الأحد 11/مايو/2025

تحديات قائد سلاح الجو الصهيوني تمنحه القدرة لإدارة العمليات الدفاعية والهجومية

تحديات قائد سلاح الجو الصهيوني تمنحه القدرة لإدارة العمليات الدفاعية والهجومية

مقدمة

حسمت القيادة الصهيونية خيارها، وأقرت تعيين الجنرال أمير إيشل قائداً لسلاح الجو الصهيوني، ولعل هذا التعيين لم يسبق له مثيل في الاهتمام الذي أثاره في “إسرائيل”، وربما في مناطق أخرى، جراء الحديث عن ضربة عسكرية صهيونية لإيران يقوم فيها سلاح الجو بدور رئيسي، وربما حاسم. ويعتقد كثيرون أنه تسلّم عملياً هذا الدور في منصبه السابق كرئيس شعبة التخطيط في الجيش “الإسرائيلي”، وقيل إن أحد تصريحاته النادرة قبل أسبوعين كان بين العوامل التي حسمت أمر تعيينه، فقد قال إنه قلق من أن امتلاك إيران لسلاح نووي سوف يقيد هامش حرية عمل الجيش الصهيوني ضد حماس و”حزب الله”.

ومع ذلك فإن بعض المعلقين العسكريين الإسرائيليين يرون أن تعيين إيشل كان خيار غانتس ما يوحي باتفاق في الرأي بينهما حول المسألة الإيرانية. ويقولون أيضا إن هذا التعيين جزء من قدرة غانتس على تركيب هيئة أركان منسجمة وتخضع لإمرته كقائد أعلى. وينضم هذا التعيين إلى تعيين آخر لمنصب قائد الجبهة الوسطى فرضه غانتس أيضا ضمن هذا التوجه. ومن المعروف أن الحكومة عينت نائب رئيس الأركان يائير نافيه ورئيس شعبة الاستخبارات أفيف كوخافي من دون أخذ رأي غانتس بجدية.

آراء صهيونية مختلفة

* محافل عسكرية صهيونية: رأت أن تعيين “أمير إيشيل” قائداً لسلاح الجو، يأتي في ضوء وجود عدد من المهام بانتظاره، بينها:

1. المشروع النووي الإيراني، وكيفية وقفه، وإدارة سلاح الجو في حال لم يتوقف،

2. الفجوة القائمة في ميزانية الأمن، وتصل 7 مليار شيكل، مما يقتضي إجراء تغييرات جدية في مبنى القوة الجوية.

3. “تهديدات الصواريخ”، خاصة وأن ما لدى ترسانة حركة حماس تتزايد، ويرتفع مداها، والصواريخ الروسية المضادة للطيران وزودت سوريا بها، ويمكن أن تمس بـ”التفوق الجوي الصهيوني، وحرية التحليق فوق لبنان”.

4. صفقات الطائرات المستقبلية الجدية، وبضمنها طائرات “إف35″، وطائرات التدريب من إيطاليا وكوريا الجنوبية.

5. الحرب الالكترونية، لأن تصاعدها يتطلب استعدادات مناسبة لأوضاع يمكن فيها شل قدرات الطيران فيها.

 المراسل العسكري، يوآف زيتون: نقل عما أسماها “المخاوف الكبرى لـ”إيشيل” المتمثلة بأن “إسرائيل” دولة صغيرة، وأن إستراتيجيتها تتمثل دوماً بنقل الحسم إلى أرض العدو خلال فترة زمنية قصيرة، لكن في ظل التغييرات الكبيرة الحاصلة في المنطقة فإن أدواتها محدودة، لأن ما يحصل في المنطقة ليس “ربيعا”، فهو ينطوي على مخاطر أكبر من الفرص، وأن الثورات بدأت تنتظم وبأيديولوجية إسلامية واحدة يقودها الإخوان المسلمون، وإذا لم تتم معالجة القضايا الاقتصادية فإن تأثيرهم سينتقل لكل المنطقة بصورة أخرى، في الأردن وسوريا والسلطة الفلسطينية.

 المراسل العسكري، حنان غرينبرغ: أوضح بأن اختيار “إيشيل” للمنصب الجديد يوجد له معنى هام بالنسبة لرئيس الأركان،”بيني غانتس، لأنه أنشأ في قمة الجيش “رأس حربة جديد”، لأن التعيين هنا أكثر عمقاً بكثير، وفي الجيش بشكل عام لا يسمون الطيران بأنه سلاحا، بل ذراعا جويا استراتيجيا، ومن هنا تكمن الأهمية الهائلة للرجل الذي سيقف خلف الاختيار، لأن الواقع الأمني الجديد الذي تحياه “إسرائيل” معقد وغير متوقع، في ضوء أن حماس في غزة يمكنها أن تطلق صاروخا نحو تل أبيب إن شاءت، لذلك فإن “إيشيل” هو بالضبط النموذج الذي يحتاجه رئيس الأركان بجانبه.

 القائد السابق لسلاح الجوّ واللواء في الاحتياط، إليعازر شكدي: لفت إلى أن “إيشيل” سيضطّر لإعداد سلاح الجوّ لكلّ مهمة، فمن الممكن أن تكون ضدّ نشاطات مسلحة في قطاع غزّة، وضدّ دول لدينا معها حدود مشتركة، وربما في أماكن بعيدة، ضدّ دول ليس بيننا وبينها حدود مشتركة، نحن في منطقة متغيّرة، ومن الصعب تقدير التطورات، وقائد سلاح الجوّ عليه معرفة العمل في المديات القصيرة، كما الطويلة.

وأضاف: “إيشيل” رزين جدا، يقول ما لديه، وقادر على إدارة عمليات وإجراءات، ويأتي مع تجربة كبيرة، كرجل أركان وميدان في مختلف المهام، حيث كان رئيس قسم عمليات، ولذلك فهو يعرف ما ينتظره، وسيقوم بالإنجازات المطلوبة في إطار فترة التسلّم والتسليم للدخول إلى المنصب بصورة جيدة، مطالباً إياه بالعمل ليس فقط فيما أسماها “الوجهة الهجوميّة”، في حال تطلّب الأمر، بل في “الوجهة الدفاعية”، على خلفية دخول المزيد من منظومات الدفاع ضدّ الصواريخ مثل “القبّة الحديدية”، وفي السنة القادمة منظومة “العصا السحريّة” التي ستنضمّ إلى “الباتريوت والحيتس”.

وأشار “شكدي” الذي خدم “إيشيل” تحت إمرته أن التهديدات الجوية تتطوّر، تكبر وتوجد تحديات أكثر جوهرية، لكن التكنولوجيا والحلول لم تتوقفا أيضاً، مقدراً أنّ امتحان قائد سلاح الجوّ اليوم أكبر من السابق، لأن عليه معرفة كيفية الدمج بين المنظومات، الدفاعية والهجوميّة.

القناة العبرية الثانية، 8/2/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات