اغتيال حل الدولتين

اغتال العدو الصهيوني حل الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وجرائم التطهير العرقي، وشطب من خلال استراتجيته القائمة على تكريس الأمر الواقع، إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً، بعد أن حول الضفة الغربية إلى مجرد كانتونات وجزر معزولة على غرار نموذج جنوب إفريقيا إبان العهد العنصري البغيض، وجاء رد رئيس الطرف الإسرائيلي في لقاءات عمان المحامي مولخو “باستثناء القدس والأغوار والمستوطنات، أو بالأحرى ضمها إلى دولة العدو، واعتبار جدار الفصل العنصري هو حدود الدولة الفلسطينية المقترحة” ليؤكد استحالة حل الدولتين .
لقد حذر جلالة الملك مؤخراً، ومسؤولون أوروبيون كان أخرهم القنصل البريطاني في القدس المحتلة، من الإجهاز على حل الدولتين، في ظل استمرار الاستيطان، وقد أصبح واضحاً وجلياً أن العدو الصهيوني يرفض إقامة الدولة الفلسطينية، ويعمل في سباق مع الوقت لإفشال هذا السيناريو على الأرض، من خلال تكريس الأمر الواقع.
إن إجراءات العدو هذه تفرض على السلطة الفلسطينية والدول العربية تغيير قواعد المفاوضات، ودراسة المطالبة بدولة ديمقراطية واحدة، ثنائية القومية، على غرار جنوب إفريقيا، علماً بأن الثورة الفلسطينية نادت بهذا الحل بعد انطلاقتها في عام 1965.
وفي هذا الصدد فلا بأس من التذكير بأن مشاركين في مؤتمر هرتسيليا، توقعوا هذا الحل، في ظل تعثر حل الدولتين، مستندين إلى عوامل ديمغرافية، وأبرزهم د. سافير الأستاذ في جامعة حيفا، حيث نبه سافير إلى أن عدد اليهود في فلسطين سيصبح مساوياً لعدد العرب عام 2015، وستميل الكفة لصالح الفلسطينيين عام 2020، وهو ما يدفع إلى حل الدولة الواحدة على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا؛ ما يهدد بزوال الدولة اليهودية.
هذه الحقائق المرتسمة على الأرض، تؤكد أن العدو أفشل أو بالأحرى اغتال حلم الدولة الفلسطينية، فبل أن تتحقق وتقوم على الأرض المحتلة عام 1967، وهو ما تجسد في موقفه الرافض وواشنطن خلال اجتماعات الأمم المتحدة خريف العام الماضي.
ومن هنا لم يعد أمام السلطة والدول العربية إلا تغيير قواعد المفاوضات، والاستعداد الفعلي والمدروس لتبني فكرة إقامة الدولة الواحدة، ثنائية القومية، في ظل استحالة تطبيق حل الدولتين، وقد استولى العدو على أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية وعلى 86% من أراضي القدس، وأقام 140 مستعمرة تضم حوالي نصف مليون مستوطن صهيوني، أصبحوا قوة حقيقية لهم جيشهم، ويتحكمون بالقرار السياسي لحكومة المتطرفين الصهاينة، ويعيثون في الأرض الفلسطينية خراباً وتدميراً.
باختصار… إن خطورة ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن السلطة لا تزال أسيرة المفاوضات، ولم تخرج بعد من هذا المربع، رغم اعترافها أن العدو هو سبب فشل المفاوضات، وقد حولها إلى حصان طروادة لتكريس الأمر الواقع، واغتيال حل الدولتين، فهل تفاجِئ الجميع بقلب الطاولة في وجه العدو، والمطالبة بحل الدولة الواحدة، والانضمام إلى الربيع العربي.
نأمل ألا يكون ذلك بعيداً.
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...