الأحد 11/مايو/2025

وقاحة ما بعدها وقاحة!

وقاحة ما بعدها وقاحة!

تريد “إسرائيل” من العالم أن يركز على أي شيء سوى القضية الفلسطينية، وقالت ذلك علناً في رسالة موجهة من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو جاء فيها أن النشطاء الغربيين المناصرين للشعب الفلسطيني يجب أن يحتجوا على القمع السوري والقمع الإيراني للمحتجين والمنشقين بدلاً من الاهتمام بفلسطين!
لكن وصول طلائع هؤلاء النشطاء إلى مطار تل أبيب يبرهن على أن القضية الفلسطينية ما زالت حية في ضمير العالم رغم سخونة بؤر أخرى في الشرق الأوسط. وكما أفادت وكالات الأنباء فقد اشترى حوالي «1200» ناشط في مختلف أنحاء أوروبا تذاكر طيران لزيارة الضفة الغربية في إطار حملة تحت عنوان «مرحباً بك في فلسطين».
ويسعى المشاركون في هذه الحملة التي قابلتها “إسرائيل” بصورة هستيرية، إلى لفت الأنظار لعمليات الاستيطان التي تقضي على فرص التوصل إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبوقاحة نادرة اتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات لمنع دخول النشطاء وقررت تسليم كل منهم رسالة تدعوهم إلى التركيز على «مشكلات حقيقية» في الشرق الأوسط مثل سوريا وإيران. وإذا كانت الدولة العبرية تنكر أن القضية الفلسطينية مشكلة حقيقية، فإن نشاط المحتجين الأوروبيين ما هو إلا واحد من أدلة عديدة على أن تلك القضية موجودة في الوجدان العالمي منذ عام «1948» وحتى الآن إلى درجة أن أحداث الربيع العربي لم تستطع التغطية على القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، لا بل إن أحداث ذلك الربيع ما كانت لتقع لولا الدور الذي لعبه الظلم الإسرائيلي في تأجيج المسار المناهض للعنصرية والحكم الدكتاتوري الاحتلالي للضفة الغربية.
وتظهر الهستيريا الإسرائيلية في نزعة اعتقال أناس لم يرتكبوا جرائم أو أخطاء سوى نيتهم زيارة فلسطين، وإذا كان هؤلاء النشطاء يقظين تجاه خطط “إسرائيل” سرقة ما تبقى من أراضي الضفة، فإن هذه اليقظة ليست سبباً للتعامل معهم بهذه القسوة، بل هي سبب لتوجيه الشكر لهم على تكبدهم مشاق السفر والسعي للوصول إلى المناطق الفلسطينية والتضامن مع أصحاب الأرض الفلسطينيين وبناء مدرسة دولية ومتحف تعبيراً عن ذلك التضامن.
ولإظهار مدى الوقاحة الإسرائيلية نقتبس جزءاً من نص الرسالة التي جاء فيها أنه «كان عليكم (النشطاء) الاحتجاج على الوحشية اليومية التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه وحملة القمع الوحشي التي يقوم بها النظام الإيراني ضد المنشقين، وبدلاً من ذلك اخترتم الاحتجاج على “إسرائيل” التي تمثل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. ولذا ينبغي عليكم أولاً أن تحلوا المشكلات الحقيقية في المنطقة، وتعودوا بعد ذلك وتشاركونا خبراتكم»!!
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات