الأحد 11/مايو/2025

الأسير أبو سيسي: اعتقالي تعسفي والأمراض تفتك بي وإدارة السجون ترفض علاجي

الأسير أبو سيسي: اعتقالي تعسفي والأمراض تفتك بي وإدارة السجون ترفض علاجي

كشف الأسير ضرار أبو سيسي الفلسطيني الأصل والذي يحمل الجنسية الأردنية والأوكرانية لمحامي نادي الأسير خلال زيارته له في سجن “عسقلان ” أن سلطات الاحتلال تمدد توقيفه وترفض الإفراج عنه رغم عدم ثبوت أي تهمة ضده حتى تمنع كشف ملابسات قضية اختطافه والانتهاكات الخطيرة التي ما زال يتعرض لها خاصة على صعيد عزله ورفض علاجه بشكل متعمد.

وقال لمحامي نادي الأسير “بعدما أنهيت دراسة الهندسة وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير، حصلت بسبب تفوقي على منحة دكتوراه تخصص محطات نووية في مدينة أوكرانيا التي سافرت إليها وبأات دراستي وخلالها تعرفت على زوجتي الأوكرانية وارتبطت بها وتابعت دراستي، وبعد حصولي على شهادة الدكتوراه في المحطات النووية بدأت البحث عن عمل”.

وأضاف “سمعت عن وجود وظيفة شاغرة مع شركة أمريكية تتعلق بوظيفة مدير عام لمحطة توليد الكهرباء في غزة، فقدمت لها وحصلت عليها وحضرت إلى غزة مع زوجتي وأولادي الـ6 في عام 1999، ولأنني أردني ولا أحمل هوية فلسطينية كنت مضطرًا للسفر كل ثلاثة شهور إلى الأردن لتجديد الإقامة، وبعدها تغير القانون وأصبحت بحاجة إلى تجديد كل 7 شهور”.

وتابع حديثه لمحامي النادي “نجحت في عملي ووظيفتي، واستقريت في غزة وبدأت حياتي المهنية برفقة زوجتي وأبنائي والسعي للحصول على هوية فلسطينية، وقد حصلت زوجتي وأولادي على هوية فلسطينية عندما تقرر منح هوية لحوالي 300 أجنبي معظمهم من أوكرانيا وكانت أسرتي ضمنهم، بينما لم أحصل أنا على الهوية واستمريت في السعي للحصول عليها دون فائدة، وبعد جهود طويلة حصلت على جواز سفر فلسطيني يمكنني من السفر والتنقل خارج مدينة غزة”.

ولدى حصول الأسير ضرار على جواز السفر الفلسطيني قرر السفر إلى أوكرانيا للحصول على الجنسية الأوكرانية من زوجته، يقول “بعد حصولي على الجواز الفلسطيني سافرت إلى مصر في شهر أيلول (سبتمبر) 2010، وبعدها سافرت إلى أوكرانيا لكن الطائرة توقفت في محطة الأردن وهناك اعتقلت من المطار لمدة أسبوع وبعد التحقيق سافرت إلى أوكرانيا، وفي 18-2-2011 وبينما كنت في قطار في أوكرانيا بطريقي إلى هولندا لمقابلة شقيقي الذي لم أره منذ حوالي 16 سنة، تم اختطافي من قبل أشخاص أوكرانيين”.

ورحلة الاعتقال والعذاب القاسية التي تعرض لها ضرار في سجون الاحتلال لم تمسح من ذاكرته تفاصيل تلك اللحظة، وقال لمحامي النادي “هاجموني وكبلوا يدي وعصبوا عيني ونقلوني إلى شقة مجهولة وهناك تم تسليمي إلى “الإسرائيليين” ونقلت بعدها إلى (إسرائيل)”.

وفور وصوله للمطار اقتادت سلطات الاحتلال ضرار للتحقيق، يقول “احتحزت في التحقيق لمدة شهرين، ومورست بحقي كل أشكال التعذيب سواء النفسي أو الجسدي، وكنت أتعرض للشبح لساعات طويلة وكذلك يتم ربط قدماي ويداي على السرير بحجة أنني أنوي الانتحار وهي كذبة لإخفاء حقيقة ما تعرضت له من عذاب نفسي وعدم السماح لي بالنوم والصراخ علي لفترات طويلة من مجموعة من المحققين كإحدى وسائل التعذيب الأمر الذي تسبب في إصابتي بضعف سمع في إحدى أذنيّ”.

وأفاد محامي نادي الأسير أنه خلال حديثه بدت عليه علامات التعب والإعياء الشديد ورغم ذلك تابع يقول “من التحقيق نقلوني إلى العزل الانفرادي في سجن أيشل، في البداية احتجزوني مع الأسير محمد عرمان، ثم نقلوني إلى عزل سجن عزل عسقلان بشكل انفرادي حتى تاريخ الزيارة”.

ورغم احتجاجه وطلبه المستمر بوقف عزله، لكن سلطات الاحتلال ترفض وتجدد قرار العزل بناء على توصية المخابرات ، وقال ضرار”في الجلسة الأخيرة لتمديد العزل في 12/10/2011 حضر معي المحامي الذي يمثلني “تل كوفتيش”، ودافع عني وطالب بإخراجي من العزل، وقدم مرافعة قوية جدًّا، وحاول بكل إمكانياته تخليصي من العزل لكنهم رفضوا طلبي وجرى تمديد عزلي”، مشيرًا إلى أنه في المحكمة ليس للقاضي رأي بل هو وسيلة لتنفيذ أوامر المخابرات، وأن القرار يكون جاهزًا بخصوص تمديد العزل وما الجلسة إلا إجراء شكلي فقط؛ ففي كل مرة يرددون عبارة أنني أشكل خطرًا كبيرًا على أمن الدولة”.

وأفاد الأسير ضرار أنه معزول بغرفة لوحده وليس معه أحد مطلقا وهو بعيد عن أي أسير أمني، ورغم احتجاز الأسيرين عاهد أبو غلمي وحسن سلامة في نفس القسم لكنهما بعيدان عنه ولا يستطيع الحديث معهما؛ لأنهم يريدون عزله بشكل كامل عن العالم.

وأضاف “حتى عندما أحاول الحديث مع الأسرى المدنيين الجنائيين الموجودين حولي يمنعونني ويهددونني بفرض عقاب قاسٍ، ومخالفتي في حال التكلم معي”.

وأوضح محامي نادي الأسير أن ضرار “معزول في زنزانة بطول مترين ونصف وعرض متر وأربعين، تفتقر لكل مقومات الحياة الأساسية، ويعاني من الطعام السيئ للغاية، ولا يوجد فيها سوى نافذة صغيرة جدًّا مغلق معظمها بعامود حديدي، ويمنع منعًا باتًّا من الحديث مع أحد”.

وفي ظلال هذه الظروف، تدهورت الحالة الصحية للأسير ضرار بشكل خطير، وأكد لمحامي النادي، إنه لدى اعتقاله في أوكرانيا تعرض إلى ضربة قوية على ركبته اليسرى ولا يزال يعاني منها، إضافة إلى أنه قبل الاعتقال كان يعاني من مشكلة بسيطة في القلب ولكن بسبب ما تعرض له من تعذيب وضغط زادت لديه مشكلة القلب وأصبح يحتاج لتناول حبة دواء للقلب يوميًّا، ويقول “كان لدى مشكلة في غضروف الظهر ولكن كانت خفيفة وجراء ظروف التحقيق نجم عنها مضاعفات تفاقمت نتيجة الاعتقال والظروف التي مررت بها فأصبت بارتفاع ضغط الدم، وبسبب إهمال ورفض علاجي تطور الوضع إلى فقر شديد في الدم وفقدت من وزني منذ اعتقالي حتى تاريخ الزيارة حوالي 47 كيلو”.

ويضيف “أمام ضعف مقاومة جسمي والتدهور المستمر في صحتي أصبحت أعاني أيضًا من حصوة في الكلى والمرارة ومشكلة في الجهاز التنفسي تزايدات منذ نقلي لعزل سجن عسقلان وذلك بسبب الرطوبة الشديدة والزنزانة التي أحتجز فيها، وبعدما تبين معاناتي من الشقيقة والتي تسبب لي ألمًا غير محتمل بالرأس، أصبحت مؤخرًا أعاني من مشكلة ارتفاع السكري في الدم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات