الثلاثاء 13/مايو/2025

الثورات العربية تكشف الحقائق

الثورات العربية تكشف الحقائق

مازالت إنجازات الثورات العربية تتجلى لتشكل عالماً جديداً، وتفتح آفاقاً واسعة لكفاح الشعوب من أجل تحقيق الاستقلال الشامل.
ومن أهم إنجازات هذه الثورات كشف الحقائق مما أدى إلى زيادة وعي الشعوب، واختيارها الحر للمشروع الحضاري الإسلامي ليشكل مستقبلها.
ورغم عنف الهجوم على رموز التيار الإسلامي وأفكاره إلا أن الاختيار الشعبي لهذا التيار يوضح أن الشعوب قد تزايد وعيها وتمسكت بحريتها وفرضت إرادتها ومارست الديمقراطية بشكل يحمي حقوقها وطموحاتها للاستقلال الحضاري الشامل.
الأمر لم يكن جديداً، فقد ظهر جلياً في اختيار شعب فلسطين لحركة حماس رغم عنف الهجوم الإعلامي عليها، ومعرفة الشعب بالنتائج التي يمكن أن تترتب على هذا الاختيار ومن أهمها الحصار والتجويع والعدوان الإسرائيلي.
لكن الشعب بنى اختياره على التمسك بحقوقه والإصرار على انتزاعها والكفاح من أجل تحقيقها مهما كانت التضحيات.
تجلى ذلك في الثورات العربية بشكل أكثر وضوحاً رغم عنف الهجوم الإعلامي اختار شعب مصر التيار الإسلامي في الانتخابات البرلمانية، وهو ما أدى إلى محاولة التيارات الليبرالية واليسارية عرقلة التحول الديمقراطي ومنع الانتقال إلى مرحلة الاستقرار والسلطة المدنية، في الوقت الذي ازداد فيه تمسك التيار الإسلامي بالديمقراطية والحريات العامة والدفاع عن حقوق الشعب.
هكذا اتضحت الصورة فالتيارات الليبرالية واليسارية قد ملأت الدنيا ضجيجاً فيما مضى وهي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وكثيراً ما اتهمت التيار الإسلامي بالعداء للديمقراطية، وخلقت هذه التيارات حالة خوف (فوبيا) من أن يقوم التيار الإسلامي بتقييد الحريات والانقلاب على الديمقراطية.
وعندما ظهرت نتائج الانتخابات انقلبت التيارات الليبرالية واليسارية على الديمقراطية ووجهت إهانات للشعب المصري، وانسحبت من الجمعية التأسيسية للدستور.
وظهر بوضوح من الذي يريد الديمقراطية كوسيلة لممارسة الشعب لحريته في الاختيار وبناء المستقبل، ومن الذي يريد الديمقراطية كوسيلة للدعاية وتفتيت المجتمع، ولا يريدها عندما تتحول إلى وسيلة للكفاح الوطني وتحقيق النهضة والتقدم.
وأنا أعتقد أن الشعوب قد استفادت كثيراً من هذا التطور، وأن عنف الهجوم الظالم على التيار الإسلامي قد أوضح للشعوب الحقائق وأن التيارات الليبرالية اليسارية العلمانية لا تريد الديمقراطية إن كانت ستأتي بالإسلاميين للحكم، وأنها تفضل الديكتاتورية التي تقمع الإسلاميين وتضطهدهم وتمنع المظاهر الإسلامية على الديمقراطية التي تفتح المجال للشعوب للتحرر والاختيار الحر وبناء المستقبل على أساس الإسلام.
وهكذا تحول موقف العلمانيين إلى العداء للديمقراطية وللشعب ولحقوق الإنسان، والحقائق مازالت تظهر، وكلما تزايد وضوحها ازداد وعي شعبنا.
وموقف العلمانيين العرب لا يختلف عن موقف أمريكا، فقد أسمعتنا كثيراً دروس الديمقراطية وصورت نفسها بأنها تحمي الحريات وتكافح من أجل حقوق الإنسان، لكنها رفضت أن تعترف بنتائج الديمقراطية التي جاءت بالإسلاميين للحكم، والتي ستؤدي إلى وقف النهب الاستعماري لثروات الشعوب.
تطابق المواقف بين أمريكا والليبراليين يزداد كل يوم وضوحاً، ومع ذلك لا تكف وسائل الإعلام عن ترديد الأكاذيب حول علاقة الإسلاميين بأمريكا.
لكن شعبنا يزداد وعياً ويرفض كل من لا يحترم حقه في الاختيار، ويرفض كل أشكال الديكتاتورية والاستبداد ولقد اختار التيار الإسلامي ليقود كفاحه لتحقيق النهضة والتقدم والاستقلال الشامل، والتيار الإسلامي لن يخذل الشعب وسيعمل بكل طاقاته لتحقيق أهداف الثورة وحماية الشعب وتحقيق الديمقراطية كوسيلة للكفاح من أجل تحقيق الاستقلال الشامل.
صحيفة الشرق القطرية  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات