السبت 10/مايو/2025

القدس تهود والمفاوضات جارية

القدس تهود والمفاوضات جارية

الاحتلال يهود القدس. آخر الأنباء تحدثت عن قرب انتهاء مشروع بناء حديقة (توراتية) تحاصر المسجد الأقصى من الشرق والشمال الشرقي. إذ إن المشروع يقوم على بناء حديقة بين (باب الساهرة) وطريق (باب الأسباط). المؤسسات الفلسطينية المعنية فالت إن هناك أكثر من مشروع لأكثر من حديقة لتهويد وتطويق القدس. يترافق هذا مع قانون منع لمِّ شمل العائلات الفلسطينية من أبناء الضفة الغربية والأهل في الوطن المحتل منذ عام 1948.

مع ذلك ومع أن التصريحات الرسمية الفلسطينية حول الاجتماعات الثلاثة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمَّان كانت فاشلة، إلا أن أنباء صحفية تحدثت عن وجود مفاوضات سرية في (البحر الميت) بين السلطة الفلسطينية وحكومة المحتلين الصهاينة.

في الوقت عينه تحدثت الأنباء عن أن العاهل الأردني حمل رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في محاولة منه حث الرئيس الأميركي على الضغط من أجل استئناف المفاوضات وفق شرط فلسطيني هو وقف الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين، مع أن الرئيس الأميركي لا يستطيع الآن ممارسة أي ضغط على الصهاينة بسبب أن العام عام انتخابات الرئاسة الأميركية.

ووفق المصادر الأوروبية الصحفية فإن طريق حل الدولتين أصبح مغلقا تقريبا بما أن الاحتلال يواصل سرقة ومصادرة المزيد من أراضي الضفة الغربية، ويسعى لإعلان القدس عاصمة لكل يهود الأرض.

يبقى على المرء أن يتساءل: إذا كان الاحتلال يرفض وقف الاستيطان، ويعمل جاهدا وبشكل يومي على تهويد القدس وتقويض الأقصى المبارك، ويرفض الإقرار بحل الدولتين على أساس الانسحاب من الأراضي التي احتلها عام 1967، أين أصبحت المبادرة العربية؟ وإلى متى تبقى مطروحة على الطاولة بعد دزينة من سنوات الرفض والازدراء من قبل العدو الصهيوني ومن الولايات المتحدة؟

والتساؤل مشروع أيضاً موجه للسلطة الفلسطينية: القدس تهود والأقصى في خطر ماثل، والمفاوضات عبث في عبث ومضيعة للوقت وللأرض وفك للحصار عن العدو المحتل سياسياً، وتزكية لطريق رفضها الشعب الفلسطيني بعد أن جربها طويلا، ولم ينل أي شيء سوى أن حقوقه تتآكل في كل يوم والعدو ماضٍ في سياسته المرسومة دون أن ينحاز عنها ولو للحظة واحدة.

إذا كانت المفاوضات عبثاً – وذا طبيعي – والمصالحة الوطنية رد على الانقسام وعلى المحاولات الأميركية – الصهيونية لتكريس الضعف والانقسام واللعب على عامل الزمن الذي يعمل في غير صالح القضية الفلسطينية، فلماذا تكون المفاوضات على حساب المصالحة الوطنية؟

وسؤال آخر للعرب: متى ستسحبون المبادرة عن الطاولة؟ وما هو بديل المبادرة التي ازدراها المعنيون بها طويلاً؟ أليست هناك من بدائل سياسية واقتصادية ولن نقول (عسكرية) على أساس أن هناك انهماكاً عربياً وتسارعاً عجيباً في ملاحقة الملف السوري وبكل الطرق والوسائل وعلى درب لم تطرقه الجامعة قبل اليوم؟

وللسلطة اليوم أن تقرر قبل أو في يوم الـ26 من يناير الجاري – أي بعد أيام قليلة – ما الخيارات التي قالت إنها مفتوحة أمامها.

[email protected]

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات