السبت 10/مايو/2025

الليكوديون يستحضرون برنامج ضفتان للأردن مجدداً!

الليكوديون يستحضرون برنامج ضفتان للأردن مجدداً!

مرة أخرى يتأجج الجدل في أروقة الليكود الصهيوني حول “الأردن والوطن البديل” وحول “إسرائيل الكبرى” ومرة أخرى تتعالى الأصوات- الجمعة-03/02/2012 – داخل الليكود مطالبة بالعودة إلى برنامج جابوتنسكي “ضفتان للأردن” والذي يعتبر عملياً الأردن جزءاً مما يسمونها ب”أرض إسرائيل” والتي تشمل فلسطين التاريخية والأردن وهذه الأصوات ليست يتيمة أو منقطعة الجذور والامتدادات بل هناك مطالب قوية بان تتبنى قيادة الليكود هذا البرنامج كما قال ايتاي هارئيل مؤسس البؤرة الاستيطانية “مجرون” لموقع “واينت” موضحاً: “أن طريق جابوتنسكي “ضفتان للأردن” هي الطريق المناسب له ولكن يجب الاهتمام بأن تسير قيادة الحزب في هذا الطريق” ولا يخفي هارئيل أنه موجود في الليكود لكي يؤثر على برنامجه وخطواته السياسية بكل ما يتعلق بالاستيطان والمستوطنات.

ويذكر وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه أرنس في هآرتس 2/2/2010- بـ “طريق جابوتنسكي” تحت عنوان “يوم التمرد” قائلاً: “في شهادة أمام لجنة بيل في لندن في الحادي عشر من شباط 1937، قال فلاديمير “زئيف” جابوتنسكي إن هدف الصهيونية هو إنشاء دولة يهودية على جانبي نهر الأردن; دولة يكون فيها مكان “للسكان العرب وذريتهم ولملايين اليهود” كان عدد سكان الاستيطان اليهودي في أرض “إسرائيل” في تلك الأيام نحو 400 ألف نسمة” مضيفاً: “تبين بعد الحرب للقادة الصهاينة أنه فضلاً عن أنه لا يوجد ما يكفي من اليهود لإنشاء أكثرية يهودية صلبة في أرض إسرائيل – وهذا شرط لإنشاء دولة يهودية غربي الأردن وشرقيه – لن يكون قدر كاف في الهجرة اليهودية المتوقعة لإنشاء أكثرية هكذا حتى في المنطقة غربي الأردن”.

فحينما يصر الليكوديون المتشددون في الخريطة السياسية الإسرائيلية بين آونة وأخرى على استحضار شعارهم الجابوتنسكي “ضفتان للأردن” فان المسألة إذن ليست عفوية وليست لمرة واحدة وليست ردة فعل ابدا بل هي برنامج سياسي معزز بالأيديولوجيا الصهيونية والتوراتية لذلك لم تكن عملية “اقتحام الحدود الأردنية في الثاني والعشرين من كانون أول/2011 على يد مجموعة من المستوطنين المتطرفين” عفوية وبدون مناخات أيديولوجية وسياسية ناضجة ففي الخلفية كم هائل من الأدبيات السياسية والتوراتية التي تزعم أن “الأردن جزء من ارض إسرائيل” و”أن الدولة اليهودية كان يجب أن تقام على ضفتي الأردن” و”أن الوقت لم يفت على مثل هذه الدولة”…!

فرئيس الكنيست الإسرائيلي السابق روبي رفلين كان أعلن “أن قيام دولة “إسرائيل” على ضفتي نهر الأردن هدف قابل للتحقيق الآن أكثر من أي وقت مضى” وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت- الثلاثاء 28/07/ 2009″ذكرت “أن مراقبين سياسيين في إسرائيل رأوا أن تصريحات ريفلين تعني أن تل أبيب تعتبر أرض الأردن أرضا إسرائيلية وأنه لا يجوز التفريط بها أو التفريط بالضفة الشرقية” وأفادت الصحيفة “أن تصريح ريفلين كان للرد على رئيس الدولة “شيمون بيريز” الذى قال: “إن أمنية زئيف جابوتنسكي أحد مؤسسي الحركة الصهيونية بقيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن أصبحت صعبة التحقيق” وأكد بيريز خلال الجلسة أن “جابوتنسكي كان يحلم بدولة يهودية على ضفتي نهر الأردن وأن هذا الحلم كان حلماً كبيراً بالنسبة لنا ربما أكبر من الحياة والزعماء قد يرتكبون أخطاء كبيرة أحياناً” وفي رده عليه قال رفلين: “إن أمنية جابوتنسكي بقيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن تصلح اليوم أكثر من أى وقت مضى في تاريخ إسرائيل” مضيفا بأن “جابوتنسكي لم يكن مخطئا”.

وكذلك كانت دعوات سابقة صدرت من الكنيست الإسرائيلي لمطالبة الحكومة بعدم “التنازل عن جزء من أراضيها” معتبرة أن “الأراضي الواقعة غربي وشرقي ضفتي نهر الأردن هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل الكبرى”.

ونتنياهو يزعم في كتابه “مكان تحت الشمس” مثلاً: ” أن إسرائيل نفذت سنة 1948 قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الصادر بعد تسعة عشر سنة في تشرين الثاني 1967، وذلك بتخليها عن الضفة الشرقية لنهر الأردن.. وأن هذه الضفة هي حصة الفلسطينيين من فلسطين تنفيذاً للقرار المذكور..? ويستحضر نتنياهو الماضي الاستعماري مذكراً أنه قد “تم في فرساي التعهد لليهود بإقامة دولة في فلسطين وشمل الوطن القومي آنذاك ضفتي نهر الأردن.. هذه المنطقة التي تسمى أرض إسرائيل الانتدابية.. تشمل أراضي دولتي الأردن وإسرائيل اليوم..” ويرى أن بريطانيا التي كلفت بالانتداب على هذا الوطن القومي لليهود قد تراجعت عن التعهدات التي أخذتها على عاتقها بموجب وعد بلفور ففي عام 1922 انتزعت بريطانيا شرق الأردن من الوطن القومي لليهود وبجرة قلم واحدة انتزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب 80% من هذه الأراضي وتم إغلاق شرق الأردن بكامله في وجه الاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا. ص109″ ويزعم: “أن البريطانيين اقتطعوا الأردن من أرض إسرائيل وقدموه هدية للعرب ليكسبوا ودهم وبذلك”تقلص الوطن القومي اليهودي إلى ثلث مساحة فلسطين” ص 121.

وكان بلدوزرهم – شارون – أوضح من عبر هذه الأدبيات عندما صرح في أعقاب فوزه في الانتخابات /عام2001/ مع الصحيفة الألمانية “فوكس” قائلاً: “أيضاً شرقي الأردن جزء من أرض إسرائيل”.

أما النائب اليميني أريه ألداد من حزب “الاتحاد الوطني” المتطرف فيواصل تأكيده تمسكه بموقفه الداعي لإيجاد “وطن بديل للفلسطينيين في الأردن” رغم الاحتجاجات الأردنية على تصريحاته ونقلت صحيفة /معاريف/ العبرية-“2/5/2009” عن الداد قوله “لا يستطيع أحد أن يقنعني بأن الأردن ليست للفلسطينيين وأرفض بشدة الانتقادات الأردنية” وأضاف “هذا ليس شيئاً جديداً فقد أكد على ذلك بن غوريون وأرئيل شارون ورحبعام زئيفي” وجميعهم من كبار قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف”.

غير أن عضو الكنيست المتطرف ميخائيل بان أري رد عليه قائلا بأنه “لا يمكن لإسرائيل التنازل عن جزء من أراضيها فالأراضي الواقعة غربي وشرقي ضفتي نهر الأردن هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل الكبرى/إذاعة الجيش 27 / 05 / 2009”.

فالواضح في الخريطة السياسية الإسرائيلية أن هذه الأصوات الليكودية الداعية إلى العودة إلى برنامج “ضفتان للأردن” ليست يتيمة أو قليلة فحسب المحلل الإسرائيلي جدعون ليفي- هآرتس-30 أيار 2011- فان “الليكود” هو الحزب الأكبر في “إسرائيل” وهو الأكبر في تاريخ “إسرائيل” وهو الأكبر في العالم الديمقراطي إذ يبلغ عدد ممثليه في الكنيست إذا ضممنا بناته وأخواته والتوائم 86 لم تنشأ عندنا قط أميبا سياسية كهذه مدت أذرعها إلى جميع الأحزاب الكبيرة وألقت عليها ظلاً ثقيلاً” مضيفاً: “الليكود هو الحزب الأم; فقد نشأت كل قيادة “كديما” تقريباً فيه; وأنشأ أفيغدور ليبرمان حزب “إسرائيل بيتنا” وهو أيضاً من خريجي “الليكود”; وجاء جزء كبير من مصوتي “شاس” من “الليكود”; وكتلة “الاستقلال” تابعة لـ “الليكود” وهي معاً 86 نائباً -من مجموع 120 نائباً عدد أعضاء الكنيست- شعب واحد وحزب واحد وصوت واحد ولا يوجد شيء كهذا في العالم الغربي”.

لنجد أننا ما زلنا أمام مشروع صهيوني استعماري استيطاني اقتلاعي احلالي كبير ومرعب يستهدف فلسطين والأردن معا وليصل إلى حدود الفرات بل أن هذا المشروع لن يتوقف أبداً وربما يشهد مستقبلاً المزيد من التصعيد والترجمات الاحتلالية على الأرض هناك.

ولنجد أنفسنا أمام خريطة سياسية إسرائيلية تمتد مساحتها الحزبية لتشمل الليكود وتفريخاته اليمينية وأمام برامج سياسية يجمعون عليها مسعورة تتطلع ليس فقط لابتلاع فلسطين من بحرها إلى نهرها وإنما لابتلاع الضفة الشرقية برمتها أيضاً…!

نعتقد بقناعة راسخة أن الوحدة الوطنية الأردنية تبقى الحصن المنيع الذي تتحطم عليه البرامج والأجندات والأهداف الصهيونية.

صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...