الأحد 11/مايو/2025

الحدائق التوراتية.. والتسول العربي للقرارات

الحدائق التوراتية.. والتسول العربي للقرارات

كشفت رابطة الباحثين الميدانيين في القدس المحتلة عن مشروع استيطاني ضخم تم عرضه في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لحكومة الاحتلال الصهيوني، وسط حي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، يقوم على إنشاء مبنى ضخم بمسطح بناء يقترب من 16 ألف متر مربع وتصل نسبة البناء التي يراد إعطاؤها للمشروع تقارب 300% من مساحة مسطح الأرض والذي سيتضمن إقامة طابق كامل لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية.
والمخطط الاستيطاني الضخم الجديد والذي يأتي في خطوة متقدمة وشديدة الخطورة على القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، نحو استكمال عمليات التهويد الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس من دون أي حراك عربي أو إسلامي فاعل ملموسة النتائج توقف التغول اليهودي على مدينتنا المقدسة وهويتها العربية والإسلامية، لا يقف عند حدود ذلك بل وخطورته تكمن بان هدفه هو «صناعة» تاريخ عبري مزعوم في مدنية القدس المحتلّة عبر تزوير هويتها وتاريخها العربي الإسلامي، بالمشروعات التهويدية للمدينة وبخاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بالقدس، والذي من أبرزها مشاريع الحدائق التوراتية لمحاصرة المسجد الأقصى والقدس.
وإذا علمنا أن هذا المبنى الاستيطاني الضخم هو جزء من هذا المخطط التوراتي والدليل انه سيكون تحت سلطة إدارة ما يدعى بحديقة «عير دافيد» في حي وادي حلوة ، وبالتالي تحت إدارة جمعية ألعاد الاستيطانية بالإضافة إلى تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية وغرف استقبال للزوار وغرف تعليمية وإرشادية وقاعات ومحال تجارية ومعرض ومساحات لمكاتب إدارة «عير دافيد»، وموقف للسيارات بسعة 250 سيارة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المبنى يقع فوق شبكة من الأنفاق التي حفرها في وقت سابق الصهاينة المحتلون، ولم تفتتح أمام العامة حتى الآن، وتمتد من عين سلوان وتصل إلى حائط البراق ما يدعى «بحائط المبكى» في الجانب اليهودي حيث يتوقع أن يكون هناك محطة استراحة في هذا المبنى للزوار أثناء استخدامهم للنفق في حال تم افتتاحه، إذا علمنا كل ذلك فما نحن فاعلون عرباً ومسلمين؟!
هل سنبقى نتسول القرارات في المنظمات الدولية لكبح جماح هذا التهويد الذي يلتهم تاريخنا في المدينة المقدسة ويتحفز للانقضاض على المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. تساؤلات برسم كل القادة العرب والمسلمين الذين يمتلكون الكثير من الأوراق التي تجعل من دولة الاحتلال التفكير ألف مرة قبل مواصلة العبث اليهودي بالقدس وبمحيط المسجد الأقصى المبارك..
فقط لو أعلنوا عزمهم على العودة إلى سلاح المقاطعة، والإعلان عن استحضار كافة الخيارات لتحرير الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية التي لابد من إقامتها فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتخلي عن مقولة أن «السلام» والمقصود هنا «المفاوضات» هي «الخيار الاستراتيجي الوحيد»، لان السلام نتيجة لواحد من الخيارات، سواء المفاوضات وقد سدتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحماية أميركية غربية لا تقدر العواقب، أو بالخيارات الأخرى وهي عديدة وفي مقدمتها المقاومة الشعبية المسلحة.
فالاحتلال الإسرائيلي يواصل مشروعاته التهويدية ومن أبرزها إقامة هذه الحدائق التوراتية التهويدية التي تحاصر المسجد الأقصى والقدس، التي تترافق مع تدمير وطمس للمعالم الإسلامية والعربية الأثرية والتاريخية، وأنها تأتي ضمن مخطط شامل ينفذه الاحتلال لتطويق المسجد الأقصى بتسع حدائق توراتية.
فدولة الاحتلال الإسرائيلي وطالما أن العرب والمسلمين يكتفون بممارسة هواية الكلام فقط بكافة أشكالها ومستوياتها، والاختباء خلف أصابعهم، لن يضير المشروعات التهويدية والاستيطانية والتوسعية والعدوانية الإسرائيلية، بل العكس تماماً فهي تريد من العرب مواصلة حروبهم «الناعمة» مع الاحتلال، وحرصهم على ما يسمى «السلام العالمي».
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....