السبت 10/مايو/2025

اغتيال حل الدولتين

اغتيال حل الدولتين

اغتال العدو الصهيوني حل الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وجرائم التطهير العرقي، وشطب من خلال استراتجيته القائمة على تكريس الأمر الواقع، إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً، بعد أن حول الضفة الغربية إلى مجرد كانتونات وجزر معزولة على غرار نموذج جنوب إفريقيا إبان العهد العنصري البغيض، وجاء رد رئيس الطرف الإسرائيلي في لقاءات عمان المحامي مولخو “باستثناء القدس والأغوار والمستوطنات، أو بالأحرى ضمها إلى دولة العدو، واعتبار جدار الفصل العنصري هو حدود الدولة الفلسطينية المقترحة” ليؤكد استحالة حل الدولتين .

لقد حذر جلالة الملك مؤخراً، ومسؤولون أوروبيون كان أخرهم القنصل البريطاني في القدس المحتلة، من الإجهاز على حل الدولتين، في ظل استمرار الاستيطان، وقد أصبح واضحاً وجلياً أن العدو الصهيوني يرفض إقامة الدولة الفلسطينية، ويعمل في سباق مع الوقت لإفشال هذا السيناريو على الأرض، من خلال تكريس الأمر الواقع.

إن إجراءات العدو هذه تفرض على السلطة الفلسطينية والدول العربية تغيير قواعد المفاوضات، ودراسة المطالبة بدولة ديمقراطية واحدة، ثنائية القومية، على غرار جنوب إفريقيا، علماً بأن الثورة الفلسطينية نادت بهذا الحل بعد انطلاقتها في عام 1965.

وفي هذا الصدد فلا بأس من التذكير بأن مشاركين في مؤتمر هرتسيليا، توقعوا هذا الحل، في ظل تعثر حل الدولتين، مستندين إلى عوامل ديمغرافية، وأبرزهم د. سافير الأستاذ في جامعة حيفا، حيث نبه سافير إلى أن عدد اليهود في فلسطين سيصبح مساوياً لعدد العرب عام 2015، وستميل الكفة لصالح الفلسطينيين عام 2020، وهو ما يدفع إلى حل الدولة الواحدة على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا؛ ما يهدد بزوال الدولة اليهودية.

هذه الحقائق المرتسمة على الأرض، تؤكد أن العدو أفشل أو بالأحرى اغتال حلم الدولة الفلسطينية، فبل أن تتحقق وتقوم على الأرض المحتلة عام 1967، وهو ما تجسد في موقفه الرافض وواشنطن خلال اجتماعات الأمم المتحدة خريف العام الماضي.

ومن هنا لم يعد أمام السلطة والدول العربية إلا تغيير قواعد المفاوضات، والاستعداد الفعلي والمدروس لتبني فكرة إقامة الدولة الواحدة، ثنائية القومية، في ظل استحالة تطبيق حل الدولتين، وقد استولى العدو على أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية وعلى 86% من أراضي القدس، وأقام 140 مستعمرة تضم حوالي نصف مليون مستوطن صهيوني، أصبحوا قوة حقيقية لهم جيشهم، ويتحكمون بالقرار السياسي لحكومة المتطرفين الصهاينة، ويعيثون في الأرض الفلسطينية خراباً وتدميراً.

باختصار… إن خطورة ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن السلطة لا تزال أسيرة المفاوضات، ولم تخرج بعد من هذا المربع، رغم اعترافها أن العدو هو سبب فشل المفاوضات، وقد حولها إلى حصان طروادة لتكريس الأمر الواقع، واغتيال حل الدولتين، فهل تفاجِئ الجميع بقلب الطاولة في وجه العدو، والمطالبة بحل الدولة الواحدة، والانضمام إلى الربيع العربي.

نأمل ألا يكون ذلك بعيداً.

[email protected]

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...