الأحد 11/مايو/2025

أم الرسائل من عباس إلى نتانياهو.. مطالب وشكاوى

أم الرسائل من عباس إلى نتانياهو.. مطالب وشكاوى

من المقرر خلال هذا الأسبوع، أن يقوم وفد فلسطيني رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وعضوية أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، الدكتور صائب عريقات، بنقل رسالة وصفت بأنها أم الرسائل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فما هو مضمونها وماذا ينتظر منها أن تحققه؟
من حيث المضمون تتحدث الأوساط الرسمية عن أربعة مطالب أساسية هي: قبول الحكومة الإسرائيلية بمبدأ الدولتين على حدود 1967 مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساو بالقيمة والمثل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن المعتقلين وخاصة أولئك الذين اعتقلوا قبل عام 1994، أما المطلب الرابع فهو إلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000، واحترام الاتفاقات الموقعة.
ولكن الرسالة تتضمن عددا من الشكاوى ليست موجهة إلى نتانياهو وإنما إلى الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وفي مقدمة تلك الشكاوى أن منظمة التحرير الفلسطينية دخلت في اتفاق تعاقدي وبرعاية دولية لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، ولكن نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، تحولت السلطة الفلسطينية لسلطة من دون سلطة ومن دون ولاية حقيقية، في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية.
الرسالة كذلك موجهة إلى أوروبا الممول الرئيسي للمشروع المتعثر، والى روسيا والصين القطبين الدوليين اللذين استعادا دورهما في مرحلة فشل ظاهرة القطب الواحد، ثم هي موجهة إلى كل من يهمه الأمر بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد اليأس الموضوعي من مجلس الأمن صاحب الفيتو.
منذ ستين سنة والشكاوى الفلسطينية توجه إلى كافة العناوين التي يعرفها ساعي البريد الفلسطيني جيدا، ولم ييأس وهو يؤدي هذه المهمة الحزينة والمجيدة، وغالباً ما يتلقى ردوداً ممن لا يهمهم الأمر، أما الذين يحتاج فعلاً إلى ردودهم عبر قرارات ومواقف وجهود، فهم في واقع الأمر تجاهلوا تلك الشكاوى، ورغم ذلك جاءت رسالة عباس بمثابة أم الشكاوى ولكن من دون أن تصل إلى النتيجة المنطقية «لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي».
الرسالة العتيدة لن تصل فعليا إلى تلك الجهات، ولكنها وصلت بالمعنى والمقصد، والذين قاموا بالرد عليها هم الإسرائيليون وليس غيرهم، والرد الإسرائيلي تم بطرق متعددة كلها غير مباشرة وفق منطق الرد على رسالة رسمية «أي رسالة برسالة» إلا أنها من وجهة أخرى مباشرة تماماً، وتدعو الطرف الفلسطيني للعودة للمفاوضات، وفق ما يريده نتانياهو، فماذا سيكون الرد المرتقب من رام الله؟ على الأرجح، انتظار نتائج الانتخابات الأميركية.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات