الإثنين 12/مايو/2025

تفشيل حل الدولتين

تفشيل حل الدولتين

يستعرض أحمد قريع، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في “أوسلو”، أسباب فشل حل الدولتين، في مقال نشر بالقدس العربي في 17 الجاري، ويشير وبالوقائع إلى الأساليب والإجراءات التي اتخذها رؤساء حكومات العدو بدءاً بشارون، براك، أولمرت، ثم نتنياهو، لتفشيل هذا الحل، داعياً القيادة الفلسطينية، إلى التفكير جدياً بحل الدولة الواحدة، كخيار مطروح..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كان العدو عمل لإفشال حل الدولتين، من خلال تكثيف الاستيطان، والجدار العنصري، الذي حول الأرض المحتلة إلى جزر معزولة وكانتونات، يصعب معها إقامة دولة متصلة جغرافياً… فما هو الضامن بألا يقوم باتخاذ الإجراءات والخطوات العملية، لتفشيل حل الدولة الواحدة، كما أفشل حل الدولتين؟؟؟ وخاصة أنه يتبنى استراتجية معروفة تقوم على نفي الشعب الفلسطيني، والحؤول دون إقامة دولة فلسطينية، والإبقاء على السلطة، والتي هي أقل من دولة، وأكثر من حكم ذاتي، وافتعال الظروف والمناخات التي تؤدي إلى الترانسفير، وتحويل ما يتبقى من الشعب الفلسطيني، إلى جالية أجنبية تقيم على “أرض إسرائيل”.
وفي هذا الصدد، لا بد من الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية اكتفت بالمفاوضات فقط، واتخذت من الحراك الدبلوماسي وسيلة وحيدة لفرض حل الدولتين، وهو ما ثبت فشله، لأنه لا يملك الأداة الفاعلة، ووسيلة الضغط القادرة على فرض هذا الحل، وحمل العدو على التسليم به.
ومن هنا، وفي ظل ما أشرنا إليه، يصبح حتمياً، أن يعمل العدو على إجهاض حل الدولة الواحدة، كما أجهض حل الدولتين.. إذا ما بقيت القيادة الفلسطينية متمسكة بالمفاوضات فقط، دون قوة تسندها، كما حدث في حل الدولتين.
إن قيام حكومات العدو بتفشيل حل الدولتين، يفرض على القيادة الفلسطينية، أن تعيد النظر في استراتجيتها، وخططها ونهجها.. لاستعادة الحقوق والأرض الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف، وهذا يستدعي العودة إلى خيار المقاومة السلمية، وإعلان الربيع الفلسطيني، كسبيل وحيد لكنس الاحتلال، وعودة اللاجئين، بعد ما استغل العدو المفاوضات طيلة “18” عاما، لتكريس الأمر الواقع، وتفشيل حل الدولتين، وها هو يوشك على انجاز تهويد القدس، وتحويلها إلى مدينة توراتية، بأغلبية يهودية، بعد طمس معالمها العربية الإسلامية.
باختصار… إن استعراض مسيرة الصراع مع العدو الصهيوني.. يؤكد أن هذا العدو لن يقوم مختاراً طائعاً بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية، ولن يقوم بالانسحاب من القدس المحتلة، ولا سبيل أمام القيادة الفلسطينية، وقد وصلت إلى الحائط، ودخلت نفقاً مسدوداً، بفعل اعتمادها المفاوضات كخيار وحيد، إلا العودة إلى خيار المقاومة السلمية الشعبية، كطريق إجباري لتحرير الأرض، وإقامة الدولة والعودة… قبل أن يفوتها القطار.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....