حتى لا تنتهي الحرب

لم يكن إضراب الأسير الفلسطيني خضر عدنان عن الطعام مرتبطاً بأهداف شخصية، حتى ولو أن تعليقه تم بعد نيله وحيداً قرار عدم تجديد اعتقاله الإداري. خضر عدنان حارب وحيداً عن عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون الاعتقال الإداري، غير المرتبط بتهم معينة، والذي قد يستمر لسنوات.
مصير عدنان كان من الممكن أن يكون مماثلاً لعشرات مثله في السجون “الإسرائيلية” من دون اتهام، إلا أنه أبى واختار خوض معركة الأمعاء الخاوية. معركة لم تكن مرتبطة بقضيته فحسب، فهو منذ اليوم الأول رفع راية مكافحة “الاعتقال الإداري” على أمل أن ينضم إليه آخرون يعيشون مثل معاناته.
لكن الأيام مرّت طويلة، من دون أن يلقى تحرك الأسير الفلسطيني أي أصداء لا في داخل الحركة الأسيرة ولا خارجها، حتى الإعلام الفلسطيني، ومن ثم العربي، لم يهتم للقضية إلا في مراحلها المتقدمة، وتحديداً بعد مرور أكثر من أربعين يوماً على إضراب عدنان وخسارته لأكثر من 35 كيلوغراماً من وزنه.
خضر عدنان حارب وحيداً في البداية، قبل أن يشاركه أسرى آخرون في الأيام الأخيرة، مسيرة الإضراب تضامناً معه، وليس تأييداً للمطلب الأساس الذي رفعه، ألا وهو مواجهة سيف الاعتقال الإداري المسلط فوق رقاب ملايين الفلسطينيين في الداخل المعرضين للتوقيف في أي لحظة، والمكوث في السجون لأشهر وسنوات.
عدنان أنهى إضرابه بصفقة بين محاميه والنيابة العامة “الإسرائيلية” التي قررت عدم تمديد اعتقاله الإداري، بعدما وصل إلى مرحلة لم يعد معها قادراً على المضي في معركته، وإلا كان الاستشهاد مصيره.
خضر عدنان انتصر لنفسه، لكن كثيرين آخرين بإمكانهم أن يكملوا المسيرة من بعده. الرجل استطاع للمرة الأولى أن يضع هذه الحال في دائرة الاهتمام العالمي، وبات اسمه يتردد في كثير من وسائل الإعلام الغربية، التي لم تكن تعرف من الأسرى في السابق إلا اسم جلعاد شاليت. خضر عدنان فتح الطريق أمام آخرين لمواصلة الكفاح، فمن غير المعقول أو المقبول أن يطلب من رجل واحد أن يواجه وحيداً الإجراءات التعسفيّة “الإسرائيلية”. كثيرون غيره يعيشون الحال نفسه، قد يكون الوقت حان لهؤلاء لتسلّم الراية والمضي في الحرب، التي حقق عدنان النصر في معركتها الأولى.
خضر عدنان سيخرج إلى الحرية معزّزاً مكرّماً، لكن تضحياته يجب ألا تذهب سدى، الاهتمام الإعلامي العالمي لا بد أن يتواصل، لا بد من إظهار أن في الأسر آلاف المعتقلين الفلسطينيين التواقين إلى حرية. إضراب خضر عدنان يجب ألا يتوقف، وعلى “الحركة الأسيرة” فتح الباب لمعركة أخرى يكون النصر فيها أشمل.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...

صدمات نفسية تحول دون التحاق الاحتياط بجيش الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة إسرائيلية، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، الذين شاركوا بحرب الإبادة في...

الحوثي: أولويتنا إسناد غزة والعدو فشل باستهداف قدراتنا
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قائد جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، أن أمريكا و"إسرائيل" فشلتا في مواجهة القدرات...