الثلاثاء 13/مايو/2025

هنية يلتقي الأسرى المحررين في قطر

هنية يلتقي الأسرى المحررين في قطر

التقى رئيس الوزراء الفلسطيني السيد إسماعيل هنية الأسرى المحررين ضمن صفقة “وفاء الأحرار” المتواجدين في قطر، معبراً عن سعادته الغامرة بلقائهم ، معتبراً إياها “لحظات جميلة أن يلتقي بهؤلاء الرجال الابطال المجاهدين” .

  وقال هنية: “كم هي سعادتنا ونحن نلتقي في دوحة الخير مع أبطالنا الأحرار الذين قضوا زهرة أعمارهم خلف قضبان سجون الاحتلال من أجل وطنهم وقضيتهم، وعوائلهم الكريمة التي صبرت واحتملت السجن لأبنائهم والإبعاد وما انكسرت لهم إرادة وكانوا بعد الله هم خير سند لأبنائهم ولأبطالنا بصبرهم وصمودهم .

وأضاف “أتينا لكم من فلسطين ومن غزة نحمل لكم كل الحب والوفاء والسعادة بان الله منَ علينا بهذا النصر في ما اسماه معركة التبادل التي كانت معركة سياسية وأمنية وإستراتيجية لسنوات طويلة رغم ظروف غزة الجغرافية، لكن كانت رعاية الله وثم الحرص على تحقيق هذا الهدف السامي الكبير باستعادة الحرية لأبطالنا”.

وتابع “ليس هناك حركة شريفة مناضلة ممكن أن تتخلى أن أبنائها وأبطالها الذين وقفوا مبكراً في وجه الاحتلال ومن هنا جاء الوفاء لتكون وفاء الأحرار”، موضحاً أن هذا النصر تعدى فلسطين إلى الوطن العربي والإسلامي .

وأكد دولته على أن الحكومة والحركة وضعت أولويات في العام الماضي كان على رأسها قضية الاسرى فكان لشعبنا ما أراد وكان لمقاومتنا ما أرادت، وحققت نصراً كبيرا يكتب من الذهب .

وأوضح دولته أن الصفقة حققت وحدة الوطن الفلسطيني والأرض الفلسطينية حيث شملت الصفقة الضفة وغزة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48، مشيرا الى أن الهدف الثاني الذي حققته الصفقة هو وحدة الشعب الفلسطيني فـ”حماس” لم تبرم الصفقة من أجل أبنائها فقط، مع وجود البعض قبل أن يكون ذلك، لكن “حماس” كانت وفية لكل الأسرى رغم الاختلاف السياسي والمؤامرات التي تعرضت لها حتى من أبناء جلدتها، حيث جنبت حماس الأسرى كل التعقيدات والخلافات وكانت تقاتل من أجل أن يفرج عن ابن حركة فتح كما قاتلت من اجل الإفراج عن ابن حماس وكل الفصائل وحتى أن هناك أسرى مسيحيين ودروز فهي صفقة شاملة .

وأضاف “نرى أن النصر والخير قادم من خلال صفقة وفاء الأحرار والانتصار بالفرقان والربيع العربي أو ممكن تسميته ربيع القدس فالشعوب العربية تنادي بتحرير فلسطين والقدس، لذا العودة قريبة” . 

بدوره؛ شكر الأسير المحرر عبد الحكيم حنينة رئيس الوزراء على إتاحة الفرصة للمحررين للقائه، معبراً عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكداً على أنهم سيبقون أوفياء لفلسطين وسيواصلون الدرب حتى تحرير فلسطين، فيما قدم هنية هدية تذكارية لكل أسير محرر. 

من جهة أخرى، زار هنية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث كان باستقباله الأمين العام للاتحاد فضيلة الشيخ علي محي الدين القره داغي، ولفيف من العلماء، معبراً دولته عن سعادته الغامرة بالزيارة واللقاء المباشر بالعلماء الأجلاء.

وعبر دولته عن الاحترام والتقدير للإتحاد وعلى رأسه رئيسه فضيلة الشيخ الإمام العلامة د. يوسف القرضاوي وكل العلماء الكرام، “الذين حملوا مشعل الدعوة والجهاد، فلهم منا كل الاحترام والتقدير وهذا ما تربينا عليه في بيوت الله وحركتنا”، مشيداً بموقف العلماء من القضية الفلسطينية ، القضية المركزية للأمة .

وأكد دولته أمام العلماء على التمسك بالثوابت والحقوق “ففلسطين ليست قضية تراب وطين إنما قضية عقيدة ودين”، وقال :”المقاومة والجهاد الشامل الطريق والخيار الإستراتيجي لتحرير فلسطين واستعادة الأرض، فقد جرب الشعب المفاوضات ولم تحقق شيئاً، الأمر الذي رسخ لدينا أن المقاومة والجهاد هو الطريق الأنجع للتحرر، موضحاً أن الجهاد يكون شاملاً في كل المجالات.

وشدد دولته على وحدة الشعب الفلسطيني كونها ضرورة لمواجهة الاحتلال ضمن مرجعية وطنية ناظمة، الأمر الذي دفع باتجاه المصالحة التي تحمي الثوابت والحقوق.

وأكد دولته على أن قضية فلسطين ليست فقط فلسطينية بل هي (عربية وإسلامية وإنسانية) وهي الآن بدأت تعود لهذه الأبعاد بعد المؤامرات التي حيكت لسلخها عن تلك الأبعاد، وعلى الأمة أن تكون حريصة على القضية وتعمل من أجلها وأن تأخذ دورها.

وأشار رئيس الوزراء إلى الانفتاح الذي يسعى له مع كل العالم حتى يتم تحشيد أكبر قدر من الطاقات لدعم قضية فلسطين، ولدحض الرواية الإسرائيلية التي حولت الجلاد إلى ضحية والضحية إلى جلاد، مؤكداً على انه لا يمكن التنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حق العودة .

وتطرق دولته خلال كلمته إلى ملف القدس وما تعانيه المدينة من قبل الاحتلال من تهويد واستيطان وإبعاد لأهلها ونوابها “فالقدس في خطر”، قائلا :”اليوم ونحن نزور مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نضع القدس أمانة في أعناقكم”، داعياً العلماء للعمل من أجل تحشيد طاقات الأمة من أجل تحرير القدس والأقصى.

وأكد على ضرورة استغلال الربيع العربي أو الربيع الإسلامي، حيث حث العلماء على تسميته (بربيع القدس) “فأنظمة الظلم سقطت وصعدت الشعوب والإسلاميون”، وختم دولته حديثه بتحمل العلماء أمانة القدس ودعوتهم لزيارة غزة.

كما قام هنية بزيارة متحف الفن الإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة، وأبدى إعجابه بما رأى في المتحف من أمور مختلفة تؤرخ للحضارة الإسلامية، مبدياً سعادته بالزيارة .

وتجول بين جنبات المتحف الذي يحتوي على مئات القطع الأثرية من مختلف البلاد الإسلامية، مشيداً بطريقة الترتيب والعرض للموجودات الإسلامية والأثرية في المتحف .

واعتبر هنية المتحف منارة للعالم بأسره تبين مدى عظم الحضارة الإسلامية وتفوقها في شتى المجالات، آملاً أن يستمر المتحف في تقديم رسالته .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات