يافا تقول.. وداعاً للمربعانية

فجراً جديدا نستقبله بعد ليل جلا دماء من رحلوا عنا دون وداع. رحلوا عنا وهم يلبسون العيد ويرسمون الفرحة على وجوه أطفال فرحة قلّما نلقاها في شوارع يافا البائسة الحزينة.
يافا التي تنتظر عودة الأهل وعودة من رحلوا عنا قبل عقود من الزمن ولكن الحدث راسخ في عقولنا وكأن ما حدث ما لبث أن مرت عليه عشية وضحاها. الذاكرة أقوى من المكان والزمان واحتلال الأرض لا يعني فقدان المكان ولكن هو قهر للإنسان والزمان هو مرحلة لا بد منها في سجل التاريخ ،ومن يملك أن يغير ما كان.؟! شعب تشتت بين الأقطار ولكن الأنظار تجمدت في حر حزيران والأفكار تطفو من شدة البرد القارس في عتمة كانون ومن شدة الحنين إلى فلسطين الذاكرة والمكان والزمان.
ونحن جزء من الذاكرة ومن الشعب وممن رحلوا وعادوا أو لم يعودوا. ويافا تشكّل صورة مصغرة من شعب العروبة والتضحيات والإيمان والصبر فيه الحلو والمرّ فيه الحب، والكراهية، والتسامح والعداء ،فيه العطاء والتفاني والإخلاص وفيه كل مكونات المجتمع المتجانس ولكنه يحب العيش بكرامة على أرض من كانوا.
أمطار غزيرة اجتاحت البلاد وجابت شوارع يافا لتغسلها من غبار الصيف الحار وتجلي معها دماء من سقط فيها وبرد قارس كان له وقع على نفوسنا وأجسادنا هو خليط من الخوف والسكينة من الرغبة بمعرفة الحقيقة، مع أن الحقيقة لن تغير ما فينا، ولن تكون الدواء، بل ربما تكون كشفا للداء أما الدواء فهو نحن .
أنا وأنت. علينا أن نتحدى البرد والعتمة والشتاء ،حتى لا يقال عنا “ذهب مع الريح ولم يحرّك ساكنا”. الأمر لا يتطلب مجهودًا كبيرًا، بل أن نخرج مجرد أن نخرج ونترك المدفئة وننطلق إلى الشارع فهناك سنجد طفلاً جائعاً نقدم له وجبة ساخنة وسنسمع أنين أمِّ تنتظر عودة الغائب ونرى بأم أعيننا الألم والحزن والعتمة. في الشارع نضيء شمعة تنير درب أطفالنا ونقدم لقمة تشبع بطوناً جائعة ونرسم بسمة على شفاه طفل تمزقت شفتاه من البرد . لا تخف يا أخي ويا أختاه فمجرد أن خرجت سترى أن العشرات بل المئات بانتظارك. لسنا بحاجة إلى سيارة ولا طيارة فمشاكلنا رابضة على أعتاب بيوتنا وعيوبنا تدق أبوابنا وغدنا مشرق وخلف كل غيمة شمس ساطعة وبعد كل شتاء ربيع وبعد المطر تلد الأرض خيرا كثيرا.
أقدم يا أخي أنا معك وكلنا معك لأن يافا بحاجة لنا جميعا.
وكلمة إلى أم حافظ بشراك يا أم حافظ فغدا لناظره قريب وحافظ سيكون أو من يخرج ومعه أهله ومعه أصحابه ورفاقه ومعه كل يافاوي . الحرية لحافظ وجميع الأسرى في السجون والمعتقلات. والحرية لمن قيّد أرجله بسلاسل المدفئة.
يافا48، 8/2/2012
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...