الأحد 11/مايو/2025

كيان عنصري إرهابي

كيان عنصري إرهابي

لم يفاجئنا نتنياهو والمتطرفون الصهاينة. بسقوطهم الأخلاقي، وسقوط أقنعة الزيف والكذب. التي طالما أخفت حقيقتهم القاتلة. فسارعوا إلى الإعراب عن فرحتهم وابتهاجهم بمقتل وإصابة “60” طفلاً فلسطينياً في حادث سير مروع.

لم يفاجئنا زعيم العصابات الصهيونية وهو يتمنى الموت للعرب كل العرب… ولم يفاجئنا سلوك قوات العدو وهو تمنع وصول سيارات الإسعاف والإنقاذ إلى موقع الحادث.

لم يفاجئنا كل هذا وأكثر منه…!!

فهذه العصابات هي نتاج مجتمع العنصرية والكراهية… نتاج الإيديولوجية الصهيونية. التي اعتبرتها الأمم المتحدة إيديولوجية عنصرية عام 1974، لا تعترف بالآخر. وتقوم على القتل وارتكاب جرائم التطهير العرقي وحروب الإبادة.

ألم تقم بارتكاب أكثر من مجزرة ومذبحة منذ إنشاء الكيان الصهيوني وإلى اليوم. كما يقول د. أبو ستة، وتدمير أكثر من 520 قرية فلسطينية وإزالتها عن وجه الأرض عام 1948، لإقامة مستعمرات عليها. وتهجير “750” ألف فلسطيني من وطنهم إلى أربعة أرجاء المعمورة ؟؟

ألم يفت حاخامات جيش العدو بقتل أطفال غزة إبان العدوان عليها، وسحق الفلسطينيين خلال العدوان على لبنان عام 1982. باعتبارهم صراصير؟؟!!

أليس هم من حول الشعب الفلسطيني في غزة إلى رهائن. وحول المعتقلين إلى فئران مختبرات، وأطلق الكلاب البوليسية على النساء في المعابر لترويعهن؟؟!!

جرائم كثيرة لا تحصى ولا تعد، وليس لها مثيلاً في سجلات النازية والفاشية…. ولكن الغريب. والعجيب أن حلفاء هذا العدو. ونعني واشنطن بالذات، لا تزال تغمض عينيها وتسد أذنيها، وتصر على التحالف مع هذه الدولة المارقة الإرهابية، وحمايتها. لتبقى القلعة الأقوى في المنطقة، والجيش المدجج بالأسلحة النووية.

نفهم ذلك ونعي أسبابه.. فنشأة أميركا و”إسرائيل” واحدة.. كلتاهما استولت على أرض الغير بالقوة، فالأميركيون الأوائل استباحوا دم أكثر من “30” مليون هندي أحمر، وعصابات الهاغناه وشتيرن وليحي والأرغون الصهيونية قتلت آلاف الفلسطينيين ودمرت قراهم. وطردت “750” ألفاً من وطنهم. ليصبح عدهم اليوم حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين في أربعة رياح الأرض.

وفي هذا الصدد فلا بأس من التذكير باستراتيجية واشنطن في المنطقة والقائمة على السيطرة على النفط، وضمان وصوله إليها وإلى أصدقائها وحلفائها، وبقاء “إسرائيل” دولة قوية. لا بل الأقوى من العرب جميعاً، ومن أجل هذا فإن واشنطن مستعدة لعمل كل شيء. فضربت المشروع النهضوي العربي، الذي كان يقوده عبد الناصر، وأجهضت كل أشكال الوحدة ومشاريع التكامل الاقتصادي. وتعمل على تصفية القضية الفلسطينية. وها هي تحاصر الربيع العربي.

باختصار… تصريحات نتنياهو لم تضف جديداً، ولكنها تذكر العرب والسلطة الفلسطينية، وفي هذا الوقت بالذات، بعد أن فقدوا البصر والبصيرة. واعترفوا بعدو إرهابي عنصري قاتل، بضرورة العودة بالصراع إلى المربع الأول، كصراع وجود لا صراع حدود. كسبيل وحيد للجم العدوان. واستئصال المشروع الصهيوني المعادي للأمة.

[email protected]

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات