عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

العويوي .. عائلة الشهادة والأسر

العويوي .. عائلة الشهادة والأسر

يعد أول قائد يتم اغتياله في انتفاضة الأقصى على يد الاحتلال الصهيوني في الخليل بعد إطلاق الرصاص عليه وسط المدينة؛ هو الشهيد عباس العويوي من شباب مساجد المدينة والحافظ لكتاب الله ومن الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، فكان هو وإخوانه مثال العائلة التي قدمت وتقدم شهيدا وأسيرا ومختطفا ومطاردا، ورغم ذلك قالوا إنا ماضون على الحق.

الشهيد

تعتبر عائلة العويوي من مدينة الخليل من أبرز العائلات وأعرقها وأكثرها امتدادا، وضرب شبانها أروع مثل في التضحية من أجل تحرير الوطن بالنهج الإسلامي المقاوم، وخلال انتفاضة الأقصى وما بعدها تعرضوا للظلم على يد الاحتلال وأعوانه ولكنهم سطروا معاني الصبر الذي يميز الفلسطينيين أينما وجدوا.

ويقول شقيق الشهيد عباس لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن الاحتلال أعلن حربه على العائلة منذ التسعينيات حيث اعتقل الشهيد وهو يدرس الثانوية العامة وكذلك تعرض للتحقيق وأمضى أكثر من 5 أعوام في سجون الصهاينة، كما أنه تعرض للاعتقال على يد السلطة عدة مرات وبات من الوجوه البارزة في الحركة الإسلامية في المدينة، وكان خطيبا مفوها إضافة إلى تمتعه بمحبة واسعة في صفوف شباب المساجد، فكانت المخابرات الصهيونية له بالمرصاد ليتم اغتياله في 13-12 من العام 2000 وسط المدينة “.

ويؤكد شقيقه وهو أسير محرر من السجون الصهيونية وأيضا مختطف سابق على يد أجهزة أمن السلطة بأن الشهيد عباس أربك الاحتلال بتحركاته ونشاطه فكان شهيد كتائب القسام في المحافظة.

ويعتبر الشهيد العويوي فاتحة أمل لتشكيل الخلايا التي لقنت الاحتلال درسا في العمليات الاستشهادية وإطلاق النار واقتحام المغتصبات، فكانت مجموعة من تلك الخلايا يطلق عليها اسم مجموعة الشهيد عباس العويوي اقتحمت مغتصبة “أدورا”، ونفذت العديد من العمليات النوعية ضد الأهداف الصهيونية ليبقى اسم عباس مرسوما في ذاكرة الفلسطينيين وشبحا يخيم على أحلام الصهاينة وضباط مخابراتهم.

العائلة والأسر

الاعتقال واقتحام المنزل بات من الأساسيات التي تلازم عائلة العويوي منذ 1991 حيث تم اعتقال الشهيد عباس، ومع انتفاضة الأقصى اعتقل شقيقه عمار الذي قضى حكما بالسجن لمدة خمسة أعوام، وأعيد اعتقاله وأصدر بحقه حكم آخر يقارب خمسة أعوام وتعرض للتحقيق بشكل قاس على يد الاحتلال.

ولحق بهم شقيقهم حمزة وطالت الاستدعاءات إخوانا لهم واعتقلوا تارة على يد الاحتلال وتارة أخرى على يد السلطة.

ويقول مراد تيسير أحد أصدقاء العائلة لـ” المركز الفلسطيني للإعلام” : ” إن عائلة العويوي صبرت وتحدّت تلك الظروف التي صنعها الاحتلال وأعوانه لكسر إرادتهم وصمودهم، إلا أن المعنويات التي يتمتعون بها تقوى يومًا بعد يوم في ظل استمرار اعتقالهم وفقدانهم للشهيد عباس، فعمار أمضى ما يقارب 10 أعوام في الأسر ووالدته المسنة مستمرة في زيارته والدعاء للشهيد بالرحمة، وتعلم من يراها معنى التحدي والعزيمة والإباء”.

ويضيف تيسير بأن أخلاق أفراد تلك العائلة التي رعتها وحفظتها أروقة المساجد، جعلت من محنهم منحا تزودهم بالإيمان في طريق يضل الكثيرون سيره بل ويتيهون فيه بحثا عن مرشد وملهم، فهؤلاء الرجال هم شباب المساجد ولا يمكن اختراق فكرهم وإحباطهم لأنهم صدقوا الله فصدقهم.

عائلة العويوي التي قدمت شهيدا وأسرى ليست وحيدة في أمثلة المقاومة في الخليل، فهناك القواسمة ودوفش والمسالمة والبطاط وغيرهم العشرات من تلك العائلات التي قالت “في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء”.. فقدمت الغالي والنفيس، وليس لهم منا إلا تحية الإكبار كحد أدنى، وهو من واجبنا وعلى من ينادي بحرية وتحرير فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...