عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

تقديرات صهيونية بالدخول في عملية برية إلى غزة للتخلص من تهديد الصواريخ

تقديرات صهيونية بالدخول في عملية برية إلى غزة للتخلص من تهديد الصواريخ

قال المراسل العسكري الصهيوني “تشيلو روزلابرغ” إن نهاية الجولة الأخيرة في قطاع غزة أرسلت رسالة للجانبين مفادها أنه بعد عدة أيامٍ من القتال يجب وقف النار، حتى المرة المقبلة، رغم أن الجميع يدّعي الإنتصار، انتظاراً للجولة القادمة، في ظل أن التوصّل لإتفاق سلام مع المنظمات المسلحة في غزة، ليس له فرصة في المدى المنظور، لكن الأمر الوحيد المطلوب هو إزالة تهديد الصواريخ فوق مستوطنات الجنوب.

وانتقد الكاتب القيادة العسكرية الصهيونية لأنها “لم تختم أيام القتال الأخيرة دون استهداف مقرات القيادة في غزة، كالمؤسسات الحكومية والبنى التحتية، لأنه في مثل هذه الحالة ستكون الرسالة أوضح بكثير، وإلا إذا لم يستوعب زعماؤنا في تل أبيب هذا الأمر، فنحن محكوم علينا بالكثير من جولات القتل والبكاء”.

من جهته، أكد الخبير الأمني “عوديد عميت” أن القبة الحديدية التي يتذرع بها صناع القرار في تل أبيب لا تعد نجاحا للجيش لوقف صواريخ غزة، لأنه لا يمكن لها أن تقدّم حلا شاملا، لكونها محدودة تقنيا وإقتصاديا: فلا يمكن لها حماية المستوطنات الموجودة تحت مجال الحد الأدنى، التي تصل الى 10 كلم، ولا حماية المستوطنات والمواقع الإستراتيجية الموجودة فوق مجال الحد الأقصى التي تصل إلى 50-70 كلم، وثمة حاجة لعدد وافر من بطارياتها، لأن مجال حماية كل بطارية صغير نسبيا.

* الصواريخ الاعتراضية

وأضاف: كلفة كل صاروخ إعتراض للقبة الحديدية تبلغ 70-100 ألف دولار، وكمية التهديدات تصل إلى عشرات الآلاف من القذائف الصاروخية، ما يعني أن الحاجة لعدد وافر من البطاريات سيؤدي لتدهور اقتصادي في حال تم إتباع الحل الذي يرتكز على شراء صواريخ اعتراضية.

وهو ما دفع بالمستشار الاستراتيجي البارز “آساف غولان” للقول إن الجولة الأخيرة من المواجهة في غزة أظهرت أن “إسرائيل” تتصرف في الشرق الأوسط كدولة ذات أيدي مقيدة، تفتقر لمصادقة خارجية من أجل البقاء، ما يعني أن وجودها سيكون مناطاً بعلامة استفهام، طالما أنها تُعدّ ضعيفة ومترددة، لأن ما وصفه بـ”التردد” يشعل نار الصواريخ، التي تُوجهها ضدنا مرة تلو أخرى حماس، تنهض كالفطر بعد المطر.

لكن الكاتب السياسي ومقدم البرامج التلفزيونية “بن كاسبيت” دعا رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” لتطبيق وعوده الانتخابية في شباط 2009، زاعماً أن ما حدث في الأيام الأخيرة انتصار صهيوني، لكنه لا يزال بعيدا أن يكون ضربة قاضية، مما يوجب الثناء على الجيش والشاباك وأجهزة الأمن المختلفة، محاولا ثني القيادة السياسية والأمنية عن قرارها بشن الحرب على القطاع، مع السير على خطى “أريئيل شارون” بعد الخروج من غزة الذي قضى بالرد على كل صاروخ قسام بوابل من القذائف المدفعية.

من جهتها، دعت المحللة الأمنية “ايزي لبلار” إلى ضرورة ألا يكون رد “اسرائيل” القادم على ضربها بالصواريخ موزونا، بل يجب ان تبين بالردع القوي استحالة الصبر على ذلك، وان تعمل في كسب تأييد العالم لموقفها، ملخصة جولة القتال الأخيرة بالقول أنها تفخر بنظام القبة الحديدية، مع تجاهل الكلفة المفرطة لكل صاروخ اعتراض، لكن من الواضح أنها غير قادرة على ضمان النجاح بنسبة 100%، وتكفي قذيفة صاروخية واحدة تخترقه لتؤدي لإصابة مأساوية للصهاينة.

وطالبت بأن تستعد الحكومة في تل أبيب لاتخاذ عملية كاسحة لردع المسلحين، “بحيث يخشون اطلاق صاروخ واحد فقط، وإلا حكمنا على أنفسنا بأن نشارك في حرب استنزاف جديدة، وبأن نُدمر حياة عدد يزداد من سكاننا، وإن النتيجة الحتمية لعدم وجود رد قاطع تعني ان نعاود في المستقبل جولة عنف اخرى، لكن هذا سيحدث هذه المرة بعد ان يفضي واحد من مئات الصواريخ الى كارثة مأساوية يقع فيها مصابون كثيرون”.

“لهذا لا نحتاج الآن الى تهديدات وتبجح، لأننا سنعرف الرد بقوة، بل يحتاج لتحذير واضح من قبل الحكومة يقول أنه اذا لم تنجح حماس، المسؤولة عن النظام في القطاع في السيطرة على النشاط المضاد لنا، فسنكون مجبرين على الدفاع عن مواطنينا بصورة أشد من اغتيال عدة مسلحين آخرين، وعلينا ان نعلن ان هجمات قذائف صاروخية تضطر عددا كبيرا من الصهاينة للعيش في ملاجيء غير مقبولة.

وهو ما دفع بـ”شموئيل زكاي” قائد فرقة غزة السابق في قيادة المنطقة الجنوبية للتحذير من دخول ما وصفه بـ”وهم خطير” يتعلق بقدرة القبة الحديدية على حل المشكلات المعقدة التي قد تواجهها “اسرائيل” في غزة في المستقبل القريب، رغم أن صوت القادة العسكريين منتشي بنشوة النجاح المدهش، مع استهانة بقوة الفلسطينيين التي بُنيت في القطاع، ولا يجوز للحكومة تكرار أخطاء الماضي.

وأشار إلى أن “توجيه العمليات المعادية للخارج أنشأ وضعا لا مناص معه سوى ان تضرب تل أبيب قادة المنظمات الفلسطينية، لأنه أحدث معادلة خطيرة يتم معها بعد كل اغتيال مسؤول كبير من غزة اطلاق واسع النطاق يجعل مليون صهيوني رهائن، وهذه معادلة خطيرة ينبغي تغييرها، ولا تجوز الاستهانة بالمنظمات التي أحدثتها، ولا تستطيع “اسرائيل” للخروج من الشرك ان تكتفي بتقوية نظام الدفاع، من الغرف الحصينة الى نظم اعتراض فعالة”.

وأضاف: على الحكومة ان تدرك انه نشأ وضع جديد في الجنوب، وأن تصدير العمليات من غزة الى سيناء يوجب نظاما دفاعيا أكثر فاعلية بحيث يمكن تثبيط محاولات، ليس بإصابة قادة المنظمات فقط، رغم توفر وجودة القدرة الاستخبارية والعملياتية عند الجيش فقط، بل الى عمق المشكلة أيضا فسحق الردع الذي أُحرز بعملية “الرصاص المصبوب”، وسيطرة حماس المحدودة على المنظمات الأخرى وتعززها العسكري، لاسيما الجهاد الاسلامي، تُقرّب اللحظة التي ستكون فيها عملية برية كبيرة أمرا يقتضيه الواقع.

القناة العبرية الأولى، 21/3/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات