الأحد 11/مايو/2025

الكتلة الإسلامية: تجربتنا الانتخابية بعد انقطاع أعادت جسور الثقة بيننا وبين الطل

الكتلة الإسلامية: تجربتنا الانتخابية بعد انقطاع أعادت جسور الثقة بيننا وبين الطل

قال متحدث باسم الكتلة الإسلامية في جامعه بير زيت إن الانتخابات التي جرت في أروقه الجامعة، الأربعاء الماضي كانت نصرًا للكتله الإسلامية واستفتاءً على التفاف جماهير الطلبة حولها وإن المقاعد الـ 19 التي حصلت عليها الكتله بعد أربع سنوات من الحصاد المر الذي تعرضت له في سجون الاحتلال والسلطة لهو خير دليل على أن جماهير الطلبة تريد من يقف إلى جانب مطالبها.

وفي حوار أجراه “المركز الفلسطيني للإعلام” مع الناطق باسم الكتلة وأحد مرشحيها أكد أن الكتلة الإسلامية في الجامعة خاضت تجربتين ناجحتين من اجل تفعيل المصالحة وإنهاء الاعتقال السياسي بحق الطلبة، وقد تحققت الغاية من التجربتين؛ حيث حصلت الكتلة على إنجازٍ هام، وهو إيقاف مقصلة الاعتقال السياسي بحق أبناء الكتل الإسلامية، وكذلك ميلاد نموذج لتفعيل المصالحة من خلال إجراء أول عمليه انتخابية في الجامعات بعد هذا الانقطاع عن خدمة الطلبة عبر المجلس، وأكد المتحدث أن خدمة الطلبة هي عنوان أساسي للكتلة الإسلامية وهدف ليس من السهل التخلي عنه، وهو ما جعل الكتله تقاتل لأجل خدمة أبناء الجامعة.

واليكم الحوار

– قراركم خوض الانتخابات بعد مقاطعتها عدة سنوات في ظل ذات الظروف.. ما الذي تغير؟

قاطعت الكتلة الإسلامية الانتخابات في الأعوام الثلاثة السابقة رفضًا للاعتقالات السياسية التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق كوادر وأبناء الكتلة الإسلامية ورفضًا لتدخلات الأجهزة الأمنية في العملية الانتخابية، وكذلك في عمل مجلس الطلبة، مما يجعل مشاركة الكتلة مشاركة ديكورية بعيدًا عن خدمة الطلبة، أما الآن، وفي ظل أجواء المصالحة وما حصلنا عليه من ضمانات من لجنة الحريات بمنع الاعتقالات السياسية والاستدعاءات بحق طلبة الجامعات إثر اعتصامنا الشهير في الجامعة أرادت الكتلة أن تحافظ على مكتسبات المصالحة  بتقديم أول نموذج عملي يترجم المصالحة واقعًا على الأرض ليكون بداية لشراكة حقيقية بين “حماس” و”فتح” آملين من الأطراف الأخرى دعم التجربة ومنع الأجهزة الأمنية من خرق الضمانات والقيام باعتقالات لتكون تجربة بيرزيت الديمقراطية قد نجحت في بناء جسور الثقة بين “حماس” و”فتح” يمكن البناء عليها في إنجاز المصالحة.

– في ظل قمع الحريات والاعتقالات السياسية كيف مارستم دعايتكم الانتخابيه وهل أعطيتم حقكم الطبيعي في ذلك؟

داخل الجامعة مارسنا دعايتنا بكل حرية رفعنا الرايات والشعارات واليافطات وتحدثنا بكل حرية عن مواقفنا السياسية والنقابية ولكن خارج الجامعة كان هناك ضغوط وتهديدات؛ حيث منعت المطابع من التعامل معنا، وكذلك حريتنا في التواصل مع الطلبة خارج الجامعة ي منقوصة مقارنة مع الأطراف الأخرى إضافة لم تكن هناك الحرية الكافية للإعداد للانتخابات من حيث تجهيز وتدريب المناظر وتجهيز المطبوعات والدعاية وعدم توفر السكنات لأبناء الكتلة الذين كانت تطاردهم قوات الاحتلال وتراقبهم الأجهزة الأمنية.

– هل خضتم الانتخابات ببرنامج  حقيقي؟ وهل لامستم تجاوبًا من قبل الطلبه مع هذا البرنامج أم أن العصا الغليظة كانت سيدة الموقف؟

خضنا الانتخابات ببرنامج نقابي وسياسي واضح يقوم بشكل أساسي على حل كل المشاكل الأكاديمية والمالية التي تراكمت بسبب تفرد حركة الشبيبة في المجلس في السنوات الأربع السابقة وخاصة ما يتعلق بمسألة رفع الأقساط والفصل الآلي الأكادديمي وأزمة المواصلات وأزمة السكنات والعمل التعاوني، ووعدنا الطلبة بتقديم نموذج عملي في خدمتهم وقيادة الحركة الطلابية وتفعيل دورها وجعل بيرزيت منبرًا فكريًّا حرًّا تتعدد فيه الأفكار لترتسم ملامح نموذج فلسطيني ديمقراطي تعددي، وكذلك الحفاظ على دور جامعة بيرزيت الوطني وتفعيل دورها في عملية النضال الفلسطيني والتواصل مع المجتمع من خلال المشاركة في الفعاليات وإقامة المؤتمرات وقيادة المسيرات الوطنية.

لقد لامسنا تجاوبًا حقيقيًّا من قبل الطلبة والتفاف حول برنامج الكتلة، وخاصة أن برنامجنا يستمد قوته من تجاربنا السابقة في قيادة مجلس الطلبة، والتي قدناها باقتدار، ولكن تغيبنا لثلاث سنوات وما تعرض له الطلبة من تهديد في القرى والمدن الفلسطينية من قبل الأجهزة الأمنية لم يمكنّا من الفوز، وهذا ما يفسر انخفاض نسبة التصويت إلى 75% بدل 85% في ظل مشاركة الكتلة.

– الدعاية الانتخابية في جامعة بير زيت كانت بمثابة انتحار الاحتلال من جهة والأجهزة الأمنية من جهة أخرى، كيف تجاوزتم هذه البقع الجهنميه؟

تجاوزنا ذلك بالثقة بالله، ثم بالتحدي والإصرار وحسن التخطيط والاستعداد من خلال التخفي من قوات الاحتلال  وإيجاد البدائل في إي حالة اعتقال جديدة.

-هل كنتم تتوقعون الفوز؟ هل كانت النتيجه حول المتوقع؟

نحن لم نتوقع الفوز وإن كنا نعتبر مجرد المشاركة هي الفوز والانتصار الحقيقي وخاصة بعد هذا التغييب القسري وفي ظل أجواء التهديد والملاحقة، النتيجة كانت متوقعة وهي إنجاز يمكن البناء عليه لتحقيق التقدم في العام المقبل، وإن ما حصلت عليه الكتلة (19 مقعدًا) يدل على أن حجم الكتلة كبير، وأن ثقة الطلبة بها عالية ولو أُعطيت الفرصة الكاملة في التواصل وتقديم النشاطات لحققت الفوز بسهولة.

– الاستطلاعات والتوقعات كانت لصالح الكتله الإسلامية، ما الذي حصل بالضبط؟

على العكس تمامًا.. كل التوقعات داخل الجامعة كانت تشير إلى فوز حركة الشبيبة في أول مشاركة للكتلة الإسلامية بعد تغييبها القسرى الذي استمر ثلاث سنوات، صحيح أن الطلبة يعانون من فشل الشبيبة في المجلس، ولكن لا يمكن تحقيق الفوز في أول مشاركة.. لابد من فترة طويلة للتواصل مع الطلبة.

–  ألا ترون أن مشاركتكم بالانتخابات أعطت “فتح” المبرر كي ترى نفسها منتصرة بعد أن كانت تأخذ مقاعد المجلس بلا منافس؟

“فتح” في داخلها تعرف أنها ليست منتصرة، وإن أظهرت عكس ذلك إعلاميًّا، فبعد كل التغييب القسري والاعتقالات والتهديدات ومنعنا من التواصل مع الطلبة، حصلنا على 19 مقعدًا، نحن خدمة الطلبة هدفنا وسنستثمر أي فرصة لخدمتهم مهما كانت النتيجة، وهذه المشاركة هي استثمار جهود المصالحة من أجل خدمة الطلبة.

– 19 مقعدًا للكتله الإسلامية، كيف يمكن أن نسمي ذلك نصرًا؟ وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟

نعم هو نصر في ظل هذه الظروف الصعبة، وبعد هذا التغييب القسري وإبعادنا عن ساحات الجامعة، وفي ظل إمكانياتنا البسيطة، بالمقارنة مع إمكانيات حركة الشبيبة التي استخدمت في دعايتها الأجهزة الأمنية والرشاوى الانتخابية ومؤسسات السلطة ومئات آلاف من الشواقل  وماكينة “فتح” الإعلامية؛ حيث تم متابعة الانتخابات من قبل اللجنة المركزية والتعبئة والتنظيم، وهذا ما شهدناه في ساحات الجامعة من حضور مسؤولي “فتح” لمتابعة الشبيبة، وكذلك مئات العناصرمن الأجهزة الأمنية بلباس مدني داخل الجامعة، في حين كنا ملاحقين من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلت أربعة من أبناء الكتلة الإسلامية في أيام الانتخابات، وكذلك مراقبة وتهديدات الأجهزة الأمنية.

– في اعتقادكم، هل حصول الكتله على هذه النتيجة أنقذها من حرب مؤكدة كان من الممكن أن تشن ضدها كما حصل قبل ثلاثة أعوام؟

لا أعتقد ذلك، وإن الضامن الحقيقي في منع أي استهداف هو إرادة أبناء الكتلة وصمودهم كما حدث في الاعتصام السابق.

– هل هناك نيه لنقل تجربتكم إلى جامعات أخرى؟ وهل تجربتكم كانت لجس النبض أم هناك موقف جماعي بالمشاركة؟

نحن خضنا تجربتين في الشهرين الأخيرين ناجحتين بإذن الله، التجربة الأولى الاعتصام من أجل منع الاعتقالات السياسية بحق الطلبة، والثانية خوض الانتخابات من أجل دعم المصالحة الفلسطينية، نحن ندعو الجميع للبناء على هذه التجارب والاستفادة منها باستمرار العمل والنضال من أجل انتزاع الحرية ومقاومة التفرد والاستبداد.

– حتى اللحظة كم عدد المعتقلين من أبناء الكتله الإسلامية في جامعات الضفه لدى الاحتلال؟ وهل أثر ذلك سلبًا على نتيجة الانتخابات؟

ليس لدينا إحصائية عن جامعات الضفة، ولكن في جامعتنا هناك أكثر من 15 أخ من قيادات وأبناء الكتلة الإسلامية معتقلون عند قوات الاحتلال حاليًّا، وقد شهد أبناء الكتله الإسلامية حملة غير مسبوقه خلال الأعوام الثلاثه الماضية.

– هل لديكم إحصائية بأعداد الطلبة الذين دخلوا سجون السلطة منذ منتصف تموز 2007؟

لا يوجد لدينا إحصائية في جامعات الضفة، ولكن في جامعتنا أكثر من مائتين تقريبًا.

– هل استفادت الكتل الصغيرة والمستقلون من الخلاف السياسي القائم بين “حماس” و”فتح”؟ ما حجم الفائده؟

حاولت أن تستفيد من ذلك من خلال الهجوم على حركتي “فتح” و”حماس” والحديث عن المصالحة لدواعي انتخابية، ولكن النتيجة أثبتت وجود تيارين كبييرين على الساحة الفلسطينية وخاصة أن الكتل الصغيرة، والتي بلغ عددها سبعة، هي انقسمت فيما بينها عن كتلة واحدة، وهي كتلة اليسار الفلسطيني الموحد.

– كيف تقرأون المتغيرات السياسيه في الوطن العربي، وهل تعتقدون أن ذلك سيكون لصالح القضيه الفلسطينية أم لا؟

نحن ندعم مطالب الشعوب العربية المنادية بالحرية ونعتقد أن هذه الشعوب قد استلهمت في ثورتها ثورة الشعب الفلسطيني ومطالبه بحرية الوطن والإنسان وإن بوصلتها ستكون نحو القدس  وفلسطيين لتحريرها من ظلم الاحتلال، وخاصة أنها ثائرة ضد أنظمة الاستبداد المتحالفة مع هذا الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات