عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الأسيرة هناء الشلبي .. أعلنت حرباً

ماهر حجازي

لم يكاد الأسير الشيخ خضر عدنان، ينهي معركته مع السجان الحاقد، بنصر أعزه الله به، مع إخوانه الأسرى في سجون البغي الصهيوني، إلا وبدأت معركة جديدة على طريق الحرية، والانعتاق من القيد.

معارك الأسرى اليوم، يطلق شرارتها أسرى فلسطين ضد المحتلين، هم من يبدأون القتال بأمعائهم الخاوية، سلاحهم الأقوى في وجه الوحشية واللاإنسانية، والنفوس الحاقدة ضد كل شيء ينتمي لفلسطين.

معركة الأسرى اليوم، أعلنتها الأسيرة هناء الشلبي من جنين، بدأت حربها لذات السبب الذي خاض من أجله الأسير خضر عدنان اضرابا عن الطعام لأكثر من 60 يوما متواصلة، وهو الاعتقال الإداري، الذريعة الواهية التي يتحجج بها السجان، للإبقاء على الأسير الفلسطيني أطول فترة مدفونا في قبوره الموحشة وزنازينه السوداوية.

الأسيرة هناء الشلبي دخلت في الإضراب المفتوح عن الطعام، منذ اعتقالها في السادس عشر من شهر شباط الجاري، رفضا لقرار تحويلها إلى الاعتقال الإداري، الذي يمثل شيكا مفتوحا في سنوات الأسر، مع العلم أنها أسيرة محررة ضمن الدفعة الأولى من صفقة وفاء الأحرار المشرفة.

اليوم يمضي على اضراب الأسيرة هناء أكثر من عشرة أيام، وإلى الآن لم نسمع من يتحدث عنها، ولا من يقف إلى جانبها، هل سننتظر إلى اليوم 31 لتبدأ الحملة الشعبية والاعتصامات التضامنية، أم تنتظر السلطة الفلسطينية إلى اليوم 55 لتتحرك وتخرج عن صمتها الذي شجع الاحتلال على انتهاك حقوقنا، كما حدث مع الأسير خضر عدنان.

إن انتصار الشيخ خضر عدنان، يشكل بارقة أمل ودليلا على أن سلاح المعدة الخاوية، والدعم الشعبي والرسمي لهذا الإضراب المشروع، سيحقق النصر المظفر لأسرانا، ضد وحشية مصلحة السجون الصهيونية.

وهنا دعوة ونداء وصرخة إلى كل حي وصاحب نخوة، إن كان الأسير عدنان رجلا وانتفض الشعب الفلسطيني نصرة له، حتى العالم الإسلامي، فماذا يجب أن يكون موقفنا أمام أختنا الحرة هناء الشلبي، وهي تخوض معركتها وحيدة في مواجهة الذئاب الصهاينة.

هي دعوة إلى الجيش الالكتروني الفلسطيني، إلى حملة تضامنية مع الأسيرة هناء الشلبي، عبر أثير الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بنقل أخبار إضرابها، وصورها، وعبارات التأييد والتضامن معها، والدعوة إلى اعتصامات جماهيرية، واطلاق صفحة خاصة بها عبر الفيس بوك.

أما المؤسسات الحقوقية، والصليب الأحمر فهي مطالبة بالتحرك العاجل لإنقاذ الأسيرة الشلبي، والضغط على الاحتلال الصهيوني للإفراج الفوري عنها، وعن جميع الأسيرات الفلسطينيات.

ولهذه السلطة في رام الله، نطالبها بالكف عن ملاحقة واعتقال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني، في صفقة وفاء الأحرار، فكيف نعيب على الاحتلال أن يعيد اعتقال المحررين أيمن الشراونة وأيمن عواد، في حين هذه السلطة التي هي من دمنا ولحمنا، تفعل ذلك، نعيب العدو والعيب فينا.

ختاما، هي حرب ونهج اختطه الأسرى بأمعائهم الخاوية، فما أن انتهت حرب أسير، أشعلها أخر، وهكذا حتى نيل حريتهم..اليوم بدأت هناء حرباً، وغدا ستنتصر بإذن الله، فليكن لنا دور في هذا النصر المبين.

…………..

كاتب وإعلامي

باحث في قضية الأسرى واللاجئين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات