عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

حماس بين تركيا وإيران

حماس بين تركيا وإيران

واقعة زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، إلى أنقرة بالتزامن مع وجود القيادي في الحركة محمود الزهار في طهران، تحمل الكثير من الدلالات على واقع الحركة المستجد، والذي ظهر خصوصاً خلال العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، حيث لم تكن لكتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة “حماس”، أي مشاركة فعلية فيه. وحتى لو خرج المسؤولون في الفصائل المقاومة الأخرى ليؤكدوا الدعم الذي تلقوه من “حماس” والحكومة في القطاع، إلا أن هذا لا يمنع واقع أن عناصر الحركة آثروا عدم القتال، بناء على قرار مركزي، فسّره مسؤولون في “حماس” بأنه مسعى كي لا يتحول العدوان إلى حرب أوسع باعتبار أن الحركة هي الطرف الحاكم.
وبغض النظر عن مثل هذا التفسير ومدى ابتعاده عن المواجهات السابقة، التي كانت فيها “حماس” حاكمة أيضاً، نعود إلى دلالة وجود مشعل والزهار في مكانين على طرفي نقيض سياسيّاً، ليشير إلى الموقع “الوسطي” الذي وضعت الحركة الإسلامية نفسها فيه، ما جعلها مكبلة في حركتها السياسية والميدانية.
“حماس” بين تركيا وإيران، واقع يقتضي السعي إلى اللعب في المنطقة المتقاطعة بين الطرفين، من دون حسم الخيار بالوقوف بالكامل إلى هذا الجانب أو ذاك. المنطقة المتقاطعة ليست قليلة في واقع الحال، في ظل الحرص الإيراني والتركي على إبقاء خط تواصل قائم على تعاون وتفاهم في ملفات عدة، في مقدمتها الملف النووي الإيراني الذي من المرتقب أن تستضيف تركيا جولة المحادثات الدولية الجديدة حوله.
لكن بالنسبة إلى “حماس” فإن مثل هذا التفاهم لا يخدم واقع حالها الجديد في ظل الملف الذي يشغل العالم في هذه المرحلة، ألا وهو الملف السوري، الذي يشكّل نقطة الخلاف الجوهرية بين تركيا وإيران، وبالتالي فإن لا مجال للعب في المنطقة المتقاطعة في مرحلة لا تحتمل اللون الرمادي. “حماس” حسمت موقفها في ما يتعلق بالوضع السوري، وهو ما بدا من التصريحات الكثيرة على لسان مسؤولين كثر في الحركة الإسلامية، في مقدمتهم رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، الذي قال على حسابه المستجد على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ما لم يقله في جامع الأزهر في القاهرة. لكن رغم ذلك تسعى “حماس” إلى إبقاء خيط تواصل مع المحور الذي تلعب فيه دمشق، وهو ما اصطلح على تسميته “محور الممانعة”، وفي الوقت نفسه الإبقاء على علاقة متينة مع القوة الصاعدة في المنطقة ممثلة بتركيا.
وبين الحرص على إرضاء تركيا ومحورها، وإيران ومحورها، تبدو “حماس” بلا طعم ولا رائحة إلى حين حسم الأمر لصالح أي من المحورين.
صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....