الثلاثاء 13/مايو/2025

أزمة صهيونية.. كتاب يرصد نقاط قوة وضعف اليهود

أزمة صهيونية.. كتاب يرصد نقاط قوة وضعف اليهود
تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن أحد الكتب الجديدة التي أصدرها بيتر بينارت المؤلف اليهودي والذي أكد فيه أن القضية الحقيقية التي تبرز أمام اليهود اليوم ليست في ضعفهم أو الأساليب اللازمة لمواجهة ذلك بل في مقتضيات القوة، ورفض استغلال معاناة اليهود على مدار التاريخ من أجل فرض نفوذهم والسيطرة على الفلسطينيين.

ونقلت الصحيفة عن بينارت ما ذكره في كتابه “أزمة الصهيونية”: “إنهم يطلبون منا تخليد قصة معاناة تتجنب القضية المركزية لليهود في عصرنا الحاضر ألا وهي: كيف لنا أن نستخدم القوة اليهودية بشكل أخلاقي؟”.

كما نقلت الصحيفة عن صحافي يهودي آخر يدعى روجر كوهين معلقا على الكتاب قائلا في عموده الأسبوعي بالصحيفة: “إن اليهود ظلوا طوال 45 سنة من الآن يمارسون تلك القوة على ملايين الفلسطينيين المحرومين من أي حقوق للمواطنة، والذين يعانون من كل أشكال الإذلال لشعب محتل”.

وأضاف “أن الولايات المتحدة -الحليف الدائم لإسرائيل- هي موطن لجالية يهودية لم تنعم يوما بمثل هذا التوحد والنفوذ الذي تتمتع به الآن، في وقت ينصبّ فيه تركيز الدول العربية “المضطربة” على تغيير أوضاعها لا على إسرائيل، بينما تبدو سوريا -حليف إيران الرئيسي في المنطقة- على شفا الهاوية.

 بيد أن الخطر الأعظم الذي يحدق بإسرائيل -بحسب الصحيفة- يكمن في أنها لا تغتنم فرص اكتساب القوة أو تجاوز إيران عسكريا بمبالغتها في الركون لدور الضحية، وليس في ضربة قاصمة قد يوجهها لها أي تحالف للأعداء.

وكما يسرد بينارت في كتابه، فإن المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، التي تتحكم في أجندتها في أغلب الأحيان حفنة من المتبرعين الأثرياء، ظلت على وجه العموم تدافع بغير تمييز عن إسرائيل. ويقتبس مؤلف الكتاب عبارة مدير الرابطة المناهضة للتشهير أبراهام فوكسمان التي قال فيها “الديمقراطية الإسرائيلية تقرر واليهود الأميركيون يدعمون”.

ويقول كوهين: إنه من السهولة بمكان إلقاء اللوم على الفلسطينيين، وهي حيلة كان من شأنها أن تكون لها مصداقية أكبر لو أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أظهرت قدرا ولو قليلا من الاهتمام بإرساء السلام لكنها لم تفعل.

ونقلت الصحيفة عن بينارت ما ذكره في كتابه: “إن إسرائيل لا تعاني من مشكلة علاقات عامة، بل من مشكلة سياسات؛ إذ لا يمكنك الترويج للاحتلال في حقبة ما بعد الاحتلال”. إن الاحتلال بطول عهده يعني حسب عبارة الرئيس باراك أوباما أن “حلم قيام دولة يهودية وديمقراطية لن يتحقق”.

ولعل ما لم يتفطن إليه نتنياهو والمنظمات اليهودية الأميركية الكبرى كما ورد في كتاب بينارت أنه “كلما باتت الصهيونية أقل ديمقراطية في التطبيق، شكك مزيد من الناس حول العالم في شرعيتها”. ويرى بينارت أن “إسرائيل دولة ديمقراطية داخل الخط الأخضر لكنها عرقية الطابع في الضفة الغربية، وهي بلد يتمتع فيه اليهود بحق المواطنة بينما الفلسطينيون محرومون منها”.

معاريف، 19/2/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات