إغراق غزة بالظلام استهتار بالعرب

محاولة إغراق قطاع غزة في الظلام بمشافيها وبيوتها وشوارعها ليست مجرد جريمة أخلاقية لا إنسانية تستسيغ العقاب الجماعي الشامل لأهالي القطاع، بل هي استهتار بالعرب جميعاً الذين يرون بأم أعينهم إخوتهم في العقيدة والقومية تُمارس ضدهم هذه الجريمة النكراء وهم عاجزون عن نصرتهم، يسمعون أنين المرضى في مستشفيات القطاع وهم يلفظون الأنفاس دون أن يحركوا ساكناً.
التساؤلات تتزايد عن مدى جدوى الجامعة العربية العاجزة عن اتخاذ قرار برفع الحصار، والتي اعتمدت مشروعاً للربط الكهربائي العربي منذ عامين دون إدراج قطاع غزة فيه، وعن مسؤولية العرب الدينية والأخلاقية في المبادرة إلى إنارة القطاع وإنقاذ المرضى وتسهيل حياة الفلسطينيين في القطاع خاصة بعد الثورة التي أطاحت بالنظام البائد الذي كان شريكاً للكيان الصهيوني في حصار غزة، وإذا كان مفهوماً أن تخلي سلطة رام الله عن مسؤوليتها اتجاه إنارة القطاع بسبب استلاب الإرادة والرضوخ لإملاءات الكيان الصهيوني، فإن الصمت العربي عن هذه الجريمة اللاأخلاقية بعد ثورات الربيع العربي، وإغلاق العيون عن مسيرة الشموع الطلابية في القطاع، لم يعد مستساغاً بل هو محاولة للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل تلك الثورات.
إن هذا التقاعس يشير إلى أن التحرر من التبعية لم ينجز بعد، وأن الآمال الشعبية في أن تستعيد الأمة العربية دورها وأن تفرض نفسها كعامل مؤثر في أوضاع المنطقة وتفرض على العالم احترام إرادتها الحرة المستقلة، ما زالت في نفق مجهول، فلو تحققت تلك الآمال لما استهتر الكيان الصهيوني بالعرب جميعا فواصل التهام القدس وأراضي الضفة الغربية وفرض إملاءاته على سلطة رام الله التي رضخت لشروطه بتأجيل إمداد القطاع بالكهرباء، ولسارع العرب إلى إنقاذ القطاع من الجريمة اللاأخلاقية والعقاب الجماعي القاسي الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هناك لا لشيء سوى لتمسكه بثوابته الوطنية وحقوقه التاريخية وبخيار المقاومة المشروعة للعدوانية الصهيونية المتواصلة ضده.
إن هذه المحاولات الصهيونية التي مبعثها الأساسي الانتقام من القطاع الصامد الذي أفشل كل محاولات الكيان الصهيوني إذلاله وتدجينه وتمسك بإباء عال بإرادته التحررية تستوجب على العرب جميعا الوقوف إلى جانبه وتعزيز صموده، أما تقاعس سلطة رام الله عن مسؤوليتها في إنارة القطاع المحاصر رضوخاً لضغوط إسرائيلية فإنه يضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقيتها في تحقيق المصالحة الوطنية وجديتها في تنفيذ اتفاقيات القاهرة وإعلان الدوحة.
ولعل الأسباب الحقيقية لهذا العقاب الجماعي اللاأخلاقي هي رغبة نتانياهو في تحقيق مكاسب انتخابية جديدة من خلال التصعيد بمختلف أشكاله ضد القطاع، فرغم نجاحه في انتخابات التجمع (الليكود) التمهيدية المبكرة فإن ضعف المشاركة فيها والتي لم تزد على 40% وحصول منافسه فيجلين على 25% من أصوات المشاركين رغم عدم فتح عملية الاقتراع في المستوطنات التي تشكل القاعدة الأقوى لفيجلين، أشار إلى حالة أزمة شديدة داخل الليكود يسعى نتانياهو للهروب منها من خلال تصعيد العداء للقطاع، كما أن مؤتمر هرتسليا الصهيوني أبقى احتمالات الحسم العسكري لجميع الملفات مفتوحة.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...