الخميس 08/مايو/2025

مبتدعة الاغتيال وجرائمه

مبتدعة الاغتيال وجرائمه

منطقتنا العربية لم تعرف جرائم الاغتيال قبل أن تجيئ بها العصابات الصهيونية الوافدة إلى فلسطين وذلك منذ أعلنت هذه العصابات مسؤوليتها عن اغتيال المبعوث الدولي الكونت برنادوت في العام 1948 ومن قبله اغتيال اللورد “موين” السياسي البريطاني في القاهرة في العام 1944 حيث أثبت الصهاينة الانحياز إلى شرورهم عندما أصبح الاغتيال السياسي منذ تلك الأيام وحتى يومنا هذا.. امتيازاً إسرائيلياً لا يجوز استخدامه من قبل الغير وإلا اكتسب صفة الإرهاب المطلوب محاربته لمصلحة القاتل.

في إطار حملة تشويه الآخر استغربت “إسرائيل” عدم تنديد العالم بمحاولات اغتيال مزعومة ضد عدد من العاملين في سفاراتها في الهند وجورجيا وتايلند بعد أن كتبت سيناريو هذا الاتهام وألحقته بحملة تشويه مفتعلة ضد إيران مستثمرة بذلك خوفها الأزلي من أي قوة ناهضة في المنطقة تعتقد أنها تشكل خطراً داهماً على وجودها الطارئ في المنطقة.

المحاولة الإسرائيلية من وراء هذا الادعاء الساذج والمفتعل أثار حتى الصحف الإسرائيلية لما يحمله الإدعاء من تناقض صارخ أوقعت “إسرائيل” نفسها فيه، وقالت إن قتل العلماء الإيرانيين لم يكن أقل إرهاباً لذا يجب على العالم أن يندد بها لا كما طالب نتنياهو ألا يتم التنديد بعمليات اغتيال أخرى تقوم بها “إسرائيل” وتساءلت هذه الصحف هل توجد حقاً دولة رفيعة الشأن يجوز لها الاغتيال كما تشاء في حين لا يجوز لغيرها؟

“إسرائيل” هي التي ابتدعت جريمة الاغتيال وأعطت لنفسها الحق في جر العالم إلى تلك الحلقة الوحشية الدموية بحروب الاغتيالات بشرط أن تقوم هي بها لأنها معجبة بها وتهتف بها على الأقل بالنسبة لمبلغ فائدتها بالنسبة لها وحسب تقرير متحفظ أوردته منظمة بتسليم الحكومية، فقد اغتالت “إسرائيل” منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية فقط وحتى الهجوم على قطاع غزة في أواخر عام 2008 اغتالت 228 فلسطينياً على الأقل وإلى جانبهم أكثر من 150 فلسطينياً من النساء والأطفال الذين قتلوا بلا ذنب.

هذا (اللفيف) اليهودي المتجمع في فلسطين يحمل معه كل عناصر الشر الشيطاني وطبيعته الملعونة في تسويغ جرائم قتل الإنسان لا لشيء إلا لإشباع رغبة القتل الموروثة في نفوسهم فعندما اغتالوا عماد مغنية ومحمود المبحوح كان تفسيرهم الشيطاني أنهم أنقذوا بذلك عشرات الإسرائيليين من الموت لكنهم في حقيقة الأمر عرضوا مئات غيرهم للمصير نفسه، وأن من أعجبه من الإسرائيليين عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين تجاهل أنهم يجرون العالم إلى حلقة الاغتيال الجهنمية فضلاً عن أن عملية الاغتيال بحد ذاتها لا فائدة منها لأن أي اغتيال لعالم واحد يأتي ثلاثة علماء بدلاً منه فهل أن فشل مسرحية محاولات اغتيال إسرائيليين من شأنها أن تخفف من انزلاق “إسرائيل” أكثر فأكثر في لعبة الدم التي تقودها في المنطقة وفي العالم؟؟

كاتب فلسطيني

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات