أبو السبح: إطلاق يد المقاومة الخيار الأنجع للدفاع عن الأسرى

أكد الدكتور عطا الله أبو السبح، وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية، أن إطلاق يد المقاومة الفلسطينية هو “الخيار الأنجع، الذي أثبت جدارته في الدفاع عن الأسرى واستعادة حقوقهم في سجون الصهاينة”.
وأشار أبو السبح، في حوارٍ خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال “بحاجة لكل الجهود من أجلهم”، مؤكداً أن “وحدة الأسرى والشعب هو سلاح مطلوب في المرحلة القادمة لحماية الأسرى والدفاع عنهم”.
وفي سياقٍ آخر؛ رحب وزير الأسرى بفكرة استقبال عيسى قراقع وزير الأسرى في “حكومة” رام الله ورئيس نادي الأسير بالضفة قدورة فارس، مؤكداً أنه “لا يوجد فيتو على جهود قوية من أجل الدفاع عن الأسرى وتثبيت حقوقهم المشروعة”.
وتحدث أبو السبح عن إضراب الأسرى، الذي تم الاختيار له شعار “سنحيا كرامًا” مؤكداً أن هذا الإضراب سيكون تاريخياً وسيضع الاحتلال في مأزق، داعياً على ترابط كافة أطر الحركة الوطنية الأسيرة لضمان نجاح مجهوداتهم.
وكشف وزير الأسرى الفلسطيني عن أنه جار التحضير لتوحيد بث فضائي يضم عدة فضائيات متنوعة محلية وعربية ودولية لها وزنها وصيتها الإعلامي المتميز.
وفيما يلي نص الحوار:
•أعلنتم عن إطلاق الفعاليات الوطنية لإحياء ذكرى “يوم الأسير الفلسطيني”، ما هي أهم الفعاليات المقرر تنفيذها؟
-فعاليات يوم الأسير 17-4 يتخللها مسيرة من مفترق السرايا للصليب الأحمر، تنتهي بمهرجان مركزي، وتضم كافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، وهناك جلسة لمجلس التشريعي الفلسطيني خاصة بمناقشة ملف الأسرى، وجلسة أخرى لمجلس الوزراء خاصة بمناقشة القضية ذاتها. بالإضافة إلى أنه سيكون احتفال مركزي في الجامعة الإسلامية، والعشرات من الفعاليات الرياضية والثقافية والوقفات اليومية وخيام الاعتصام، وهناك وقفات على المستوى الخارجي أمام سفارات العدو في عدة دول عربية أو أوروبية.
وعلى الصعيد الإعلامي، تواصلنا مع إذاعات وفضائيات فلسطينية وعربية لتسليط الضوء على قضايا مهمة للأسرى، وجار التحضير لتوحيد بث فضائي يضم عدة فضائيات متنوعة محلية وعربية ودولية لها وزنها وصيتها الإعلامي المتميز.
•بمناسبة يوم الأسير، هلا زودتنا بأهم المعلومات والإحصاءات عن الأسرى؟
-آخر إحصائية رسمية وصلتنا من سجون الاحتلال هو أن إجمالي عدد الأسرى 4700 أسير، أما الأطفال فيبلغ عددهم 185 طفلًا، وتشمل جميع الأسرى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، أم النواب فهم 27 نائبًا، وعلى رأسهم المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك، والنائب مروان البرغوثي، والنائب أحمد سعدات. أما عن عدد الأسيرات هو 9 أسيرات وقد اعُتقل عدد منهن بعد إتمام صفقة وفاء الأحرار الأخيرة، أما المعتقلين الإداريين فعددهم 320 معتقل، أسرى غزة عددهم 475 وأسرى القس 360، أما الأسرى المحكومين مدى الحياة هم 534، والأسرى قبل اتفاق “أوسلو” القدامى 120 أسيرًا، فيما مضى 95 أسير أكثر من عشرين سنة.
وأما عن “جنرالات الصبر”، من أمضوا في سجون الاحتلال أكثر من 25 عامًا فما فوق، فعددهم 23 أسيرًا، حيث يعتبر الأسير كريم يونس والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً، فيما يُعتبر الأسير صدقي المقت من مرتفعات الجولان السورية المحتلة والمعتقل من آب/ أغسطس 1985 هو عميد الأسرى العرب.
وعن الأسرى المرضى فعددهم يزيد عن 1100 أسير، وأما عن المعزولين فعددهم الآن 15 أسير بصفقة عامة وفق قرار العزل.
•تواترت الرسائل من داخل السجون الصهيونية بأن هناك حالة حراك ثوري، واستعداد لخوض إضراب تاريخي، ما هي طبيعة الحراك والاتجاهات المشاركة فيه؟
-صحيح هم سيخوضون إضرابًا تاريخيًا قريبًا، أوشكوا أن يدخلوه، واليوم القائد عبد الله البرغوثي دشن هذا الإضراب، ومعروف أن البرغوثي محكوم بـ 67 مؤبدًا، وإن شاء الله يستطيع الأسرى تحقيق مطالبهم والتي يأتي في مقدمتها إخراجهم من زنازين العزل.
•ما هي أهم المطالب التي يرفعه الأسرى في هذا الحراك؟
-أولاً: إخراج الأسرى المعزول من زنازين العزل والذين مضى على بعض أكثر من 10 سنوات في العزل، ثانياً: تفعيل برنامج الزيارة للأسرى وخصوصاً أسرى قطاع غزة وقد مضى على تعطيل هذا البرنامج أكثر من 5 سنوات وبالتالي هم في قلق دائم. ثالثاً: إنهاء السلوك البشع الذي تمارسه إدارة السجون في التفتيش العاري للأسرى وكذلك أهاليهم عندما يقومون بزيارتهم. رابعاً: الارتقاء بنوعية الدواء والعلاج خاصة أن هناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان والفشل الكلوي وغيره ويهملون طبياً، ويلقون بهم في سجن آخر في مستشفى هو بطبيعته سجن وليس مشفى، فالأطباء يتحولون إلى محققين، ويتعاملون بكل سادية مع الأسرى. خامسًا: السماح بدخول أدوات التواصل والاتصال مع العالم الخارجي كالمذياع والتلفزيون والجوال، كل هذا يريد الأسرى أن يثبتوه كحق لهم وقد كلفه لهم القانون الدولي، وفيما معظمهم محرمون من مقابلة المحامين، وهذا يتنافى مع ما قررته المواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة على أن الأسرى يجب أن تتوفر له كل ظروف الحياة الكريمة ولا يحرم أي جهاز يوصله بالعالم الخارجي.
•في الفترة الأخيرة، برز استخدام سلاح الأمعاء الخاوية من قبل الأسرى في وجه الانتهاكات وكذلك في وجه الاعتقال الإداري، كيف تتابعون هذا الأمر وكم هو عدد الأسرى المضربين؟
-لم يبرز سلاح الأمعاء الخاوية في الآونة الأخيرة، بل هو السلاح القديم الجديد الذي استخدمه الأسير الفلسطيني، وقد خاض الأسرى في سجون الاحتلال إضرابات منذ بدايات الاحتلال في عام 1967 على هذا النمط، بل هناك من شهداء الحركة الأسيرة قضى نحبه وهو مستمر في الإضراب عن الطعام.
ولقد حقق الأسرى الفلسطينيون إنجازات كبيرة من خلال هذا السلاح “الأمعاء الخاوية” ومن هنا يضطر الصهاينة أن يجددوا من أسلحتهم وأساليبهم في الهجوم على جبهة الأسير الذي لا يملك إلا هذا السلاح.
وأما بخصوص عدد المضربين؛ فأتمنى أن تشارك كل الحركة الأسيرة في هذا الإضراب وأن يوحدوا صفهم لأنه أجدى، فالإضرابات الآحاد المفتوحة قد تحقق إنجازات ولكن ليست بالقوة التي يستطيع أن يحققها المجمعون بكل أطياف الحركات الفلسطينية، ولكن هناك من النماذج من استطاعت أن تُسجل صموداً أسطورياً كالأسير خضر عدنان والأسيرة هناء الشلبي التي أذهلت العالم بإضرابها عن الطعام لمدة 44 يوم. ونحن أمام مجرم صهيوني لا يعرف الإنسانية ولا الأخلاق وعليه لولا لم تكن هذه الوسيلة مُجدية لما أقدم عليها الأسرى.
وبرأيي أن المطلوب لنصرة الأسرى هو تضافر الجهود في الداخل والشتات وتوحيد الجهود بين الضفة وغزة، ومن هنا ليس لدينا فيتو على أي فعاليات أو جهود قوية تصب في صالح الأسرى، ولابد من أن تتوجه هذه الجهود للمحاكم الدولية وتدويل قضية الأسرى.
ولابد من استمرار الاعتصامات والمسيرات التي تدعم الأسرى وبالفعل هذا يضع الاحتلال الصهيوني في قفص الإدانة، وبالتالي مؤكد أنها ستغير من نهجها لأن كل ما تفعله بحق الأسرى ممكن أن يندرج تحت مسمى جرائم حرب.
•كان هناك توقع بأن تشهد السجون الصهيونية حالة من الانفراجة بعد إتمام صفقة التبادل الأخيرة، كأحد استحقاقات تلك الصفقة، ولكن الأمور زادت سوءًا، لماذا، وما هو المطلوب من الجانب المصري راعي الاتفاق؟
-هذا لأن الصهاينة أهل غدر ولا يربطهم قانون ولا أخلاق وليس لديهم أي وازع وليس مستهجناً ما تفعله ولولا لم تفعل ذلك لما كانت “إسرائيل”.
وأما بخصوص التواصل مع الجانب المصري؛ فنحن نتواصل معهم قدر الإمكان ونضعهم في الصورة أولاً بأول عن هؤلاء المجرمين الذين قد غدروا بهذا الميثاق، ولكن برأيي أن الذي يحسم هذه المعركة هو الأسير الفلسطيني، فلو تجمعت قوى الأسرى لما تمكن أعناقهم ومستقبل الإفراج عنهم السجان الصهيوني.
• بالتوازي مع الحراك الشعبي المناصر لقضية الأسرى، تعلو الأصوات بأن أسر الجنود هو الوسيلة الأنجع لإغلاق هذا الملف، كيف ترون ذلك، وما هي رسالتكم للمقاومة بهذا الصدد؟
-نعم وأنا أؤكد هنا أنه لابد من تفعيل المقاومة، فلا يعقل أن يبقى شبابنا ويقضون زهرات شبابهم رهن القيد ووراء القضبان وأن الصهيوني ينعم بالأمن والأمان، فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية وغيرها بأنها الأجدى والأنجع في تحقيق حرية الأسرى.
وأستذكر هنا صفقة أحمد جبريل عام 1985، وصفقات حزب الله، وتوجت هذه الصفقات بصفقة “وفاء الأحرار” والتي خرج فيها مقابل عن جندي صهيوني واحد أكثر من 1025 أسير وأسيرة.
إذا كان هناك نية صادقة وجهودًا جادة لإخراج الأسرى فلتفعل المقاومة، ولا يجوز كلما ضل الطريق جندي أو مغتصب لو كانت هناك مقاومة فلا يخرج إلا بعد أن يخرج الآلاف من شبابنا، فالاحتلال لن يُكسر أنفه إلى بهذه المقاومة.
•تردد أن هناك تحضيرًا لفعالية مشتركة بينكم وبين وزير الأسرى في الضفة ونادي الأسير، ما حقيقة الأمر وما حقيقة وجود دعوة لهم لزيارة غزة؟
-نعم وأنا رحبت بذلك كثيراً، بأن وزير الأسرى في حكومة رام الله أنه سيزور غزة، والزيارة تأتي من خلال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من خلال راجي الصوراني رئيس المركز والذي له حضور على الساحة الفلسطينية، حيث تقدم من الوزارة بإذن استقدام عيسى قراقع وقدورة فارس ونحن رحبنا جداً ولدينا الاستعداد في المشاركة بأي فعالية مشتركة لأن الأسير هو الذي يجمعنا ويوحدنا.
وتأتي هذه الزيارة في إطار أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان سينظم فعاليات خاصة بيوم الأسير ودعا إليها مجموعة من الشخصيات الحقوقية والدولية، فهذا هو السياق الذي يأتون فيه وقد يكون لي لقاء مع وزير الداخلية فتحي حماد لاستصدار إذن بدخولهم وتأمين بقائهم في غزة.
•رسالتكم للأسرى وذويهم وشعبنا والمجتمع الدولي في يوم الأسير؟
-رسالة الأسرى: أسأل الله أن يثبتهم ويقوي عزائهم وأن يعجل من فرجهم، وأدعوهم للوحدة في مواجهة جرائم السجان الصهيوني. رسالة للشعب: رائع كان التفافكم حول قضية الأسرى ولكن نريد المزيد. أما رسالة المجتمع الدولي: للأسف الشديد أنه نائم ونسأل الله أن يستيقظ قريباً، ولكني أعتقد أن الربيع قادم وسيكون له تأثيره على قضية الأسرى إلى حدٍ بعيد ولكن على المدى البعيد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...