الأحد 11/مايو/2025

نتانياهو يرد الجميل إلى أوباما!

نتانياهو يرد الجميل إلى أوباما!

يظل أوباما بحاجة إلى نتانياهو أكثر من حاجة نتانياهو لأوباما، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي يسعى بقوة لإعادة ترشحه لفترة رئاسة جديدة يعتمد فيها على مفاتيح الأصوات ونفوذ “إسرائيل” في هذا المجال. ويلاحظ المراقبون أن العلاقات بين الرجلين تحسنت خلال العام الماضي بعد أن اتخذ أوباما موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران، ممتنعاً في الوقت ذاته عن بذل أي مساع أخرى لإحلال السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين.
وإذا كان هذا الموقف الانتهازي يدعونا إلى القول «لك الله يا فلسطين»، نتذكر بمرارة كيف باشر أوباما عهده الرئاسي حاملاً شعار رفض الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، لكن موقفه بقي يتراجع إلى أن أصبح متطابقاً مع موقف الحكومة الإسرائيلية. ولم يعد أوباما ينتقد استشراء العمليات الاستيطانية رغم علمه وقوله مراراً وتكراراً في السابق أن مثل هذه العمليات تقتل فرص السلام مع الفلسطينيين.
ويبدو الآن أن نتانياهو يريد رد الجميل للرئيس الأميركي في المسألة الإيرانية، وهذا ما بدا واضحاً إثر لقائهما في البيت الأبيض قبل يومين، حيث نسبت وكالات الأنباء إلى مصادر مقربة من محادثات القمة الأميركية ــ الإسرائيلية قولها إن نتانياهو أكد للرئيس الأميركي في لقاء مغلق بينهما أن “إسرائيل” لم تتخذ أي قرار بشأن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، وإنْ كان لم يُظهر أي مؤشر على التراجع عن عمل عسكري محتمل مستقبلاً.
لم تكن تصريحات نتانياهو حول عدم اتخاذ قرار بضرب إيران علنية بل أعطيت لأوباما كتطمين بأن “إسرائيل” لا تريد ــ وربما لا تستطيع في الواقع ــ شن هجوم انفرادي على إيران دون إسناد أو مساعدة أميركية. ونستطيع القول إنه فيما حقق نتانياهو انتصاراً كاملاً على أوباما حول الاستيطان، فقد حقق نصف انتصار في المسألة الإيرانية، حيث لم يضغط على أوباما، كما كان متوقعاً، لحمله على تهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان علني لضربها عسكرياً إذا واصلت برنامجها النووي.
وفضلاً عن قول أوباما لنتانياهو إن إيران ليست كوريا الشمالية، فقد اتفقا كما يبدو على معادلة تقوم على أساس أن الدولة العبرية لم تقرر بعد ضرب إيران فيما أيد أوباما ما وصفه حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها. وفيما أيد رئيس الحكومة الإسرائيلية الرأي القائل إن الضغط الدولي يتزايد على طهران، فقد حذر في الوقت ذاته من أن الوقت يضيق.
كذلك سعى أوباما الذي يواجه ضغوط عام الانتخابات من أنصار “إسرائيل” الأميركيين ومن مرشحي الرئاسة الجمهوريين، إلى طمأنة نتانياهو بأن الولايات المتحدة تبقي الباب مفتوحاً أمام الخيار العسكري ضد إيران.
وهكذا انتهت قمة أوباما ونتانياهو بصيغة «لا غالب ولا مغلوب» حيث وجد رئيس وزراء “إسرائيل” نفسه مضطراً لمجاراة الدولة العظمى والمجتمع الدولي في المسألة الإيرانية.
صحيفة الوطن القطرية 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات