مداولات صهيونية لضرب إيران تشمل: مرور الطائرات المهاجمة ومعضلة الوقود

أكد “آرييه هيرتسوغ” رئيس إدارة الدرع الصاروخي في وزارة الحرب الصهيونية أنّ منظومة “حيتس” قادرة على حماية الكيان من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى من طرازي “شهاب” و”سجيل”، وهي جاهزة تماما من الناحية العملياتية لاعتراض رشقات الصواريخ، رغم أن الوقاية من الاعتداءات الصاروخية بنسبة 100% أمر مستحيل.

من جهتهم، توقع مسئولون عسكريون في واشنطن ألا تكتفي طهران بإطلاق صواريخ على “تل أبيب” رداً على هجوم محتمل، مرجحين أنّ يشمل ردها عمليات معادية ضد أهداف مدنية وعسكرية أمريكية، من بينها القوات الأمريكية في أفغانستان، رغم أنهم لا يتوقعون قيامها بهجمات عسكرية مباشرة على أهداف أمريكية لأن طهران لا تريد خوض حرب معها مباشرة.

لكن “مارتن ديمبسى” رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أنّه لم ينصح “إسرائيل” بعدم شن هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي، لكن حديثنا معهم دار فقط بشأن التوقيت.. مسألة التوقيت، خلال زيارته القصيرة للكيان في شهر يناير الماضي، ولقائه برئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” ووزير الحرب “إيهود باراك”، ورئيس أركان الجيش “بيني غانتس” ورئيس الكيان “شمعون بيريس”.

في ذات السياق، أوضحت محافل عسكرية صهيونية أنّ التهديد المحتمل من وجود إيران نووية يشكل أحد التحديات التي تشغل بال المخططين العسكريين في الكيان بشكل كبير، وأدى بشكل كبير لتطور القدرات في سلاحي الطيران والدفاع الجوي في السنوات الأخيرة، حيث اشترت القوات الجوية 125 طائرة حربية من طرازي إف-15وإف-16، المزودة بأحدث أجهزة الطيران الإلكترونية، وخزانات إضافية للوقود صممت لتوجيه الضربات الجوية لأهداف بعيدة عن الكيان.

كما اشترى الكيان قنابل متطورة يمكنها اختراق التحصينات، وطور أعدادا كبيرة من الطائرات بدون طيار ، بينما ركز تدريبات سلاحه الجوي على المهام طويلة المدى، حيث تمتلك “إسرائيل” سجلاً طويلاً في توجيه ضربات استباقية ضد أهداف نووية في المنطقة، لكن الضربة المحتملة ضد إيران لن تكون كسابقاتها ضد الهدفين العراقي والسوري سابقا، حيث وجهتا ضد أهداف فوق الأرض،وظهرت بشكل مفاجئ.

أما الضربة المحتملة ضد إيران فيجب أن تراعي عدة مشاكل، منها النطاق، وتعدد الأهداف، وطبيعة الأهداف، وكثير من هذه المشاكل تمثل صعوبة بحد ذاتها، وعند وضعها معا، تزيد من تعقيد التحديات التي يواجهها المخططون العسكريون في “إسرائيل”.

وأضافت: الطريق من “إسرائيل” إلى إيران طويلة للغاية، ويقع العديد من الأهداف المحتملة على بعد 1500-1800كم، بما يساوي 930-1120 ميلا تقريبا، ولذا، ستحتاج الطائرات الحربية أن تصل إيران، وبنفس القدر من الأهمية، تعود مرة أخرى، وهناك 3 طرق ممكنة على الأقل:

1. الطريق الشمالي: حيث يمكن للطائرات الصهيونية أن تتوجه نحو الشمال، ثم نحو الشرق بطول الحدود بين تركيا وسوريا، ثم بين ثم تركيا والعراق.

2. الطريق المركزي: مما يجعل احتمالية لمرور الطائرات فوق العراق، وبعد رحيل القوات الأمريكية منه، ستكون بغداد أقل قدرة على رصد ومراقبة مجالها الجوي، مما يفتح الباب بشكل فعال أمام توغل صهيوني في الأجواء العراقية.

3. الطريق الجنوبي: حيث ستمر الطائرات عبر المجال الجوي للمملكة العربية السعودية.

لكن السؤال: هل ستغض السعودية الطرف عن هذا التحرك، مع الأخذ في الاعتبار وجود مخاوف لديها بشأن البرنامج النووي الإيراني؟ وهل يمكن للطائرات الصهيونية أن تتخذ نفس الطريق عند العودة؟ لكن الأهم من هذا السؤال أنه مع هذه المسافة الطويلة، فإن الطائرات ستحتاج للتزود بالوقود في طريقها.

مجلة “بمحانيه” العسكرية، 4/3/2012