هكذا كانت المقدمات والبدايات..!.

بقيت الأرض على مدى العقود الماضية عنوان القضية والصراع والمستقبل هكذا كانت منذ البدايات الأولى للصراع العربي – الصهيوني وهكذا استمرت وبقيت العنوان العريض والكبير والاستراتيجي لكل ما يجري هناك على أرض فلسطين العربية من صراعات وصدامات ومواجهات.
فالحرب على الأرض حملت معها دائماً كل العناوين وكل العناصر والأبعاد الأخرى المتعلقة بالعقيدة واليهودية والانتماء والتاريخ والحضارة والجغرافيا والمستقبل.
فالصراع – صراع وجود في الرؤية الاستراتيجية وليس صراع حدود – وهو صراع على الأرض كل الأرض.. هكذا كانت المقدمات.. وهكذا كانت التطورات على مدى سنوات الصراع الماضية.
وعلى ذلك لم تكن عملية تأجيل بحث الملفات والقضايا الجوهرية الكبيرة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية في الأرض والهوية والسيادة والدولة عفوية وعبثية وبلا دراسة إسرائيلية معمقة!
فإذا اعتبرنا قضية اللاجئين الفلسطينيين الأكثر جوهرية وتفجراً كونها تتعلق بالأرض والسيادة وإذا اعتبرنا قضية القدس ثانية بعد قضية اللاجئين لما تنطوي عليه من حساسية دولية نظراً لمكانتها الحضارية والدينية فإن قضية الاستيطان اليهودي في حقيقة الأمر لا تقل أهمية وخطورة وتفجراً عن القضايا الأخرى.
فالاستيطان عدوان على الأرض وتهويد لها ويأتي على حساب الأرض والسيادة والوجود العربي وهو بمثابة الخنجر الذي يقطع أوصال الوحدة الجغرافية والسكانية الفلسطينية في الضفة والقطاع إلى أجزاء وأشلاء وجيوب بانتستونية.
والاستيطان يكمل منذ مرحلة ما قبل قيام الدولة الصهيونية ثنائية “الأرض والهجرة” في الاستراتيجية الصهيونية الإسرائيلية فإن كانت التنظيمات الإرهابية الصهيونية قد ربطت ثلاثية “الأرض والهجرة والاستيطان” ونفذتها في فلسطين بالاستيلاء على أكبر قدر من الأرض واستقدام أكبر عدد من المهاجرين والمهجرين اليهود وبناء وزرع المستوطنات فيها فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعد إقامة الدولة الإسرائيلية واصلت ذات السياسة والنهج والبرامج الاستراتيجية الرامية للسيطرة التامة على الأرض وزرعها بالمهاجرين والمستوطنات بكل الوسائل والأساليب المتاحة لها.
وفي الحقيقة لم تنقطع ولم تتوقف هذه الاستمرارية الاستيطانية على مدار السنوات الطويلة السابقة ولا في أية مرحلة حتى في ظل عملية السلام الجارية منذ مدريد فأوسلو…!
وعملياً منذ بداية القرن التاسع عشر “كانت فلسطين هدفاً لأطماع المستعمرين الأوروبيين وفي طليعتهم بريطانيا وفرنسا خاصة بعد شق قناة السويس كما سبق للقائد الفرنسي نابليون بونابرت على زعماء اليهود إقامة دولة يهودية لهم في فلسطين تحت حماية فرنسا لكنهم رفضوا عرضه آنذاك- وكالات الأنباء التاريخ: 24-10-2010” وبدعوى المحافظة على رعايا الدول الأوروبية في الدولة العثمانية خاصة في فلسطين وخاصة أثناء مواسم الحج إلى القدس لقد بدأت الهجمة اليهودية بالهجرة الأولى 1881 إلى فلسطين بعد اغتيال قيصر روسيا “اسكندر الثاني” واشتراك فتاة يهودية في اغتياله وقيام مذبحة ضد اليهود في روسيا تكررت أكثر من مرة ما سبب هجرة الملايين من اليهود من روسيا إلى الخارج وهنا تألفت عدة جمعيات صهيونية مدعومة من المستعمرين البريطانيين والفرنسيين والأميركيين وغيرهم لتحويل هجرة اليهود إلى فلسطين بدلاً من أميركا والدول الأوروبية ومن هذه الجمعيات عرفت باسم “حوفيفي صهيون” أي أحباء صهيون وبدعم من الثري اليهودي الفرنسي البارون روتشيلد الذي دفع مبلغ 40 مليون فرنك فرنسي إضافة إلى مليوني فرنك جمعتها جمعيات أحباء صهيون كدفعة أولى لصرف على هجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة المستوطنات الصهيونية فيها.
وتمكنت هذه الجمعيات الصهيونية من تحويل عدد لا يتجاوز 25 ألف يهودي إلى فلسطين بهجرتهم الأولى وأقامت لهم مستوطنات بأموال البارون روتشيلد وإشراف جمعية حوفيفي صهيون التي كان هدفها استيطان فلسطين بدعوى إحياء اللسان العبري والتراث اليهودي ومن أبرز أقطاب الحركة الحاخام زفي هيرش كالشير 1795 – 1874 الذي دعا إلى استيطان فلسطين بمساعدة دولية عن طريق إنشاء منظمة أو شركة تقوم بشراء الأرض الزراعية.
وعقدت جمعيات أحباء صهيون أول مؤتمر يهودي عالمي عام 1884 -أي قبل 13 عاماً من مؤتمر هرتزل في بال بسويسرا عام 1897- في “ماتوفتز”في ألمانيا وانتخب د. ليو بنسكر رئيساً للمؤتمر ودعت إلى الاستيطان في فلسطين.
وفي العام 1896 نشر هرتزل الزعيم الصهيوني المعروف كتابة بعنوان “دولة اليهود” وصف فيه خطته والأدوات والوسائل التي يريد استخدامها لاستيطان فلسطين.
وقد حقق هرتزل تشكيل أدوات الاستعمار الصهيوني المطلوبة فتألفت جمعية اليهود باسم “لجنة العمل” وقد أوجدها المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بال بسويسرا بزعامة هرتزل 1897 وتألفت الشركة اليهودية تحت اسم البنك الاستعماري اليهودي والذي وعد بتأمين هجرة واستيطان اليهود ومتابعة حالهم بعد وصولهم واستيطانهم أرض فلسطين وقد سجل المؤتمر أن هدف الصهيونية هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام وكان أول بنود برنامج بال لتحقيق هذا الهدف تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين وفقاً لخطوط مناسبة.
ومنذ ذلك الزمن وحتى اليوم يسابق المشروع الصهيوني الزمن في الاستيطان الزاحف بهدف تهويد فلسطين بكاملها.
وعملياً نتابع ونشاهد أن الجرافات الإسرائيلية وحرب الاستيطان تسابق وتسبق “حرب المفاوضات والتسوية” كما يسميها البعض المتفائل ما يدعونا إلى التساؤل حول حقيقة حول الآفاق المتاحة أمام المتفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل قضية الاستيطان وحول الصياغة والصيغة النهائية لخريطة الاستيطان اليهودي في إطار التسوية الدائمة!
صحيفة العرب اليوم الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

اتحاد نقابات عمال النرويج يقرر فرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام قرر الاتحاد العام لنقابات عمال النرويج (LO) فرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال الإسرائيلي، وحظر التجارة والاستثمار مع...