الأحد 11/مايو/2025

إليك يا قدس..

إليك يا قدس..

لا يكلّ الاحتلال الإسرائيلي أو يملّ من إقرار هذا الكم الهائل من المخططات والمشروعات الاستيطانية، التي تبتلع أراضي الفلسطينيين وتقتلع أشجارهم وتدكّ بيوتهم، بل إن التهويد وتغييب الطابع الفلسطيني والإسلامي عن مدن الفلسطينيين ومقدساتهم، هو أولوية قصوى لسلطات الاحتلال، إذ ازدادت وتيرة الاستيطان خلال يناير الماضي لتسجل رقما قياسياً.

كما سجل العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في معدل تراخيص بناء وحدات استيطانية في الشطر الشرقي لمدينة القدس المحتلة، هو الأعلى منذ عشر سنوات، وبات جلياً أن “إسرائيل” تسعى جاهدة لابتلاع المدينة المقدسة، وتكريسها «عاصمة أبدية» لدولة الاحتلال.

وكان أحدث، وليس آخر، تلك القرارات العنصرية والتهويدية، مصادقة ما يعرف بـ«اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» على مخطط لإقامة ما أسمته «مركز زوار»، وهو بمثابة «حديقة» استيطانية في حي سلوان الملاصق للحرم القدسي الشريف، وسط تحذيرات فلسطينية من توالي المخططات والمشاريع التهويدية في القدس المحتلة، التي ترمي إلى تغيير معالمها الفلسطينية، وطمس تاريخها وحضارتها، وصبغها بصبغة يهودية.

جاء ذلك بعد ساعات من طلب مجلس الجامعة العربية من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان، وتحديداً في القدس المحتلة، وقبول حدود 1967 أساساً لحل الدولتين، ما يمكن اعتباره رداً صريحاً ومتبجحاً من قبل حكومة الاحتلال، بإصرارها على المضي قدماً في خططها الاستيطانية والتهويدية، ضاربة عرض الحائط بالمطالب العربية والدولية، وناسفة فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

كل ذلك يستدعي وقفة حقيقة، عربية وإسلامية ودولية أيضاً، للتصدي لهذا التطاول الاستعماري على مقدساتنا جميعاً، وعلى أراضي الفلسطينيين، لأن التحركات الفلسطينية لا تكفي.

وإن كانت تشكل عقبة في طريق “إسرائيل”، فتكاثف الجهود واستمرار الكشف عن تلك المخططات، التي تحاول تل أبيب تسويقها كإجراءات تقليدية وعفوية، مع تنظيم الوقفات والحملات واللقاءات على النطاقين الرسمي والشعبي، التي تدعم القدس وتعزز قوتها أمام سلطة الاحتلال وسطوته، من شأنه أن يعزز صمود المدينة المقدسة وحُماتها، وأن يعيق أو يلغي بعضاً أو جزءاً مما يمس قدسيتها وحرمتها..

صحيفة البيان الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات