوعا على القبول بالذل والخنوع لممارسات إدارة السجون التي تنتهك كل القوانين الدولية الإنسانية.
أولئك الأسرى الذين يدونون في هذه اللحظات سطورا جديدة في سفر النضال الفلسطيني لانتزاع الحقوق الوطنية التاريخية، والذين يؤكدون للعالم بهذا الصمود شرعية مقاومتهم للإرهاب الصهيوني، ولا شرعية الاحتلال، ويعرون وحشيته وعنصريته وتجرده من كل القيم الإنسانية والحضارية يستحقون من العرب والمسلمين وأحرار العالم الأمميين حراكاً متواصلاً لاستعادة حقهم في الحرية ولجم ممارسات إدارة السجون الصهيونية العنصرية ضدهم، كما أن وحدة أولئك الأبطال وصمودهم خلف القضبان تحمل رسالة لجميع الفصائل الفلسطينية بضرورة المصالحة الوطنية على أساس برنامج وطني يضمن في مقدمة أولوياته توحيد الجهود للكفاح المشترك وبمختلف السبل لتحرير أولئك الأبطال من قيود الأسر وذل القيود، فمن نبضهم تتدفق دماء الحرية لأجيال فلسطينية قادمة، ومن هنا من دوحة الخير والسلام التي تواصل دعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته أبعث إليكم بدفتر أشعار وبطاقة حب نوار، يا من تصنعون شمس الأحرار.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات