الأحد 11/مايو/2025

المحرر صقر: أدعو لانتفاضة ثالثة لتحرير الأسرى

المحرر صقر: أدعو لانتفاضة ثالثة لتحرير الأسرى

طالب الأسير المحرر أحمد نبهان صقر السلطة الفلسطينية بضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، كخطوة أولى من أجل رفع الظلم عن أسرانا في السجون الصهيونية.
وطالبَ صقر الذي كان قبل أيام (عميداً للأسرى الإداريين) في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته الشعبية والرسمية بما فيهم الوزراء والمسؤولين للخروج في مسيرات وفعاليات عامة “ولتكن هناك انتفاضة ثالثة من أجل تحرير الأسرى”.

وقال الأسير المحرر الذي أمضى ما يزيد عن عشرة أعوام ونصف في الاعتقال الإداري خلال اعتقالات متفرقة وأُفرج عنه في (18-4): “إن بيد السلطة الكثير الكثير، من أجل أن تدافع عن قضية الأسرى”، مضيفاً: ” أن السلطة دائماً تقول أنها تطبق مطالب وشروط الرباعية الدولية، وتلتزم بكل ما يملى عليها، والطرف الصهيوني لا ينفذ شيء، وعليه ندعو السلطة للتوقف عن الاستجابة لمطالب الرباعية ردا على تعنت الاحتلال”.

وأشار في حديثه إلى أن “الوضع المعيشي الذي يحياه الأسرى الآن، من حيث الأمور الحياتية اليومية هي بمنتهى الذل والمهانة”، وقال “إن إضراب الأسرى عن الطعام هو خطوة اضطرارية، فهم -الأسرى- ليسوا هواة جوع، ولا يستطيع الإنسان الإقدام على شيء عنوانه التهلكة، لكن ما يُلجئ الإنسان إلى المُر، هو الوضع المزري الأمر الذي يحياه السجين”.
وفيما يلي نص المقابلة :

-قبل الإفراج عنك، كنت تعتبر عميداً للمعتقلين الإداريين، حدثنا بداية عن رحلتك مع الاعتقال في سجون الاحتلال، والاعتقال الاداري بشكل خاص؟
•علاقتي بالاعتقال هي كعلاقة أي مواطن فلسطيني، تبدأ منذ أيامه الأولى من الابتدائي والإعدادي، ففي انتفاضة نهاية السبعينات، تأثرنا كثيراً من ورؤية والمواجهات والاعتداءات على المواطن الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال، بداياتي مع الاعتقال بدأت في عام 1978، وكنت وقتها بالمرحلة الإعدادية، حيث كنت اعتقل لساعات وأحيانا لأيام أتعرض خلالها للتحقيق، ومن ثم يتم إطلاق سراحي، بعد أن يوسعنا جنود الاحتلال ضرباً، ثم دخلنا في الانتفاضة الأولى، وكنا في بداية العشرينات، وشاركنا فيها، كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا حق لنا في الدفاع عن كرامتنا وكرامة أمتنا وعن أرضنا وأعراضنا ومقدساتنا، وتواصلت سلسة اعتقالاتي ما بين محكوم وموقوف لأكثر من مرة، وكان اعتقالي الأول خلال الانتفاضة الأولى، لمدة 18 يوم، والثاني لمدة 8  أشهر، حولت خلاله للاعتقال الإداري، وفي الاعتقال التالي مكثت 4 أشهر إدارياً، ومن ثم 14 شهراً في الاعتقال الإداري في سجن نابلس المركزي، ثم 14 شهراً مابين تحقيق وتحويلي داري في تحقيق “الجلمة” وسجن “مجدو”، ومن ثم دخلت انتفاضة الأقصى، وكنا قد غيبنا في سجون السلطة وبالتحديد في سجن جنيد، لمدة 31 شهراً، وكنت أحد المفرج عنهم بفعل الضغط الشعبي، وشاركنا في هذه الانتفاضة كسائر أبناء الشعب الفلسطيني، وتم اعتقالي خلال اجتياح مدينة نابلس في (8-4-2002).
حوّلت للاعتقال الإداري مرتين، ومن ثم تحولت فيما بعد للتحقيق، ومن ثم لمحكمة قضت بسجني 33 شهرًا، وكان مجموع ما قضيته في هذه الاعتقال 37 شهراً، وتم الإفراج عني في شهر (فبراير/ مارس 2005)، ثم أعيد اعتقالي في (14/12/2005)، حيث حولت للاعتقال الإداري، وكان يتم تجديد الاعتقال لي مرة تلو المرة، حتى وصلت لـ 28 شهرًا ونصف الشهر، ليفرج عني في (20-3-2008)، ويعاد اعتقالي مرة أخرى في (20-11-2008) وهو اعتقالي الأخير هذا، حيث حولت فيه للاعتقال الإداري أيضًا، وتم تجديد اعتقالي تلقائياً حتى بلغت المدة 41 شهراً، وتم الإفراج عني في (18-4-2012)، ليكون مجموع ما أمضيت في سجون الاحتلال 14 سنة ونصف، علاوة على ما أمضيت في سجون السلطة.

-لقد خبرت السجون لفترات طويلة، حدثنا عن واقع السجون حاليًا من حيث الأوضاع المعيشة التي يحياها الأسرى؟
•الوضع المعيشي الذي يحياه الأسرى الآن، من حيث الأمور الحياتية اليومية التي يحياها الأسير، هي بمنتهى الذل والمهانة، هناك سياسة ممنهجة من أجل إذلال الأسير، صباح مساء، في حله وترحاله، في مأكله ومشربه وفي زيارته لأهله وذهابع إلى المحكمة في منامه وفي التفتيش، لا يتركون المعتقل يمارس أبسط حقوقه المنصوص عليها المواثيق الدولية.

-ما هي أصعب المواقف التي قابلتها في السجون؟
•هناك الكثير من اللحظات الصعبة الأليمة التي يشاهدها الأسير في سجنه، فهناك أسرى مرضى يموتون أمام عينك، ولا تستطيع تقديم أي شيء لهم، ما بين شخص أمضى في السجون عشرات السنين، والأمثلة كثيرة ما قبل أوسلو من مؤبدات، وهناك مواقف صعبة مرت بي على الصعيد الشخصي، كان آخرها في (18-4) وأنا خارج للحرية، كان أحد قادة الإضراب عن الطعام الأسير عثمان سعيد بلال من مدينة نابلس، يؤخذ من السجن ليوضع داخل العزل، بعد كل هذه السنوات من الاعتقال عقابًا له على قيادته للإضراب. 

-طالما الاعتقال الإداري ممنوع وفق القوانين الدولية وتم إلغاؤه من كل دول العالم، لماذا يواصل الاحتلال العمل فيه؟
الاحتلال يعتقل أبناء الشعب الفلسطيني، بدافع الاعتقال والإيذاء لا أكثر، وهو بذلك لا يريد للفلسطيني أن يكون بين أفراد شعبه، المعتقل الإداري غير متهم، وليس هناك تهمة لا قضائية ولا نيابية موجهة له، الاحتلال يمارس هذا النوع من الاعتقال بهدف إرباك الشعب الفلسطيني، ويبقيه بلا قياداته، ومصلحيه الاجتماعيين، وقادته الفكريين.

-ما هي دوافع الأسرى لخوض إضرابهم عن الطعام؟
•الأسرى بإضرابهم يركبون الصعاب، وهم مضطرين لهذه الخطوة، فهم ليسوا هواة جوع، ولا يستطيع الإنسان الإقدام على شيء عنوانه التهلكة، لكن ما يُلجئ الإنسان إلى المُر، هو الوضع المزري الأمر الذي يحياه الأسير، وهم بذلك يدافعون عن عزتهم وكرامتهم وعن حريتهم وحقوقهم، بأمعائهم الخاوية، ويشعروا العالم، ويطالبونه أن يتدخل لتطبيق القوانين المنصوص عليها، في هذا العالم، لرفع الظلم عن الأسرى والذين من بينهم أسيرات ومرضى، والمعزولين، وكبار سن.

-ما هي مطالب الأسرى من قيادات الشعب الفلسطيني؟
• هم بحاجة لوقفة جادة من أعلى قيادة في الشعب الفلسطيني وقيادة العمل الوطني، ومؤسسات المجتمع المدني، وبيد السلطة الكثير الكثير من أجل أن تدافع عن قضية الأسرى، فهي دائما تقول أنها تطبق مطالب وشروط الرباعية الدولية، وتلتزم بكل ما يملى عليها، والطرف الصهيوني بحسب السلطة لا ينفذ شيء، وعليه ندعو السلطة بالتوقف عن الاستجابة لمطالب الرباعية ردا على تعنت الاحتلال، ولنرحم الأسرى، ولا نجعلهم يدفعون الثمن من أعمارهم وأوزانهم وأجسامهم وعظامهم ولحومهم وشحومهم، ولنقف معهم، ومعنا البدائل الكثيرة، وعلى رأسها وأقولها بصراحة وبكل وضوح وقوة، فليوقف التنسيق الأمني بيننا وبين الاحتلال الصهيوني، الذي لا يعترف بحقوقنا ويمارس أبشع التعذيب بحق أبناء شعبنا، فالأسرى وأسرى فتح تحديداً يطالبون بوقف التنسيق الأمني لآن السلطة تملك الأوراق الضاغطة على الطرف الصهيوني، لتخفيف من معانات الأسرى.

-ما هي رسالة الأسرى لأبناء الشعب الفلسطيني في هذا اليوم الذي يواصلون فيه إضرابهم عن الطعام؟
•نحن نطلب من أبناء الشعب الفلسطيني ان يخرجوا كبيرهم وصغرهم ذكورهم ونسائهم أقربائهم وأنسبائهم، ولتخرج نساء الوزراء والوزراء وقيادات الشعب الفلسطيني، ولتكن هناك انتفاضة ثالثة من أجل تحرير الأسرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات