الأحد 11/مايو/2025

الأسير عمرو يكسر جدار الصمت ويصف أساليب تعذيبه في سجون السلطة

الأسير عمرو يكسر جدار الصمت ويصف أساليب تعذيبه في سجون السلطة

أكد الأسير محمد عبد الكريم عمرو (24 عاماً)، الذي اعتقله الاحتلال فور إفراج أجهزة السلطة بالخليل عنه بعد قضائه في سجونها 20 شهراً،  أن ما يسمى بـ”جهاز الأمن الوقائي” استخدم كل أنواع التعذيب بحقه، ليجبره بإدلاء اعترافات حول علاقته بالشهيد مأمون النتشة، الذي طاردته قوات الاحتلال عدة أشهر قبل أن تقوم باغتياله برفقة الشهيد نشأت الكرمي في الثامن من تشرين أول عام 2010.
وقال عمرو في مقابلة حصرية مع “المركز الفلسطيني للإعلام” خلال الساعات القليلة ما بين إفراج “الوقائي” عنه وإعادة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال: “انه استمر التحقيق معي مدة 4 شهور، لم أرى خلالها الشمس، في زنزانة انفرادية لا تصلح للعيش البشري، استخدموا خلالها طرق “إبداعية” في التعذيب تركها الاحتلال منذ زمن، لأنها مخالفة للقوانين الدولية”.
وعبر عمرو عن تخوفه من اعتقاله في أي لحظة لدى قوات الاحتلال موضحاً: “لم أكن مكشوفاً من قبل لدى الاحتلال وقام الأمن الوقائي بالضغط علي للاعتراف بعملي المقاوم، وأنا أنتظر اعتقال الاحتلال لي في أي لحظة بناء على تجارب سابقة مع زملائي المختطفين الذين قام الاحتلال باعتقالهم فور الإفراج عنهم من سجون السلطة”.
وشكر عمرو كل من تضامن معه أثناء سجنه، ولكنه عاتب على قلة المتضامنين، ووجه عمرو من خلال مقابلته رسالة إلى الجمهور الفلسطيني أن لا يتركوا المعتقلين وأهاليهم لوحدهم، قائلا: “لا تدعوا أبناءكم لقمةً سائغة لدى فئة من الناس لا تعرف للإنسانية وجه”.

 وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
 
• حمدا لله على سلامتك بداية،متى وكيف تم اعتقالك؟
•حياكم الله وسلمكم من كل سوء، بتاريخ 6/9/2009، اعترضتني مجموعة من جهاز الأمن الوقائي في الخليل، عندما كنت عائداً الى البيت، توجهوا بي الى مقراتهم، لم يعرف أهلي  بالأمر، بحثوا عني لمدة يومين كاملين، حتى علموا باعتقالي.
•كيف تصف السنة والنصف التي قضيتها في سجون السلطة، هل تعرضت للتعذيب؟
•منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها مقر الوقائي في الخليل، بدأ التعذيب معي قبل التحقيق، تعرضت لأشكال متنوعة من التعذيب، منها التي تعمل على خلع الكتف بربط يدي الى الخلف وأنا مشبوح فوق كرسي، وبعدها يتم سحب الكرسي من تحتي، لأصبح معلقاً بالهواء. ومنها أيضاً قيامهم بتعريتي بشكل شبه كامل، ووضعي تحت حمام ماء بارد (دوش) في الجو البارد، علماً أن الخليل هي من أبرد مناطق الضفة، في زنازين انفرادية غير صالحة للحياة المعيشية لمدة 4 أشهر، لم أر خلالها الشمس.
•ما هو دور أجهزة السلطة في كشف المقاومة، وما هي التهم التي وجهت لك لتبرر اعتقالك ؟
•التهمة الأساسية هي انتمائي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتركز التحقيق معي حول علاقتي بالشهيد مأمون النتشة، لم أكن مكشوفاً من قبل لدى الاحتلال، ولكني تحت التعذيب القاسي أصبحت الآن معرضاً لاعتقال الاحتلال، هم الآن وبعد أن أفرجوا عني، تركوني لقمة سائغة له ليعتقلني، مثلما اعتقل زملائي من قبلي.
•بعد هذه الفترة من الغياب في سجون السلطة، هل من رسائل توجهها بهذا الخصوص؟
•أولا أتقدم بالشكر الجزيل لكل من وقف معي ومع اخواني، ولكل من خرج يهتف بخروجنا، ولكنني أعتب على الكثير من أبناء شعبي الذين تخلفوا عن نصرتنا، ولم يتضامنوا معنا بحجة الانقسام، نحن لم نسجن لأننا متعاونين مع الاحتلال ولا لأننا قمنا بأي نشاط ضد السلطة بالضفة، بل لأننا قاومنا الاحتلال.
ثانياً، رسالتي للفصائل الفلسطينية ولجنة المصالحة، أن زوروا المعتقلين في سجون السلطة، واسمعوا منهم وانظروا بأعينكم ما الذي يحدث لهم داخلها من جرائم ضد الإنسانية.
ثالثاً، أحمّل المسؤولية الكاملة لجهاز الأمن الوقائي ورئيس السلطة محمود عباس، إذا ما جرى اعتقالي لدى الاحتلال، وإذا كنتم اختطفتوني لتحموني من الاحتلال مثلمنا ادعيتم، فتعالوا الآن احموني في بيتي ان كنتم صادقين.
•بعد ساعات من الافراج عنك من سجون السلطة هل من كلمة أخيرة تقولها ؟
•لا أعرف حقيقة ما إذا كنت سأبيت الليلة في بيتي أم لا، ولكن التجارب تقول أن أنتظر اعتقال الاحتلال لي في أي لحظة، لذلك أدعو الجميع إلى الوقوف وقفةً واحدة ضد ما تسميه السلطة التنسيق الأمني، من أجل إنقاذ فلسطين من هذا الوحل، وصب كل الجهود لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني.

صورة للأسير عمرو يشرح فيها أحد أساليب الشبح ولتعذيب


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات