الأسير البطل خضر عدنان

الشيخ خضر عدنان هو نموذج للمقاوم الوطني الفلسطيني في سجون العدو الصهيوني. فهو يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام للشهر الثالث على التوالي (والإضراب مفتوح ومستمر حتى كتابة هذه المقالة لا يتناول غير الماء فقط)، وإضرابه هو أطول إضراب لكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عام 1967 وحتى اللحظة.
قرأت مقالات كثيرة عنه فمن عرفوه يشيدون بدماثته وصلابته وصبره وهو غير متعصب لحركته، يجادل بهدوء ولا يفرض رأيه على أحد، مستمع جيد لمحدثيه، فلسطيني عربي وطني وقومي حتى النخاع. جرى اعتقاله منذ سنوات طويلة، وأوقفته “إسرائيل” بموجب الاعتقال الإداري بمعنى يُسجن لفترة 6 أشهر وقبل انتهائها يجري تمديدها وهكذا دواليك، فيقضي في السجن عشرات السنين في سجنه دون توجيه تهمة له، وفقط لمجرد الشك فيه. هذا القانون هو من مخلفات الاحتلال البريطاني الغاشم لفلسطين، و”إسرائيل” تعتقل كثيرين من الفلسطينيين بموجبه.
الشيخ خضر أعاد إلى الأذهان الإضراب السابق الذي قام به سجناء تنظيم فلسطيني احتجاجاً على العزل الانفرادي وقد استمر مدة 23 يوماً وكان مرشحاً للاستمرار لكن سلطات السجون وبطريقة غادرة وخسيسة أفهمت اللجنة العليا للسجناء (وهي المسؤولة عن الإضراب) أنها استجابت لطلب السجناء وأنها ستوقف العزل الانفرادي فأخذت اللجنة قراراً بفك الإضراب. كذلك تعهدت “إسرائيل” للوسطاء المصريين الذين ساهموا في الطلب من اللجنة إنهاء الإضراب لكن الدولة الصهيونية كعادتها لا تقيم وزناً لوعودها وتعهداتها فبعد فك الإضراب عادت إلى ممارسة العزل الانفرادي للكثيرين من المعتقلين.
في هذا الصدد نقول، نحن نحترم كل إضراب فردي يقوم به سجين فلسطيني لدى سلطات الاحتلال أو سجناء أي فصيل، لكن الأفضل والأكثر تأثيراً لتحقيق النتائج المرجوة من الإضراب تتمثل في قيام جميع السجناء الفلسطينيين ويبلغ عددهم حوالي (سبعة آلاف) بالإضراب في وقت واحد، فالمعنى في هذه الحالة يكون أكثر عمقاً إن من ناحية الإثبات للعدو بأن معتقلينا موحدون فهم أولاً يناضلون من أجل قضيتهم الوطنية الفلسطينية ثم بعد ذلك يأتي الانتماء التنظيمي. لا نريد كشعب فلسطيني أن تنعكس حالة الانقسام القائمة في الخارج في داخل السجون فمعتقلونا (كلهم ومن جميع الفصائل) حولوا السجون إلى مدارس نضالية للقضية الوطنية، ومحطات للصمود الفولاذي في وجه العدو الصهيوني الذي يهدف إلى تفريقهم وكسر شوكتهم وإذلالهم.
الشيخ خضر عدنان هرّب مع محاميه بعض الكلمات فهو لم يُضرب عن الطعام نتيجة حالة يأس بل مثلما يقول بالحرف الواحد: “أنا لا أسير نحو العدمية بل أدافع عن كرامتي وعن كرامة شبعي المستباحة، وعن حقوقه المغتصبة”. بهذه الجمل المليئة بالكبرياء الوطني يعلل أسيرنا البطل لإضرابه الطويل.
لقد رفضت الحكومة الإسرائيلية الطلب الذي قدمه محاميه لها، والذي طالب بإطلاق سراحه حرصاً على حياته، فهو لم يعد قادراً على الوقوف وخسر الكثير من وزنه (43) كجم، وهو مصاب بوهن عضلي كبير، وبعدم قدرته على القيام بأية حركة تتطلب أدنى الجهد.
المحكمة الصهيونية أيدّت السلطات في استمرار اعتقاله. الذي نود أن نسأله لو أن يهودياً في إحدى دول العالم قام بمثل هذا الإضراب فما هي ردود فعل دول العالم؟ بالتأكيد سيكون الجواب: تقوم الدنيا ولا تعقد! أقول ذلك وفي الذاكرة إضرابات عن الطعام قام بها يهود إبّان الحقبة السوفييتية، كان حينها يقف العالم على قدميه وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
إبّان وجود جلعاد شاليط في الأسر لدى حركة حماس، أخذت حكومة نتنياهو قراراً بتحويل حياة الأسرى الفلسطينيين إلى جحيم، وكأنها كانت عظيمة من حيث الظروف؟ رغم إطلاق سراح شاليط في صفقة تبادل الأسرى وقد كان يعيش في ظروف سبع نجوم، يتزايد التشديد على أسرانا! كل التحية لهم ولأسيرنا الشيخ خضر عدنان.
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...