الإثنين 12/مايو/2025

إسرائيل إلى أين..!؟

إسرائيل إلى أين..!؟

لم تشهد نظرية أفلاطون على مر التاريخ مثلما شهدته من أهمية من مجموعة العلماء الأميركيين في أوائل القرن الماضي عندما لاحظوا أن تلك المدينة (مدينة أفلاطون الفاضلة) التي بناها الفيلسوف اليوناني في أفكاره منذ أكثر من ألفي عام.. بنيت على الأرض مدينة شريرة نسفت تمامًا فضائل مدينة أفلاطون كمدينة قاتلة تعلم صنعة القتل ومهنة الحرق والتدمير.
إنها مدينة (شيكاغو) الأميركية التي نبتت فيها عصابات المافيا القاتلة والشريرة التي سخرت (من فضائل) مدينة أفلاطون وأجرت سيولاً من الدماء وبنت تلالاً من الجثث والجماجم ومواقع مانعة تحجبها تمامًا من إمكانية الادعاء بالانتساب إلى الإنسانية في يوم من الأيام بل أنجبت تلاميذ تفوقوا على الشيطان نفسه من أمثال دي كليرك وتشومبي في إفريقيا وكاوكي في فيتنام وبينوشيت في تشيلي ومناحيم بيجن وأبرهام شتيرن في فلسطين!!؟
هل تذكروهما إنهما نسختان مكررتان من زملائهما خريجي المنهج الدموي والإجرامي والتسلطي على خلق الله ولا أحد من هؤلاء التلاميذ الدمويين شغل نفسه بسؤال واحد هو: ماذا سيكون عليه مصير شعبه بعد سنوات ولكن بيجن واشتيرن جاءا مع عصابات جاهزة من مختلف جهات الأرض وأسسوا دولة (المافيا) بكل مواصفاتها الإجرامية الشاذة المناقضة لكل الفضائل عاشت حتى الآن لمدة 64عامًا في فلسطين!.
أبناء وأحفاد هؤلاء من أمثال أريل شارون وشمعون بيريس وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك والعشرات أمثالهم والآلاف من أتباعهم، يعيشون حتى بعد مرور هذه السنوات تحت هاجس الأسئلة نفسها وكأن دولة عصابتهم ولدت بالأمس… هي أسئلة وجودية وشمولية يسألها المحتل المغتصب والقاتل والسارق دائمًا عن موعد سقوطه في يد العدالة لأنه يدرك أن دولته بلا مستقبل تتسلى بأساطير، وتحصر عنايتها في بناء المزيد من الموانع والعوائق لتحصين هويه مزعومة مزورة لدرجة أنها تمنع دخول نشطاء حقوق الإنسان إلى المناطق المحتلة لأنهم يجسدون علنًا وصراحة عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي لأراضي العرب الفلسطينيين.
إسحق أهرونو فيتش وزير الأمن الداخلي في الكيان الإسرائيلي حاول كعادة أمثاله من تلاميذ مافيا الإجرام الإسرائيليين التملص اليائس من فضيحة منع منظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى فلسطين المحتلة عندما قال إن من حق كل دولة أن تمنع دخول نماذج معادية إلى نطاقها..! وهنا اقترح النشطاء أن ترافقهم قوات إسرائيلية لتتأكد من وجهتهم ولكن فوجئوا بوجود قوائم (سوداء) بأسمائهم تحول بينهم وبين أداء مهمتهم!! تمامًا كنمط إجرام عائلة آل كابوني في أميركا.
إن أهرون فيتش وأمثاله هم أحفاد يهوذا الاسخريوطي إنهم الخارجون عن الإنسانية إنهم المجتمع الهش الذي لا يجيد إلا صنعة القتل حتى أصبح جديرًا بعداوة غير مسبوقة من كل المجتمعات البشرية التي ضاقت ذرعًا بوجودهم ومفاسدهم وأكاذيبهم حيث إن ما يشغلهم يتلخص في إقامة الموانع اليومية التي تؤجج الصراع في المنطقة وفي العالم ما دفع صحيفة هآرتس العبرية لكي تتساءل.. “إسرائيل” إلى أين..!؟
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات