الجمعة 09/مايو/2025

هل تنشب الحرب؟

هل تنشب الحرب؟

هل تنشب الحرب ضد إيران وهل تتحمل الولايات المتحدة حرباً ثالثة بعد أن شنت حربين على العراق وأفغانستان خسرت فيهما أكثر من «6300» قتيل و«46» ألف جريح وثلاثة تريليونات دولار؟ مثل هذه الأسئلة مطروحة بقوة هذه الأيام في الصحافة الأميركية التي تحاول إزاحة بعض الضباب الكثيف الذي يلف هذه القضية.

ورغم الحربين المذكورتين فإن رائحة البارود تفوح في أفق المنطقة استعداداً لحرب ثالثة محتملة. فقد وصل الحديث حول حرب بسبب الأزمة النووية الإيرانية إلى مستويات عالية في الأسابيع الأخيرة، حيث صعدت “إسرائيل” التهديد بالحرب فيما أصبح الساسة الأميركيون أشد عداء لطهران التي تتصرف بتحد عال تجاه الغرب و”إسرائيل”.

وبعد أن ارتفعت وتيرة الاتهامات المتبادلة بين إيران و”إسرائيل” بشأن التفجيرات والاغتيالات الأخيرة، يعتقد بعض المحللين كما تقول صحيفة «الهيرالد تريبيون» أن هناك خطراً حقيقياً بنشوب حرب حول إيران بمشاركة الولايات المتحدة. وتذكرنا الأحداث الحالية بالأصوات التي سبقت الحرب على العراق، لكن مصادر كثيرة تقول إن الصحف الغربية والإسرائيلية تبالغ في تصوير قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية تماماً كما كانت إدارة جورج بوش تبالغ في تصوير القوة العراقية.

وإذا كانت إدارة باراك أوباما تحاول تلطيف اللغة العدائية تجاه إيران، يسعى رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة إلى توجيه النصح إلى “إسرائيل” بعدم ضرب المواقع النووية الإيرانية مؤكداً أن طهران لم تقرر بعد ما إذا كانت تريد القنبلة النووية.

وتعتقد الصحافة الأميركية أن واشنطن تزن العرض الإيراني بتجديد التفاوض حول الملف النووي، ولكن الأحداث غير المتوقعة قد تخلف زخماً كما يعتقد الخبراء الذين يقول أحدهم إن الصراع المتمحور بشأن إيران يشبه أزمة الصواريخ الكوبية التي كان تفجرها سيؤدي إلى حرب نووية بين واشنطن وموسكو في ستينيات القرن الماضي. ويرى الخبير بأنه عندما تسخن الجبهة السياسية ولا تكون هناك سيطرة على الأحداث فمن الممكن أن تقع الحروب.

وتقول «الهيرالد تريبيون» إنه من خلال مراقبة إيران و”إسرائيل” والولايات المتحدة، يستطيع المرء أن يشاهد الأطراف المعنية وهي تتجه بالتدريج نحو الصدام. لكن الخطير في الموضوع هو الدور الإسرائيلي المركزي، حيث ترى الدولة العبرية في السلاح النووي الإيراني تهديداً حقيقياً لوجودها كدولة، وتقول وهي في حالة رعب إن المنشآت النووية الإيرانية ستصل قريباً إلى أعماق لا تستطيع القنابل أن تصيبها تحت الأرض.

وفي واشنطن وجهت مجموعة من الجمهوريين والديمقراطيين رسالة إلى أوباما تقول فيها إن أي محادثات جديدة مع طهران ستلفت الانتباه بعيداً عن شراء إيران الوقت لتطوير القنبلة النووية. وفي استطلاع جديد للرأي فإن حوالي «60%» من الأميركيين يؤيدون استخدام القوة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات