الأحد 11/مايو/2025

ثنائية التطهير والتزييف

ثنائية التطهير والتزييف

ثنائية التطهير العرقي، والتزييف والتزوير.. هما المحور الرئيس للصهيونية، منذ أن وطأت أقدام العدو أول ذرة من تراب فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، وستبقى هذه الاستراتيجية هي البوصلة التي توجهه لاقتراف جرائمه، إلا أن يتم رد هذه الغزوة الهمجية، كما تم رد الهجمات الأخرى عبر التاريخ.
لا مجال لاستعراض جرائم العدو، والمذابح والمحارق التي ارتكبها ولا يزال… وسنقصر حديثنا على ما يقوم به في مدينة القدس، إذ يتزامن التطهير العرقي والتزوير في أبشع صورة، على مرأى من العالم الذي فقد إحساسه، أو بالأحرى فقد ضميره.
ولنبدأ بآخر قرار.. وهو إقامة متحف يهودي في ساحة البراق، وعلى مساحة ثلاثة دونمات، والتي يسميها العدو “حائط المبكى” وهو التزوير بعينه، فهذا الحائط هو جزء أصيل من أسوار الأقصى، التي أقامها الخليفة الوليد بن عبدالملك، كما أن اللجنة الملكية التي كلفتها بريطانيا للنظر في أحداث البراق عام 1929، أكدت أن هذا الحائط إسلامي، ولا علاقة لليهود به.
إن إقامة هذا المتحف هو ترويج للرواية العبرية، واستمرار لنهج التزوير، واستمرار للعمل على طمس الرواية العربية الإسلامية.. والتي تشهد عليها وتؤكدها كل الآثار والأبنية الوقفية التاريخية والقصور الأموية، والمقابر والمدارس والجبال والهضاب.. وكل زاوية وبلاطة في شوارعها وأزقتها القديمة، وكل حجر في أسوارها، فعمد إلى تجريف الأبنية الوقفية، والقصور التاريخية، والمدارس المحيطة بالمسجد، وكل منها يرمز إلى مرحلة تاريخية في تاريخ المدينة، وأقام حدائق توراتية تحيط بالمسجد، أطلق على أكبرها حديقة “الملك داوود” إمعاناً في التزوير، وكنسا عبرية،وقام بتجريف أكبر المقابر، وأقدمها، مقبرة “مأمن الله” والتي تضم رفات الصحابة وعلماء المسلمين” الأمام الغزالي، رابعة العدوية” وجنود الفتح، وجنود صلاح الدين، وأقام على جزء من أرضها “متحف السلام”.. فالسلام في العرف الصهيوني لا يقام إلا على رفات الأموات…!
آخر صرعات التزوير هذه.. هو قيامه بنزع حجارة من أسوار الأقصى، واستبدالها بأخرى تحمل كتابات عبرية.. إمعاناً في التضليل.!!
عالم الآثار الإسرائيلي الأبرز”فلنكشتاين” أكد أن “إسرائيل” لم تعثر على حجر واحد، أو على فخارة واحدة.. تؤكد إقامة الهيكل في مدينة القدس، وهذه الشهادة الإسرائيلية، تؤكد شهادة د. كمال الصليبي، وشهادة فاضل الربيعي، بأن الدولة اليهودية.. دولة سليمان وداود، لم تقم مطلقاً في فلسطين، بل في جنوب الجزيرة العربية.
وفي هذا الصدد، لا بد من التأكيد على حقيقة واحدة، وهي أن العدو لم يستند إلى الحق، ولا إلى التاريخ، عندما أحتل فلسطين بمساعدة بريطانيا ومن ثم أميركا، وإنما اعتمد فقط على القوة الباغية، والتي لا يؤمن بغيرها، فهو مسكون بعقلية القلعة، التي تسيطر على أفعاله وسكناته، وتحكم قراراته، وقد سخر الأساطير وأحقاد الحاخامات لتبرير جرائمه ولا يزال.. فالشعوب الأخرى “غوييم” لا تستحق الحياة.
باختصار… الرد على ثنائية التطهير والتزييف..لا يكون إلا بالمقاومة، فهي السبيل الوحيد للجم العدو وتحرير الأرض والقدس والأقصى، وسوى ذلك هو مزيد من الخداع والسراب والضياع.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات