قراءة صهيونية لاتفاق المصالحة الفلسطينية ودلالاته

بيان الدوحة يتضمن البنود التالية:
– مواصلة الإجراءات لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية عن طريق إقامة المجلس الوطني الفلسطيني بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
– عقد جلسة ثانية للجنة تفعيل منظمة التحرير في 18 فبراير في القاهرة.
– إقامة حكومة وفاق وطني تستند على التكنوقراط برئاسة محمود عباس، ستكون مهمتها إجراء الانتخابات للرئاسة والبرلمان والبدء بإعمار قطاع غزة.
– استمرار عمل اللجان التي تم الاتفاق عليها في وثيقة المصالحة التي وقعت بين الطرفين في ديسمبر بالقاهرة وهي لجنة الحريات العامة المخولة بمعالجة مسألة الإفراج عن المعتقلين وفتح المؤسسات التي أغلقت خلال فترة العداء بين الطرفين وعودة ناشطي حركة فتح إلى غزة وتسوية مشكلة جوازات السفر وحرية العمل ولجنة المصالحة الاجتماعية المسؤولة عن تعويض أسر القتلى في المواجهات العنيفة بين فتح وحماس.
وعلى خلفية التوقيع على الاتفاق أعلن أبو مازن كخطوة لبناء الثقة عن الإفراج عن 64 معتقل من السجون التابعة للسلطة في الضفة الغربية، حتى الآن لم يبلغ عن هوية المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم لكن من المعتقد أن أغلبهم ينتسبون إلى حركة حماس بعد المطالبة الملحة للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين كشرط جوهري للمصالحة بين الطرفين.
دلالات أولية
الأوصاف كثيرة لكن الدلالة العملية ضئيلة لأن بيان الدوحة وعلى غرار اتفاق المصالحة في القاهرة الذي سبقه لا يعكس اعترافا خالصا من جانب حركة حماس بزعامة أبو مازن أو كزعيم للشعب الفلسطيني، وهذا الاعتراف اللفظي وأسبابه التكتيكية يستهدف إتاحة الفرصة وبشكل رسمي أمام حركة حماس لدخول منظمة التحرير في إطار انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني وتمهيد الطريق أمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
زعماء حركة حماس يحاولون تطبيق إستراتيجية الربيع العربي في الساحة الفلسطينية انطلاقا من الاعتقاد بأن بإمكانهم الفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات للمؤسسات الفلسطينية التمثيلية وبذلك استكمال عملية السيطرة التاريخية على الحركة الوطنية الفلسطينية، بكلمة أخرى أبو مازن يبدو في هذا السياق كحارس يفتح الأبواب أمام حصان طروادة.
حماس لا ترى أية أهمية سياسية للحكومة الانتقالية المتوقع تشكيلها بقيادة أبو مازن والأمر يمكن ملاحظته في تحديد صلاحيات الحكومة في إجراء الانتخابات للرئاسة والبرلمان والعمل على إعادة بناء غزة.
بالنسبة لأبو مازن تعيينه أيضا في منصب رئيس الحكومة سيسمح له بالحفاظ على الاعتراف الدولي للحكومة الفلسطينية رغم أن الاتفاق مع حركة حماس سيتيح مجالا للمناورة خلال اتصالاته مع المجتمع الدولي وعلى الصعيد السياسي وكذلك من أجل استمرار الحصول على أموال المساعدات.
بيان الدوحة هو على غرار الاتفاقيات السابقة بين فتح وحماس يعود ويشدد على الحاجة إلى تطبيق الاتفاقات بين الطرفين، وهذه المشكلة تدلل مرة أخرى على الصعوبة في إنجاز الوحدة المؤسسية في الساحة الفلسطينية على ضوء السعي المعلن لحماس لتبوأ موقع الصدارة في تمثيل الشعب الفلسطيني.
الطرفان سيضطران إلى التصرف بدرجة عالية من ضبط النفس من أجل التغلب على العقبات الكأداء التي تقف أمام إجراء الانتخابات بدءا من الحاجة إلى توحيد المؤسسات المدنية والأمنية المنفصلة عن بعضها البعض في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاء بتوزيع الميزانية.
للطرفين مصلحة جوهرية للتعاون بينهما، حماس تعتبر هذه الخطوة فرصة لبلوغ الزعامة وإعادة تدعيم وتعزيز بناها التحتية في الضفة الغربية، بينما حركة فتح استدرجت إلى المصالحة بحكم الظروف واستيعاب دروس ودلالات الربيع العربي الذي أدى إلى فقدان الظهير المصري وصعود قوى حركة الإخوان المسلمين وهي الحركة الأم لحماس.يبدو أن زعماء فتح يفضلون السباحة مع التيار بدلا من انسحاقهم تحته.
وبهذه الطريقة يحصل أبو مازن على الهدوء الاصطناعي خلال الفترة الانتقالية، لكن في نهاية الأمر سيجد نفسه خالي الوفاض مع قليل من المؤسسات التمثيلية للحركة الوطنية الفلسطينية، والذهاب يدا بيد مع زعيم حركة حماس خالد مشعل والرفض الشديد لمقابلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدللان على الخيار الإستراتيجي الذي اتخذه أبو مازن عن طريق التسوية السياسية وهو ليس بالخيار المفضل في نظره ولكن التقائه بحماس والقوى الإقليمية الآخذة في التبلور عقب الربيع العربي من أجل استغلالها كمعزز وداعم لقوته في مواجهة إسرائيل دون أن يطالب بتقديم تنازلات سياسية.
الإفراج عن 64 معتقلا ليس بمثابة إنجاز لحماس فقط وإنما رسالة تعني أن التنسيق الأمني مع إسرائيل أصبح ثانويا في نظر أبو مازن مقابل التحالف الجديد مع حركة حماس.
ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 3/2/2012
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...