السبت 10/مايو/2025

من يجرؤ على الكلام؟!

من يجرؤ على الكلام؟!

لم تزل صرخة” بول فندلي” تتردد أصداؤها في كافة أنحاء الولايات المتحدة، وفي العالم، ولا تزال تذكر العرب خاصة، بأن سيطرة اللوبي الصهيوني “الإيباك” هي سبب رئيس لانحياز الإدارة الأمريكية والكونجرس للعدو الصهيوني، وأن هذا الانحياز أصبح هو الأصل في سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، في حين التخلص من هذه السيطرة هي الاستثناء.
مناسبة هذا الحديث هو تسابق المرشحين للرئاسة الأمريكية على إعلان الولاء والتأييد المطلق، والدعم بلا حدود، للكيان الصهيوني، وكيل التهم العنصرية للشعب لفلسطيني، لدرجة أن أحد المرشحين من الحزب الجمهوري “غيغنريتش” اعتبره غير موجود، ونذكر بهذا الصدد بخطاب “أوباما” الأخير في “الإيباك”، وأعلن فيه “أن أمن إسرائيل مقدس”، وتأييد الكونجرس غير المحدود للكيان الصهيوني ولسياسة المتطرفين ، ويكفي الإشارة هنا إلى وقوف أعضاء الكونجرس، وهم يصفقون لنتنياهو، إعجاباً بمضامين خطابه، أكثر من “19” مرة ، وهو ما لم يحصل عليه رئيس أميركي..!!
بول فندلي الذي أصر على محاربة السيطرة الصهيونية، على الإدارة الأمريكية، لخطورة هذه السيطرة على السياسة والمصالح الأمريكية، وثق في كتابه “من يجرؤ على الكلام”.. سطوة اللوبي الصهيوني الطاغي على البيت الأبيض، والكونجرس والبنتاغون، ووسائل الإعلام والصروح الآكاديمية، وقمع الرأي المخالف، لضمان الدعم الأمريكي اللامشروط ل”إسرائيل”، كما يتضمن الكتاب ثروة من الحقائق الكاشفة والتي تبين كيف يحكم اللوبي الصهيوني قبضته على البيت الأبيض، وكيف يمارس ضغوطه بالترغيب والترهيب… هذا اللوبي لم يغفر “لفندلي” جرأته ومواقفه الشجاعة، فبقى يحاربه بدون هوادة، حتى أسقطه في الانتخابات في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن مثل ولاية الينوي “22” سنة.. والكتاب إضافة لما ذكرنا، يحفز القارئ بالعودة لتقليب صفحاته ليكتشف مفارقات عجيبة غريبة، وأن التحالف الأمريكي الإسرائيلي، علاوة على أنه تحالف مصالح… فإن واشنطن عملت على إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بالتحالف مع بريطانيا، كونه يشكل جسراً لمصالحها في المنطقة، ومكوناً رئيساً في استراتجيتها في المنطقة، لتأمين السيطرة على النفط العربي، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي مع الكيان الصهيوني، في طبيعة النشأة والتكوين، يلتقيان في الجذور.. فكلاهما مارسا التطهير العرقي.. فالأول أباد أكثر من “30” مليون هندي، وعصابات الاحتلال الصهيوني اقترفت أكثر من مئة مجزرة ومذبحة، ودمرت أكثر من “520” مدينة وقرية لإقامة مستعمراته عليها، وطردت “700”ألف فلسطيني من وطنهم إلى جهات الأرض.
هذا هو سر الإعجاب الذي يكنه المحافظون الجدد المتصهينون بالعدو الصهيوني، فهو يجسد أفكارهم في شن الحروب الاستباقية، وهكذا نجد التأثير الصهيوني الفاعل في دفع الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق وأفغانستان، وها هو نتنياهو يمارس ضغوطاً كبيرة على أوباما لضرب إيران.
باختصار… بول فندلي يكشف وبعمق أسباب العداء الأمريكي للقضايا العربية، وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، والذي يعود لسيطرة اللوبي الصهيوني على مفاتيح السياسة الأمريكية، ولن يتم تغيير هذه السياسة إلا إذا شعرت واشنطن أن مصالحها قد تتعرض للخطر… وحينها فلكل حادث حديث.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات